جيش مصر يتحرك لسد الفراغ الأمني
للسيطرة على الوضع, في ظل حالة من الفراغ الأمني وغياب قوات الشرطة واتساع نطاق السلب والنهب.
وأصدر الجيش تحذيرات شديدة اللهجة, وقال إنه سيتعامل “بقسوة” مع من سماهم “الخارجين على القانون”.
جاء ذلك بينما تحدى مئات الآلاف من المصريين قرار حظر التجول الذي بدأ على الورق فقط في الساعة الرابعة عصرا بتوقيت القاهرة (14.00 بتوقيت غرينتش), واتسع نطاق الاحتجاجات العارمة في كافة المحافظات والمدن مطالبة الرئيس حسني مبارك بالتنحي, وسط حالة من الفراغ الأمني.
ففي القاهرة احتشد عشرات الآلاف بميداني التحرير وعبد المنعم رياض والساحات المحيطة بمبنى التلفزيون, مطالبين مبارك بالرحيل, مع محاولات لاقتحام مقر التلفزيون تصدى لها الجيش. كما ندد الآلاف وفق ما قاله مراسل الجزيرة، بتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس.
وجاء تصاعد المظاهرات رغم خطاب مبارك إلى الشعب في ساعة متأخرة من الليلة الماضية وإقالته الحكومة, وهو ما اعتبره متظاهرون مخيبا للآمال كما قال مراسل الجزيرة.
عمر سليمان أدى اليمين نائبا للرئيس مبارك(الأوروبية)
وقالت مصادر أمنية إن ثمانية من الشرطة والسكان في محافظة شمال سيناء المصرية قتلوا وأصيب 13 آخرون خلال مواجهات مع مسلحين ملثمين أمام قسم شرطة الشيخ زويد بالمحافظة, وفي هجومين شنهما مسلحون ملثمون على مقر مباحث أمن الدولة وبنك الإسكندرية في مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة.
كما ذكر مراسل الجزيرة أن ثلاثة قتلى سقطوا لدى محاولة الآلاف اقتحام مبنى وزارة الداخلية بوسط القاهرة, في حين سادت حالة من التوتر الأمني والتمرد عددا من السجون المصرية، خاصة في ليمان طرة وأبو زعبل والقطا. وتحدث مراسلو الجزيرة عن إطلاق نار وسقوط قتلى وجرحى في هذه السجون.
وذكرت مصادر أمنية لرويترز أن ثمانية من نزلاء سجن أبو زعبل قتلوا برصاص قوات الأمن وأن 123 آخرين أصيبوا أثناء محاولتهم الهروب من السجن.
وفي وقت سابق قالت مصادر أمنية إن نحو ألف شخص فروا من أماكن الاحتجاز في أقسام شرطة مصرية اقتحمها محتجون ونهبوها وأحرقوا أغلبها.
وذكر مراسل الجزيرة نت أن قوات الأمن اقتحمت سجن القطا بدلتا مصر وتحدث عن عشرات القتلى. كما تحدث عن تمرد بسجن أبو زعبل الذي يضم سجناء سياسيين, وأشار إلى إطلاق نار على المعتقلين.
كما ذكر شهود لرويترز أن الشرطة المصرية تطلق عيارات قرب محتجين تجمعوا في الشوارع الجانبية المؤدية إلى ميدان التحرير بوسط العاصمة اليوم السبت، غير أنه لم يتضح ما إذا كانت ذخيرة حية.
المظاهرات أصرت على المطالبة
بتنحي مبارك (الجزيرة)
حرائق
جاء ذلك بينما لا تزال الحرائق مشتعلة في مقر الحزب الحاكم وبعض المؤسسات الأخرى والدخان يتصاعد منها, في ظل غياب قوات الشرطة وما يوصف بالانفلات الأمني.
كما اندلعت مناوشات بين لصوص انتشروا لنهب المحال التجارية مسلحين بالأسلحة البيضاء والعصي، ومتظاهرين شكلوا دروعا بشرية لحماية الممتلكات العامة.
وذكر مراسل الجزيرة في هذا السياق أن قوات الجيش صدت هجوما استهدف مطبعة البنك المركزي في شارع الهرم.
وكشفت صور من القاهرة حجم الدمار وسيارات الشرطة المحترقة، وما تعرضت له العديد من المنشآت العامة والخاصة، وكان أكثرها تضررا المقر الرئيسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حيث أُحرق المبنى ونهبت محتوياته.
وقال مراسل الجزيرة إن أعمال التخريب التي وقعت قام بمعظمها كثير من المشبوهين والمساجين الذين فروا من أقسام الشرطة. وتحدث شهود عيان لرويترز عن نهب أحد متاجر كارفور في القاهرة.
وقال مراسل الجزيرة نت في القاهرة إن قوات الجيش ألقت القبض على مجموعة من ضباط الأمن حاولوا نهب بعض محتويات المتحف الوطني بمساعدة بعض المتظاهرين.
وفي حلوان قال مراسل الجزيرة نت إن مبنى أمن الدولة ونقطة مرور حلوان والإدارة المحلية أحرقت بالكامل.
في هذه الأثناء, تحدثت تقديرات متفاوتة عن سقوط مئات القتلى ونحو ألفي مصاب في الاحتجاجات التي عمت المحافظات المصرية على مدى الأيام القليلة الماضية.
كما تواصلت الهجمات على أقسام الشرطة، حيث أحرق محتجون قسم مدينة السلام وأخرجوا زملاءهم الذين اعتقلتهم قوات الأمن. ونقل عن شهود عيان أن 18 شخصا قتلوا في اشتباكات مع الشرطة بميدان المطرية.
وتحدثت مصادر للجزيرة عن سقوط عشرات الجرحى في منطقة التوفيقية بالقاهرة وسط مناشدات لإسعافهم.
الجزيرة نت