قير تور

وعد القرن أفريقي

[ALIGN=CENTER]وعد القرن أفريقي!!. [/ALIGN]هناك اشياء نسبية لا يستطيع الناس الاتفاق عليها وكل شخص يقيمه حسب المكان الذي يجلس فيه ووفق وجهة النظر التي تتوافق مع قناعاته ولذا فموضوع اليوم يخضع إلى نفس المعيار فقد يختلف القارئ معي في التقييم ويعطي النقطة التي اشيد بها صفرا أو اقل !.
على كل حال، وإلى حين إشعار آخر، أعتبر التصريح الرئاسي السنغالي بخصوص كارثة جزيرة هاييتي شهر يناير هذا العام الجاري الذي يفيد باستعداد السنغال منح أرض لأي عدد من ضحايا الزلزال اسمى وعد سمعته خلال هذا القرن.والناطق الرئاسي السنغالي لم يكتف بالقول المفيد عن استعداد بلاده منح أرض عادية بل أكمل أنهم على استعداد لاعطاء اراض زراعية.
والوعد الافريقي الذي اعلنه الرئيس عبد الله واد ليس ناتجا عن عطف متغطرس على آخر ضعيف لا حول له ، بل صادر عن شقيق يريد عودة شقيقه إلى الدار.إذن فالرئيس واد نيابة عن الشعب السنغالي بصفة خاصة والشعوب الافريقية بصفة عامة يقول للعالم أجمع بأن الذين راحوا ضحايا للزلزال المدمر لهم اخوة في انتظارهم لاستقبالهم .
إن الوعد السنغالي في رأي الجهد العالمي المبذول لإغاثة الشعب الهاييتي الذي يستحق التعاطف ، ورغم الاموال الطائلة التي اعلن عنها المنظمات الدولية والدول الغنية تبقى هزيلة مقارنة بما فاجأت به السنغال العالم أجمع لأنها تعرض أغلى مما وعدت به الجميع.وليس الوعد يسمو فقط بسبب قطع سكنية وزراعية فقط لكن السمو في أن الوعد صادر ممن يملك لمن يستحق وليس عن متجبر مغطرس يقتلع حق شخص ليمنحه لآخر مغتصب.
إن كارثة هاييتي هذا العام تبقى حتى الآن أكبر كارثة إنسانية على الإطلاق في التاريخ الحديث عاصرناه ،وحسب ظني لا تماثل نتائجها سوى تلك الكارثة غير الطبيعية التي حلت باليابان في القرن الماضي عندما قذفت الولايات المتحدة الاميركية تلك الدولة بالقنبلة الذرية.
ولتقريب وجه المقارنة محلياً ، تخيلوا إذا كان سكان ابيي الذين تشردوا قبل عامين بسبب المعارك في المنطقة وعددهم في المدينة لم يتعدى السبعين الف نسمة ، فكيف سيكون حال جزيرة تفقد خمسين الف روح أو أكثر ويتشرد فيها أكثر من نصف مليون شخص؟.
إن كارثة هاييتي جاءت كفرصة مواتية للتمييز بين صنفين هما الايدي الممتلئة مالاً والنفوس السامية الغنية بعزتها ، فجاءت القارة الافريقية سامية النفس تملك نفساً غنيةً رغم ضيق اليد فهي تعطي ما لا ترغب في السؤال عن نتيجته يوم غد، في الوقت الذي لا تخلو مجهودات الأغنياء مادياً من غرض إظهار بعض الفضل أو رسم صورة العاجز دائماً للذي ينال العطية في شدة إنهاكه.
عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة….. إن هؤلاء الذين نراهم الآن يتبرعون بالأموال ليسوا افضل منا ولا أكثر مالاً منا.وفي الوقت نفسه لا اطلب منك التبرع بالبيت الذي تقطنه لضحايا الزلزال ، لكن فقط لنثبت للعالم بأن طعام يوم واحد يمكننا التبرع بقيمته للشعب الهايتي باعتبارهم ضحايا لكارثة طبيعية… فهل نحن على قدر ربط الصلة الانسانية؟… لنتذكر بأن اسمى وعد إلى الآن افريقي!!.

لويل كودو – السوداني
19 يناير 2010م