تحقيقات وتقارير

تعهد أميركي بدعم “السودان المقسم”

تعهدت الولايات المتحدة بتقديم دعم سياسي واقتصادي للدولة الوليدة في جنوب السودان في حال تصويت الجنوبيين لصالح الانفصال في الاستفتاء الذي سيجرى الأحد المقبل وسبقه توقيع هدنة بين جيش جنوب السودان وفصيل جنوبي متمرد.

وصرح المسؤول الرفيع في الخارجية الأميركية جوني كارسون الأربعاء بأن الاستفتاء بشأن استقلال جنوب السودان يجب أن يجرى بشكل سلمي ويعكس إرادة الشعب.

وقال كارسون -الذي يشغل منصب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية- في تصريحات للصحفيين بشأن الاستفتاء “نحن نعتقد أنه سيعكس إرادة الشعب، وسيجرى في موعده المحدد بشكل سلمي ومنظم جيدا”.

وأكد أنه إذا آلت نتيجة الاستفتاء إلى انفصال الجنوب فإن الدولة الوليدة ستحظى بدعم سياسي واقتصادي من جانب الولايات المتحدة.

وبحسب كارسون فإن الولايات المتحدة زادت عدد دبلوماسييها في المنطقة أربعة أضعاف من أجل السهر على حسن إجراء هذا الاستفتاء، مشيدا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي.

وقال إن “الولايات المتحدة استثمرت الكثير من الموارد الدبلوماسية لكي تضمن أن هذا الاستفتاء سينجح وسيجري بسلام”.

جون كيري يشيد بتصريحات البشير (الفرنسية)
إشادة
وفي الخرطوم اعتبر السيناتور الأميركي جون كيري الأربعاء في ختام لقاء مع المستشار الرئاسي غازي صلاح الدين، أن خطاب الرئيس البشير وتصريحاته “إيجابية جدا، وبناءة جدا”.

وأضاف “أعتقد أنها مؤشر جيد للأحداث التي تبدأ في الأيام المقبلة”. وقال “نتمنى أن يجري على ما يرام الاستفتاء الذي سيكون مؤشرا جيدا لعلاقة جديدة معززة مع الولايات المتحدة”.

هدنة
من جهة أخرى، قال جورج أتور -أحد القادة المنشقين عن الحركة الشعبية لتحرير السودان- أن الاتفاق الذي وقعه مع الحركة مجرد اتفاق إطاري ينص على وقف إطلاق النار بين الجانبين في حين لا تزال المفاوضات جارية لحل بقية الخلافات العالقة.

وأضاف أتور في تصريح هاتفي مع الجزيرة اليوم الخميس أن التمرد يطالب بعدة نقاط أهمها تشكيل حكومة انتقالية -بعد الاستفتاء- تشارك فيها جميع القوى السياسية في الجنوب، وعقد مؤتمر دستوري يضم أيضا جميع القوى الفاعلة في الجنوب.

يشار إلى أن جيش جنوب السودان وقع في جوبا الأربعاء اتفاقا لوقف دائم لإطلاق نار مع مجموعة من المتمردين يقودهم أتور منذ أبريل/نيسان الماضي إثر خسارته في أبريل/نيسان الماضي انتخابات حاكم ولاية جونغلي الجنوبية.

وقد سقط عشرات القتلى في المعارك التي دارت في هذه الولاية الجنوبية بين عناصره والجيش الجنوبي.

عفو رئاسي
وفي محاولة لاستمالته، أصدر الزعيم الجنوبي سلفاكير ميارديت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عفوا عن العديد من القادة المتمردين بمن فيهم أتور.

وقال العميد مايكل ماجور الذي وقع الاتفاق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان -الذراع العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان- خلال حفل التوقيع في جوبا إنه “اتفاق جيد وأشكر الرفيق أتور على الجهود التي بذلها لإنجاح هذا الاتفاق”.

ولم يحضر أتور حفل التوقيع الذي تم بحضور نائب رئيس جنوب السودان ريك ماشار. إلا انه أرسل وفدا يمثله برئاسة اللواء أبراهام ثون الذي وقع الاتفاق باسم أتور وأشاد بالاتفاق واصفا إياه بـ”خطوة مهمة نحو إرساء السلام في جنوب السودان”.

وكانت السلطات السودانية الجنوبية اتهمت أتور ورجاله بأنهم أداة تحركها الخرطوم بهدف زعزعة استقرار جنوب السودان مع اقتراب موعد الاستفتاء على استقلال هذه المنطقة الأحد.

وفي جوبا أيضا تظاهر المئات في المدينة أمس للمطالبة بانفصال جنوب السودان في الاستفتاء المقرر إجراؤه الأحد المقبل لتحديد مصير الجنوب.

وخرج المتظاهرون في مسيرة جابت شوارع المدينة في السيارات قبل أن تتحول إلى تجمع حضره مسؤولون من حكومة الجنوب، ورفعوا شعارات تطالب بالتصويت من أجل الانفصال وتندد بالوحدة مع الشمال.

الجزيرة نت