فدوى موسى

مين في الباب؟

[ALIGN=CENTER]مين في الباب؟[/ALIGN] طرقات على الباب.. تردد «عبدو» أن يفتحه.. خوفاً من القادم… الذي ربما كان شخصاً غير مرغوب فيه «كحواء أم ضنب أو الحيوان المتوحش» خاصة وأن الكلام الشائع المتناقل عنه أنه قد يكون مختلط بسلالات أجنبية، وهذا يعني ربما طرق الباب من باب نسبة الهجين الخارجية ثم ممارسة الهجوم من باب أنه جائع وضال.. و على أثر إحجام الرسميين والمسؤولين المتنفذين في ما يخص أمر هذه الوحوش الكلبية عن الكلام والبيان ،لايملك أمثال (عبدو) إلاَّ أن يعلنوا حالة الطوارئ داخل المنازل مع سد كل المنافذ إلى أن يروا شيئاً محسوساً من شاكلة ما قامت محلية كرري بإبادة «الكلاب الضالة».. وحتى ذلك الحين مهما «دق الباب» فلن يفتح (عبدو) .. إلا بعد عمل اختبارات الصوت للقادم … ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وياربي احفظ الكل من العض والنهش.

خليك واضح يا جميل!

السلبية التي يمارسها البعض في الكثير من الأحيان تنم عن الخوف على الإقدام واتخاذ القرار الحاسم .. ولا تتعجب عزيزي القارئ أن وجدت هناك من يصعب عليه اتخاذ قرار صغير وهو في موقع تنفيذ القرارات الكبيرة .. الذي غالباً ما يكون قراره نتاج «المظان» التي يتغطى بها،كالأصدقاء أو أصحاب المصالح الذين يحيطون به كما يحيط السوار بالمعصم.. ونماذج كثيرة لهؤلاء تجدهم متنفذين لا لأنهم لهم المواصفات والقدرة على ملء متطلبات المنصب لكنها الولاءات والحسابات والأجندة وأضيفت إليها أخيراً في ظل تداعيات الصراعات السياسية «القبلية البغيضة».. فإن كانت كل تلك الظروف والأحدات قد جاءت بك إلى الموقع الذي تجلس عليه فكن واضحاً مع نفسك.. وقبل ذلك كن واضحاً مع ربك الذي لا تخفى عليه دقائقك.. ومن ثم اتخذ أصعب قرار على نفسك «وفوت الكراسي… وأنت تحترم نفسك…» وخليك واضح يا جميل.

* خلي التجفل..

منذ أن تولى منصبه لم يعرف شيئاً عن ما يدور داخل مؤسسته فهو في حالة زيارات تفقدية للمؤسسات الفرعية وحصيلته من كل زيارة وجبة دسمة وزجاجة بارد وبعض الكلمات الباردة الباهتة التي يستمع إليها من ممثلي الفرعيات والشكاوي المتكررة من البعض في حدود عبارات «متعشمين فيك.. ونحنا رهن إشارتك. وطوع بنانك و … و …» وتنتهي الزيارة تلك ليجد نفسه في زيارة محطة أخرى … الأمر الذي قد يجعله لا يتمهل في كرسيه لمعرفة دقائق الأمور وقد لا يمهله الزمن للبقاء في الكرسي الوثير ليجد نفسه يتضرع في مؤسسة أخرى يمارس فيها برنامج الزيارات التفقدية المعروف المبرمج..

آخر الكلام:- .

. إن أتاحت لك الظروف فرصة الجلوس على الوثير رجاءاً لا تتجفل ولا تغلق عليك الباب فلن تأتي، «حواء أم ضنب» ولا نهش الكلاب المتوحشة.

سياج – آخر لحظة – 1238
fadwamusa8@hotmail.com

تعليق واحد

  1. كلأم فى منتهى الروعة واشارات بليغة لمن اراد ان يفهم ويستقيم ولكن الى متى يظل الحل ياهو نفس الحال وتضيع من عمر الوطن الغالى خمسين سنة اخرى 😎 😎 😎