مخاوف من عودة السل إلى لندن
حذرت مقالة في دورية لانسيت الطبية نشرتها صحيفة غارديان من أن داء السل بدأ يعود إلى لندن، الأمر الذي يهدد بتفشيات خطيرة كالتي حدثت في نيويورك وكاليفورنيا بالولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي.
ويقول الدكتور عليم الدين زوملا -من إدارة العدوى بكلية طب يونيفرسيتي كوليدج لندن- إن معدلات السل لم تواصل ارتفاعها في أماكن أخرى من أوروبا، وإن الحادثة في بريطانيا قد تزايدت تدريجيا خلال الخمس عشرة سنة الماضية. وأضاف أن العام الماضي سجل أكثر من تسعة آلاف حالة في بريطانيا 40% منها في لندن وحدها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان يُعتقد أن السل -المعروف بالطاعون الأبيض في العصر الفيكتوري بسبب شحوب وجوه المرضى الذين كانوا غالبا ما يتم عزلهم في مصحات يموتون فيها عادة- قد تم القضاء عليه في بداية الثمانينيات.
لكن في السنوات الأخيرة ظهر المرض مرة أخرى وازداد سوءا بانتشار فيروس الإيدز الذي غالبا ما يتلف جهاز المناعة الدفاعي للجسم. ويقضي السل على 1.7 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام. وبسبب الصعوبات في التقيد بنظام علاج بالمضادات الحيوية لمدة ستة أشهر أصبحت سلالات من بكتريا السل مقاومة للعقاقير الشائعة الاستخدام.
ويقول زوملا إن السل المقاوم للدواء في لندن أيضا بدأ يزداد خلال العقد الماضي. وكان هناك 172 حالة سل مقاومة لدواء إيزوونيازيد، وهو المضاد الحيوي المعتاد للمرض.
ويشار إلى أن داء السل ينتعش في مناطق العَدَم. والزيادة في الأعداد كانت غالبا بين الأشخاص الذين لم يولدوا في بريطانيا، ولكن في عام 2009 عاش معظمهم (85%) في البلد لما لا يقل عن سنتين. ويعيش الكثير منهم في ظروف شبيهة بالعصور الوسطى. ويعتبر السكن الرديء وقلة التهوية والازدحام الشديد من أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بالسل في مناطق معينة من لندن.
وينتشر المرض في الأجواء المغلقة ويستشري بين ملاجئ المتشردين وفي السجون أيضا. وهناك 58 حالة أخرى مقاومة لأكثر من دواء.
ويطالب زوملا الحكومة البريطانية بالتزام سياسي ومالي فوري وطويل الأجل إذا أرادت أن تتجنب عودة الطاعون الأبيض إلى لندن وإذا أمكن وضعه تحت السيطرة.
الجزيرة نت