قير تور

هل ينجح بنك السودان

[ALIGN=CENTER]هل ينجح بنك السودان؟ [/ALIGN] هناك مثل عامي يقول (لا يستقيم الظل والعود اعوج) وهو لا يحتاج الى تفسير لأن المعنى يسير، فالظل ينتج عن العود الذي اذا تعرض للضوء بدا لنا كشكل الجسم الاصيل.
هذا المثل اراه يكاد بنك السودان المركزي، رغم حسن النية الذي اوافقهم عليه، يريد اثبات خطأه بالمجهود الذي يقوم به هذه الأيام وهو ظاهر في الإعلان المتكرر على التلفاز يومياً يتحدث عن نظافة العملة والحفاظ عليها نظيفة.
وانا اشرع في تناول هذا اليوم لم اتناس الشفقة التي احملها تجاه ادارة بنك السودان التي تريد القيام بمهمة عسيرة فشلت فيها الجهات المناط بها دورها الاصلي فإذا كان اصحاب المهمة فشلوا هل تنجح وسيلة بنك السودان؟. فبنك السودان المركزي ليس لديه سوى وسيلة إعلان فقط فهل هذه ناجعة أكثر من وسائل كثيرة عملية افضل من هذه؟.
لنعد إلى المثل العام اعلاه والذي يتحدث عن اعوجاج العود فانا اقصد بالعود هنا عجز المجتمع السوداني كمسؤول أول عن سلوك اعضائه ثم المدرسة كمسؤول عن تحقيق غرز قيمة النظافة في نفوس اغلب الشعب بوسائلهما العديدة، فكيف سينجح بنك السودان بمجرد الإعلان عن مشروع الحفاظ على العملة؟.
لنتحدث حسب الرأي السائد في الدولة في المستندات الرسمية، ووفق المستندات الرسمية التي على رأسها الدستور نجد اعترافاً صريحاً بأن الإسلام هو دين الغالبية في السودان، وعليه فبديهياً أن غالبية السودانيين مسلمون، وعليه فالتربية الإسلامية هي السائدة. ووفق تربية المسلم طاعة الله ورسوله، والطاعة هو التسليم بما قال الله والرسول فلماذا لا نجد الغالبية تلتزم بالنظافة وقد تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم صراحة عن النظافة وربطها بالايمان (النظافة من الايمان)؟. لماذا لم يلتزم المجتمع بغرز هذه القيمة الدينية في نفوس اعضائه…؟. طبعاً ليست هناك مشكلة في الحديث النبوي ولا في النصوص الأخرى التربوية التي تدعو إلى تعظيم قيمة النظافة لكن هناك مشكلة تجاه تطبيق هذه النصوص.
في المدارس العامة نجد أن المعلمين والمعلمات المناط بهم القيام بتفتيش الطلاب والطالبات (لا اعرف إلى اي مدى تقوم المدارس هذه الأيام به) هم المكروهين لدى التلاميذ بل يوصفون بعدم الموضوعية. وفي ايامنا عندما كنا في المرحلتين الابتدائية ثم المتوسطة كان هناك عدد من الطلاب يكرهون يومي السبت والثلاثاء لأن فيهما يتعرض الفرد لتفتيش دقيق عن حالة نظافة التلميذ… فهل نجحت مدارسنا في تثبيت قيمة النظافة لدى ابناء جيلنا؟.
طبعاً ليس مطلوباً مني أو منك ايها القارئ العزيز الاجابة المستعجلة على هذا السؤال، لكن اذا اردت الاجابة انظر إلى اقرب شخص اليك اثناء قراءتك هذا المقال يقف امام وعاء ماء فإذا شرب كوباً دون ان يترك كمية وفيرة من الماء داخل الكوب فاعرف انه استفاد مما تعلمه في البيت والمدرسة.
استغرب جداً لشخص يقوم بلف ورق مستند مهم جداً قد يكون شهادة ميلاده أو شهادة جامعية أو حتى ورقة محكمة، فكيف نتوقع من مثل هذا الحرص على ورقة العملة التي يعتبرها ورقة لا تخصه؟. عفوا بنك السودان فانتم تريدون القيام بدور المجتمع و(هذا تدخل سافر ادينه واشجبه من هنا)!!!.

لويل كودو – السوداني -14 يناير 2010م

تعليق واحد

  1. الاخ تور في رأيي انك لم تشر الى نقطة مهمة جدا، وهي رداءة الخامات التي تصنع منها العملة… اعتقد هذا هو العود الاعوج وليس المجتمع السوداني!!