حوارات ولقاءات
المذيعة جدية عثمان من لندن : احترافي في m.b.c أضاف لي بعداً جديداً
بحضورها المميز، وأدائها التلقائي وطلتها البشوشة حققت جدية عثمان نجاحاً عن استحقاق حتى اصبحت من المذيعات اللائي يشار لهن بالبنان، وكانت احلام جدية ترنو نحو أفق بعيد ولم تتوقف عند محطة التلفزيون القومي، والتحقت بتلفزيون البحرين ولكن محطتها الأهم كانت في محطة مركز تلفزيون الشرق الأوسط (mbc) حيث تعمل الآن مراسلة لها من لندن، جدية تفتح قلبها «للصحافة» في حوار عبر البريد الإلكتروني عن تجربتها هناك..
< حدثينا عن تجربة العمل فى ام بى سي. بالتأكيد هي تجربة ثرة تكسب المرء خبرة عظيمة في مجال العمل التلفزيوني الإخباري والتحريري فالعمل لقناة بحجم الام بي سي وأن اكون مراسلتها الوحيدة من موقع عالمي مهم ومؤثر كبريطانيا يضيف لتجربتي بعداً متفرداً خاصة وأنني أغطي محاور مختلفة تشمل التغطية السياسية والاقتصادية والعلمية وأخبار الطب والإكتشافات والإقتصاد كذلك. هي تجربة لعمل إعلامي يحتوي على كافة أنواع الإعلام المرئي الثقافي والاجتماعي والسياسي، كما أن طبيعة عملي تتيح لي فرصة للتعرف على شخصيات بارزة ومواقع مهمة في كافة المجالات في المجتمع البريطاني وما يستقبله من ضيوف مهمين. العمل يشمل الإعداد والتغطية والمونتاج والإخراج بالإضافة للتقديم فهو بالتالي عمل متكامل. يضاف إلى ذلك أنه أكسبني معرفة جيدة بالتقنيات الحديثة في مجال الإعلام وحثني على إجادة استخدام اللغة الإنجليزية على مستوى المخاطبة والكتابة والقراءة والترجمة وعلى تطوير لغتي العربية كذلك. < قبل ذلك كانت لك تجربة عمل في تلفزيون البحرين فعلاً كانت لي تجربة سابقة امتدت لقرابة العامين في تلفزيون البحرين وهناك بدأت رحلة انطلاقي في مجال الإعداد والتحرير والتقديم للتقارير التي تغطي الفعاليات المختلفة في المجتمع البحريني، ولقد تلقيت دورات تدريبية في هذا الشأن ساعدت كثيراً في تطوير قدراتي، كذلك واصلت ما بدأته في تلفزيون السودان من حيث تقديم البرامج الحية والمباشرة كبرنامج صباح الخير يا بحرين. أيضاً أتيحت لي السانحة لمعرفة طبيعة العمل في التلفزيونات العربية والتعرف على إعلاميين بارزين في الوطن العربي واكتساب خبرات جديدة ساعدت في تطوير تجربتي العملية. < كيف تنظرين لتجربة الاحتراف في القنوات العربية للمذيعات السودانيات؟ هي تجربة مهمة جداً في إطار العولمة بصورة عامة وفي إطار العمل الإقليمي على وجه الخصوص لأنها تجربة في اتجاهين. الاتجاه الأول يتمثل في التعرف على الآخرين واكتساب معرفة جديدة تسهل من عملية التواصل والتلاحق بين الثقافة السودانية العربية الأفريقية والثقافة العربية الشرق أوسطية، فالإحتراف هنا يكون له دور مهم في خلق هذه الصلة. الإتجاه الثاني يتمثل في ابراز القدرات الإعلامية السودانية والتأكيد على تطورها وجودتها في ضوء ما سبقنا إليه وجود بعض الإعلاميين السودانيين البارزين في انشاء وتحديث القنوات العربية التي تفوقت علينا الآن إعلامياً بسبب تطويع الإمكانيات لتقديم أعمال جيدة وبالتدريب واختيار الكوادر بناءً على القدرات وعلى الجدية واحترام العمل. < حديثنا عن الاقامة فى لندن الإقامة في لندن لها جوانب إيجابية كثيرة وأيضاً جوانب سلبية. الجوانب الإيجابية تتمثل في نمط الحياة المنظم من حيث المعيشة اليومية، تربية وتعليم وصحة الأطفال وتنمية مواهبهم واحترام الفرد كقيمة إنسانية بغض النظر عن أصله وفصله. أيضاً يكتسب المرء في المجتمع البريطاني خبرة كبيرة في الحياة ويتعرف على أنماط بشرية تمثل كل مجتمعات العالم، فتتعرف على عاداتهم وثقافاتهم تأخذ منها المفيد وتترك ما لا يتناسب معك. كذلك تتواصل مع السودانيين بمختلف مرجعياتهم الاجتماعية والتعليمية والوظيفية عبر التنظيمات والجاليات المختلفة في كل المناسبات بكل الود والمحبة. الجوانب السلبية تتعلق بالبعد عن الوطن وسلبيات الغربة المختلفة خاصة فيما يتعلق بتربية الأبناء وخلق الصلة الحميمة مع مجتمعهم الأم، ومع ثقافتهم ودينهم ولغتهم الأصلية، بالإضافة للأعباء الاقتصادية والاعتماد الكامل على الفرد في تنظيم وترتيب كل واجبات الحياة. < ذكريات حوارك مع الطيب صالح الأديب الراحل الطيب صالح شخصية سودانية عظيمة تركت بصمات واضحة في الأدب العالمي لذلك كان حواري معه محطة مهمة في حياتي العملية والإنسانية خاصة و أنا أول من أجرى حوارا معه بعد قطيعة طويلة جدا لوسائل الإعلام السودانية فكان لي السبق الإعلامي من خلال ذلك الحوار . وأصلاً أنا معجبة بأعمال الطيب صالح ولقد قرأتها مراراً من قبل وحرصت على أن أقوم بتقديم ذلك الحوار والذي أتى متميزاً بحمد الله مما حدا بأديبنا الكبير أن يشيد به مراراً حتى من خلال الحوار نفسه. أكثر ما اذكره أنني كنت في مراحل حملي الأخيرة بابني علاء وكانت قد تبقت أيام قليلة على الوضوع وبرغم أن الحمل يؤثر على الشكل ويصيب المرء بالإرهاق الجسدي والذهني خاصة في الأيام الأخيرة لكنني كنت حريصة جداً على تقديم هذا الحوار واغتنام تلك الفرصة. < صقلت الموهبة بالدراسة فى لندن الدراسة في لندن شيء غير كما يقولون، فهي مرتبطة بالناحية النظرية والعملية معاً وتتيح لك فرصة تدريب عظيمة في الجامعة نفسها وفي قنوات كبيرة بحجم البي بي سي والآي تي في، والكليات لا تمنحك الشهادة إلا بعد التأكد من أنك أصبحت مؤهلاً تماماً. كنت في البدء أحتاج لأعلى المستويات في اللغة الإنجليزية لدراسة الإعلام مما استغرق بعض الوقت لكنني بحمد الله نجحت في ذلك، كما لاحظت أن موهبتي صقلت تماماً بالدراسة خاصة حين تدربت أولاً في قناة الأيي ان ان ثم انتقلت للعمل بالام بي سي حيث لم أجد أية صعوبة مهنية أو تقنية،ومن أول بايلوت قدمته للام بي سي علقوا على أنه عمل ممتاز وتم باحترافية واضحة فتم اختياري للعمل مباشرة. < هل تنوين العودة للخرطوم؟ لا أحد يستبعد فكرة العودة للوطن فهو حلم الجميع وهو ما اغتربنا لأجله. حقيقة أشتاق كثيراً لوطني وبلدي والنية واصلة وأتمنى أن يتم ذلك في أقرب وقت. < ماذا تذكرين من ذكريات عملك في تلفزيون السودان؟ أذكر كل جميل وأصيل فذلك مرتع صباي الإعلامي وحيث خرجت للناس وتعلمت مبادئ العمل الإعلامي فالجميع أحبابي، أحمل لهم الود والإحترام وعبركم أبلغهم سلامي وأشواقي الزائدة. < الإشاعات هل توثر في حياة جدية عثمان؟ ما لا يقتلني يقويني، ومثل تلك الإشاعات هي كفارات وأجر وعافية إن شاء الله فأنا لا أنتبه لها ولا أثر لها عندي طالما أمضي في طريقي بخطى واثقة وأعيش حياتي الأسرية والعملية في هناء وسعادة بحمدالله. < ماذا تعني لك الشهرة؟ تعني المزيد من العمل والنجاح والتألق، وأن أكون على قدر ثقة الآخرين بي وأن أبادلهم الحب بالمحبة والتقدير، وعلى قدر المسؤولة الواقعة على عاتقي لأكون نموذجاً لامرأة سودانية متميزة في مجالها. < ما هي اسباب غياب مقدمي البرامج السودانيين بالفضائيات العربية ؟ هو جزء من غيابنا في الكثير من المواقع التي كان من الواجب أن نتسيدها. الأسباب مختلفة فبعضها سياسي وبعضها اقتصادي وبعضها عنصري وكلها تتمثل في التدهور العام لمخرجات الوطن، بالإضافة لقلة الخبرة ونقص التدريب في الوقت الحالي بالسودان. < هوايات جدية عثمان - الوجه الآخر لجدية أهوى مشاهدة الأفلام والمسرحيات الغنائية خاصة الإنجليزية، والاستماع للموسيقى، كما أهوى القراءة والاطلاع بشكل كبير وأحب ممارسة الرياضة خاصة السباحة، وأمارسها على الدوام وأشجع فريق الأرسنال اللندني بعكس زوجي د. معز والأولاد فهم جميعاً مهووسون بفريق اسمه مانشستر يونايتد.حوار: طارق شريف الصحافة