طب وصحة

الشمالية والخرطوم والجزيرة.. استشراء السرطان

خرج المؤتمر العالمي الثاني للسرطان الذي انعقد بقاعة الصداقة برعاية الاستاذ علي عثمان نائب رئيس الجمهورية في الفترة من «3 – 5 من الشهر الجاري» بتوصيات في غاية الأهمية ركزت على ضرورة الإسراع بإستيراد أجهزة متطورة وحديثة لتشخيص الأورام وإنشاء وحدة للطب النفسي في مركز السرطانات بجانب الاهتمام بتدريب الكادر العامل والاستبقاء على الكوادر بالتميز الإيجابي.
وأوصى المؤتمر عن قيام فعالياته التي أمها عدد من خبراء مرض السرطان بضرورة إنشاء مراكز علاجية في الولايات، وناشد الولاة بدعم هذه المراكز وذلك لتخفيف الضغط على المركز القومي بالخرطوم.
وأمّن المؤتمر على تخصيص مراكز خاصة لسرطان الأطفال والتوسع في مراكز الإكتشاف المبكر لسرطان الثدي والرحم.
وشهدت القاعة الكبرى حضوراً مكثفاً من الأطباء وحشداً كبيراً من الخبراء في مجال الأورام توافدت من العديد من الدول منها أمريكا، واسكتلندا، وإيطاليا، والسعودية، ومصر، والأردن، وهولندا، ووقف المؤتمر على العديد من المستجدات الحديثة في العلاج المتطور للسرطان وناقش العديد من الأوراق العلمية المهمة.
وتُحظى الأمراض غير السارية وعلى رأسها السرطان باهتمام الدولة والمجتمع وذلك لازدياد معدلات الإصابة، ويقدم المركز القومي للعلاج بالأشعة والطب النووي خدمات تشخيصية وعلاجية لحوالى «7» آلاف حالة جديدة سنوياً بجانب المتابعة الدورية، وقدر المركز ازدياد عدد المرضى المصابين بالسرطان الى «12» ضعفاً خلال السنين السابقة رغم ان هذا الرقم لا يمثل العدد الحقيقي خاصة ان عدداً كبيرآً من المرضى لا يستطيعون الوصول الى المركز بينما «80%» من الحالات تصل للمركز في مراحل متأخرة الأمر الذي جعل من العلاج الجراحي والإشعاعي والكيميائي قليل الفائدة ومكلفاً مادياً.
واشتهر السرطان انه مرض سيىء السمعة وما زالت بعض المجتمعات السودانية تطلق عليه اسم «المرض الكعب»، وعزا المختصون ذلك الى وصول الحالات متأخرة «المرحلة الرابعة»، ويلاحظ ان هناك جهوداً ضخمة وأبحاثاً عالمية لاكتشاف أدوية فعالة تستهدف الخلايا السرطانية خاصة انه يوجد «150» نوعاً من السرطانات. وحسب المختصين أن «40%» من الحالات يمكن شفاؤها في حالة الاكتشاف المبكر، وتوجد حالات تم علاجها جراحياً منذ أكثر من «15» عاماً.
د. صديق مصطفى مدير عام المركز القومي للعلاج بالأشعة قال إن المؤتمر يهدف الى رفع الوعي العام لدى المواطنين كافة بأهمية الكشف المبكر للسرطان خاصة السرطانات الشائعة مثل سرطان الثدي عند النساء وسرطان الفم واللثة والتوعية بالعادات والسلوك الضار مثل التدخين والتمباك التي أثبتت الدراسات العالمية وجود صلة بينها وبين سرطانات الرئة والحنجرة والفم واللثة.
وقال إن مرض السرطان عرف أن له تأثيراً إقتصادياً واجتماعياً ونفسياً سيئاً على المجتمع، ولذلك نظمنا هذا المؤتمر لإظهار الأبحاث والدراسات السودانية في مجال هذا المرض الى جانب محاضرات ألقاها خبراء في مجال الاكتشاف المبكر والعلاج والمكافحة بجانب الاتفاق على التعاون مع المؤسسات الدولية وإنجاز البحوث المستقبلية ومناقشة حجم المشكلة مع الخبراء الدوليين.
وقال إن المؤتمر العالمي الأول الذي انعقد العام الماضي أحدث نتائج إيجابية، وتم إدخال وحدة العلاج التلطيفي، مضيفاً ان العام القادم يستهدف العلاج الكيميائي للأورام، وذلك بالاستعانة بإختصاصيين سودانيين من السعودية لإدخال علاج الكيميائي للأورام بمتابعة المريض لأنه من الصعوبة إنشاء مركز علاج إشعاعي ويصعب ابتعاث فريق طبي متكامل لأي ولاية في السودان.
وقال إن المركز يحتاج الى «200» إختصاصي أورام لمقابلة تزايد الأعداد، خاصة وأن «27» إختصاصياً وعدداً من نواب الإختصاصيين هم من يتولون العمل الآن و«7» منهم في مصر و«2» في الأردن، و«23» نائباً إختصاصياً بمجلس التخصصات الطبية، وقال إن خطة المركز إنشاء مركز السودان للأورام لمواجهة تزايد الحالات.
وقال إن «40%» من حالات السرطان يمكن تجنبها في المراحل الأولى، وذلك بالامتناع عن السجائر والتمباك والمخدرات والإلتهابات المتكررة والتوعية الصحية بأهمية ممارسة الرياضة. وأشار الى أنه حسب توجيه رئيس الجمهورية بإنشاء «7» مراكز للعلاج تم إنشاء مركز في شندي، ومروي وتجري الترتيبات مع حكومات الولايات لإنشاء مراكز في القضارف، والأبيض ونيالا.
وقال إن المركز يجري إحصائيات سنوية، وتفيد آخر الإحصائيات أن «25%» من الحالات من ولاية الخرطوم، والشمالية، والجزيرة لارتباط المواطن بالمبيدات والاستخدام الخاطيء للأسمدة، وتأتي ولايات غرب السودان والشرق والجنوب في الأخير.
وكشف مدير مركز العلاج بالأشعة عن برنامج لتوعية الأطباء والكوادر المساعدة للتوعية وإدخال السرطان تحت الخارطة الصحية.
وقال د. أحمد عمر إختصاصي الأورام بمركز العلاج بالأشعة إنه يوجد «150» نوعاً من السرطان تصيب الدم حادة ومزمنة ويمكن فحصها ببساطة لتوضيح أي خلل وذلك بعدم تجاهل أعراض بسيطة مثل الحمى المتكررة.
وقال إن إستخدام الكريمات التي تحتوي على هرمونات يؤدي استعمالها الى الإصابة بالسرطان لأنها تزيل طبقة الجلد التي تحمي من أشعة الشمس، مما يعرض الجلد للإصابة بسرطان الجلد. وأشار الى أن الجهود المبذولة ضخمة لإيجاد علاجات وأدوية ناجعة تستهدف الخلايا السرطانية، وأكد أن الأبحاث اكتشفت أدوية جديدة فعالة، وقال إن الأمل موجود لمرضى السرطان، وأشار الى أنه تم إجراء عمليات جراحية لأكثر من «15» عاماً.
وقال إن مريض سرطان الغدد الليمفاوية تتم معالجته تماماً، وأشار الى ضرورة الكشف المبكر لسرطان الثدي للوقاية وتفادي إزالة الثدي، وأشار الى وجود جراحات ترميمية متقدمة للثدي، وأكد ان السرطان أصبح غير مميت ويمكن معايشته وعلاجه.

الراي العام

تعليق واحد

  1. حدثنى أحد المواطنين أن اغلب المزارعين يستخدمون أنواع خطيرة من الاسمد والمبيدات بالذات فى الطماطم والبطيخ والعجور وهى محظورة عندنا بالسودان وهى سبب اساسى فى كثير من البلاوى . مافائدة ان تربح انت ويتضرر الاخرون . كل مال مكتسب من الغش والخداع والتدليس فهو حرام ولن يفيد صاحبه . تحروا الحلال أيها السادة