أزمة المواصلات.. من المسؤول؟! طالبة: أتعرض للتحرش في الإزدحام.. ننتظر المركبات حتى المغيب
قال لي أحد المواطنين «في موقف استاد الخرطوم» ونحن نركض خلف الحافلات التي تأتي وتقف بعيداً وتتحايل على الركاب برفع قيمة التذكرة الأساسية بنسبة (100%) الى الكلاكلات.. متسائلاً: لماذا تتزامن أزمة المواصلات مع المواقيت الحرجة في السودان ففي أبريل الماضي قبل انطلاق الانتخابات شهدت العاصمة أزمة حادة في المواصلات وانفرجت مباشرة بعد الإنتخابات والآن نحن مقدمون على مرحلة الإستفتاء وتعود الأزمة أكثر حدة.. هل هذه الأزمة مفتعلة.. سؤال منطقي الى حد ما.. ولكننا في هذا التحقيق لسنا بصدد «الأزمة المفتعلة» بل في المعاناة التي يجدها المواطن في ولاية الخرطوم في المواصلات بالرغم من دخول (بصات الوالي) في الخدمة والممارسات غير الأخلاقية التي تحدث في موقف استاد الخرطوم بسبب ازدحام المواطنين.
……
مرحلة الأزمة
مشكلة المواصلات ليست جديدة.. بل ظلت تؤرق مضاجع المواطنين والمسؤولين على حد سواء.. وحاولت السلطات في الولاية إيجاد سبل لحلها إلا أنها لم تبارح محلها.. بل ازدادت حدة.. وتصل أحياناً مرحلة الأزمة.. التي يرى الكثيرون بأنها لم تسهم في حل مشكلة المواصلات بقدرما زادتها تعقيداً، وفي الشهور الماضية تعرضت بصات الوالي للرشق بالحجارة إبان قرار شرطة المرور برفع قيمة «المخالفات» الى (50) جنيهاً مما أدى الى توقف الحافلات وإعلان بعضها الإضراب، وتظاهر المواطنون في مواقف ولاية الخرطوم احتجاجاً على أزمة المواصلات وجاء إنفراجها بعد قرار الوالي بتجميد قرار شرطة المرور في المخالفات. عقب ذلك شهدت المواقف استقراراً كبيراً استمر لأكثر من شهرين.. وخلال جولتنا شهدنا إنسياب حركة المركبات في كل المواقف بصور جيدة باستثناء موقف استاد الخرطوم الذي يضج بالركاب في ساعات الذروة على نحو كبير.. وخلو الموقف من المركبات الكبيرة، ما أدى الى تحايل أصحاب المركبات الصغيرة «الهايس والكريز» على المواطنين بتغيير الخط المرخص الى خطوط أخرى غير مرخصة بتعرفة مضاعفة بنسبة (100%) مما خلق ازدحاماً كبيراً رصدنا خلاله كماً من الممارسات السالبة ومعاناة كبار السن من الرجال والنساء والأطفال.
معاناة المسنين
وفي ذات مساء.. أي بعد السابعة والنصف مساء كانت امرأتان مسنتان تركضان خلف الحافلات لتحظيا بمقاعد إلا أن الازدحام حال دون ذلك.. وبعد مشاق طويلة استطاعتا الوصول الى حافلة صغيرة (هايس) أخذتا مقعديهما.. طلب (الكمساري) من الركاب دفع الأجرة (جنيهان) للراكب وبما أنهما لا تملكان الـ (4) جنيهات قيمة التذكرتين، نزلتا من الحافلة وسط احتجاج الركاب إلا أن السائق والكمساري لم يكترثا لذلك وهذا المشهد واحد من المشاهد الكثيرة التي تتكرر في موقف الاستاد يومياً دون رقيب أو رادع من السلطات.
شكوى الطالبات
ووصلت أزمة المواصلات وتمنع الحافلات الكبيرة من حمل الركاب حداً جعل الركاب يترادفون في المقاعد بحيث تجد أحياناً (8) أشخاص يجلسون في (4) مقاعد فضلاً عن الذين يقفون (شماعة).. وتشهد الحافلات عراكاً شديداً بسبب الازدحام وسلوك البعض المنافية للأخلاق واشتكت الطالبات من ممارسة بعض الشباب وكبار السن مثل الإحتكاك الشديد والتحرش بهن.. وتقول الطالبة (فاطمة) بأنها تخرج من الجامعة حوالى الساعة الثالثة أو الثالثة والنصف وتقف في موقف الاستاد حتى حلول الظلام تتعرض خلاله الى شتى أنواع المعاكسة والتحرش وتمضي بأنها أحياناً تترك المحاضرات للخروج مبكراً حتى لا تتعرض لمثل هذه المواقف.. بينما تقول (ن. الجيلاني) بأنها أحياناً تفكر بحمل (السلاح الأبيض) لتدافع عن عرضها إذا ما تعرضت الى التحرش.. وتخشى بأن تجد نفسها يوماً في موقف صعب يضطرها الى استخدام قوتها.. وقاطعتها فاطمة بقولها.. بأن المعاكسات غالباً ما تحدث بعد غروب الشمس والزحمة الشديدة وطالبت السلطات بحل مشكلة المواصلات حتى لاتضطر للجلوس في المنزل وتترك المحاضرات الى حين انفراج أزمة المواصلات. ويروي لي أحد الأشخاص بأنه كان برفقة شقيقتيه في الموقف فإذا بأحد الشماسة يعاكس إحداهما فصرخت.. فالتفت لأجد الشماسي يركض بعيداً حاولت اللحاق به إلا أن الازدحام حال دون ذلك. وأقسم بأنه إذا قبض عليه كان سيقضي عليه (والله ستر بس).. وقال بأنه وقف بعد ذلك لساعات ولم يجد مركبة الى الكلاكلات وعاد الى كوبري الحرية وركب الى أبوحمامة ومنها الى اللفة.. ويضيف بأن المواطن أخذ يشعر بأن السلطات غيرمهتمة به وهذا أمر خطير وقد يدفعه الى الحفاظ على حقوقه بيده كماحدث في موقف (كركر) عندما حطمت «بصات الوالي». وأبدى مواطن آخر قلقه من إفرازات الازدحام ربما قد تستقلها بعض الجهات السياسية لإشعال الشغب والعنف.. خاصة أن السودان يمر بمرحلة خطيرة.. كما نقرأ في الصحف.
التحايل على الركاب
وجهاراً نهاراً يتحايل أصحاب الحافلات الصغيرة على الركاب بتغيير خطوطهم الى خطوط أخرى غير موجودة وبقيمة مضاعفة للتذكرة بنسبة (100%).. وفي أمسية الأحد الماضي في الساعة السابعة و(13) دقيقة كان عدد كبير من الحافلات تقف في صف طويل شمال الاستاد يحملون الركاب بالقيمة المضافة سألناهم قالوا لنا إذا كنتم لا تريدون الركوب بجنيهين انتظروا حافلات اللفة في الوقت الذي تعمل فيه هذه الحافلات في خط (الخرطوم – اللفة) فاتصلت بـ (999) الذي حولني الى خط (المرور) ليحولني بدوره الى الإدارة العامة للمرور في رقم (0183775555) إلا أن رصيدي لم يكن يكفي للمكالمة.. فأخذنا ندور في حلقة مفرغة بحثاً عن مركبة الى اللفة ولكن لم نجد لا مركبة كبيرة ولا صغيرة الى اللفة حتى الساعة التاسعة والنصف مساء.
ما الأسباب؟
حاولنا معرفة أسباب الفوضى التي تضرب بأطنابها في موقف الاستاد فتحدث إلينا أحد أفراد الشرطة المنظمة قائلاً: بأن الحافلات الصغيرة التي تدخل الى الموقف تلتزم بالتعريفة المعروفة للخطوط إلا أن هناك بعض المتفلتين يقفون خارج الموقف وهؤلاء نحن لانستطيع سؤالهم أو ردعهم لأنه خارج إطار سلطتنا وأقر بأن العربات الخاصة هي التي تتسبب في هذه المشاكل. الي غير المرخصة اصلا عامة . ويقول عمر عبدالرحمن مسؤول إتحاد أصحاب الحافلات بموقف الاستاد إن أصحاب الحافلات الصغيرة يخشون من المخالفات المرورية ولذا يحجمون عن العمل، وهذا ما يترك الفرصة لبعض الحافلات الصغيرة للتحايل وعدم وجود المركبات الكبيرة داخل الموقف في أوقات الذروة قال بأن الاختناق المروري يؤخر الحافلات الكبيرة مما يسبب الاختناق والأزمة وتكدس الناس في الموقف في ساعات الذروة، فيما قال حسن العوض «كمسنجي» إن أزمة المواصلات لها عدة أسباب منها تكدس المركبات في الشوارع وثانياً ضعف أو عدم الرقابة من «غرفة النقل» والبترول للمركبات، بينما يقول «الزين جديد» المسؤول عن الموقف إن مسؤولية المركبات وضبطها على إدارة النقل والبترول، إلا أنه أرجع سبب تكدس المواطنين في الموقف لساعات طويلة الى الإختناق المروري مما يؤدي الى تأخير المركبات في الوصول الى الموقف.
سلبيات تحرير الأسعار
ويقول د. نصر الدين شلقامي الأمين العام لجمعية حماية المستهلك عن استغلال بعض المركبات لظروف المواطن والعبث بحقوقهم بأن سياسة تحرير السوق أفرزت عيوباً كثيرة. ومنها استغلال المواطن والعبث بحقوقه وقال بأنه لابد من وجود جمعيات لحماية المستهلك – جهاز حكومي يتبع لوزارة التجارة ووضع قانون واضح يوضح أسعار الخدمات مثل المواصلات والخدمات الاخرى التي تهم المواطن.
طفح الكيل
بلغ غضب المواطن مبلغاً ينذر بخطر جسيم إذا انفجر.. قد تحمل المواطن رهق الأسعار في احتياجاته الأساسية في السكر وسعر الخبز الذي في طريقه الى الارتفاع.. ليضاف اليه المواصلات، ليس في ارتفاع التعرفة، ولكن في تلاعب المركبات بأعصاب المواطنين واستغلال ظروفهم، وكما قال لي أحد المواطنين يبدو أ ن هناك يدأ تتلاعب بأمر المواصلات، وتريد إشعال الفتنة وعلى السلطات المحلية «بمحلية جبل أولياء والولائية – بولاية الخرطوم» الانتباه وقطع هذه الأيادي قبل ان تنزع فتيل القنبلة.
الراي العام
تحقيق: نبيل صالح
المفروض في كل اماكن المواصلات والمواقف العامة للمواصلات تواجد الشرطة حتي تحمي الشعب خاصة الحريم والبنات وكبار السنة وكمان لازما تلزم كل المركبات بالعمل اثناء الزروة من لا يلتزم بذلك يسحب الترخيص
سبب الازمه الفعليه هى حكومة الجنوب لانها قامت بايجار عدد كبير من الحافلات لترحيل الجنوبيين للاستفتاء وقامت بدفع مبالغ خرافيه لهم نسبة لرفض بعض اصحاب الحافلات التوجه للجنوب للاوضاع الامنيه ولكن زيادة المبلغ ادت الى مجازفتهم:mad:
شكرآ علي الموضوع _ أولا لابد ان ننتبه إلي ان اسباب التحايل والتفلتات هي ظروف المعيشه اليوميه إذا كانت الأسعار تتغير بشكل يومي من غذائيه وأدويه ومواد بناء وسكن ولا يوجد من يسيطر علي هذا الجشع فما بال سائق الحافله الذي يعول اسره ان يفعل كي يوفي بمتطلباته لابد أن يرفع من سعر التزكره حتي يستطيع ان يعيش اما موضو التحرش والله لو البنت لابسه محتشم بتتفادي المشاكل بشكل كبير والله يعين الجميع
بدل ماتكسوا الحافلات التى يستغلكم أصحابها أسوأ إستغلال ..تكسروا بصات الوالى؟
شعب جبان ..
الله يكون فى عون الشعب السودان البطل (لماذا يسكت الشعب السودان على هذا الواضع اصح ايها الشعب فقد طال نومك)
لا تعلقوا فشلكم فى ادارة ازمة المواصلات بالايادى الخفية التى تريد ان تعبث فهذه شماعة الحل بسيط حرروا اسعار المواصلات تماما كما تفعل الحكومة بزيادة الرسوم المحلية وزيادةاسعار السكر مرة بعد مرة وتحرر اسعار العملة مقابل الجنيه واصحاب المركبات محلك سر هم بيشتروا الاسبير واللساتك بالسعر المحرر بالاضافة للرسوم والمرور ارجو ان تكونوا عادلين ويتم بحث المشكلة والوصول لحل مرضى بدلا من تعليق الاخفاق على الشماعة المتكررة