رياضية

هبط المريخ الى مصر فهل سيجد ما ساله ؟ البدرى بديلا لكروجر .. اهو استبدال للخير بالذى هو ادنى؟

بهدوء وبخلاف التوقعات اعلن مجلس ادارة نادى المريخ تعاقده رسميا مع المصرى حسام البدرى المدير الفنى السابق للاهلى مدربا للاحمر السودانى لمدة عامين بحسب ماورد فى المؤتمر الصحفى الذى قدم فيه المجلس مدربه الجديد خلفا للالمانى مايكل كروجر فى خطوة كانت مفاجئة للجميع الا قلة قليلة من الاعلام الاحمر كانت على علم وادراك بقرب انتقال البدرى من قلعة الاهلى الى قلعة المريخ

وكلاهما يكتسى ذات اللون كما هو معلوم مع فارق نعترف صراحة بانه كبيرا فى سجل البطولات بين الاحمرين اشقاء وادى النيل واوجه الاختلاف الى جانب سجل البطولات كبير ة ومتعددة الاوجه لاسيما فيما يلى تخصصات الاجهزة الفنية والادارية المساعدة لفريق الكرة فى كل قلعة

وان كانت الصفقة لاتخلو من فوائد فانها بلاشك تصاحبها بعد الهنات علينا التوقف عندها والحقيقة التى يجب ان يدرك كنهها الجميع تتمثل فى درجة الانحراف والتراجع الكبير الذى لجأ اليه المجلس الاحمر ففى اعقاب تولى المدرستين الالمانية مؤخرا والبرازيلية فى صدر الموسم المنصرم يتفاجأ الوسط المريخى بالعودة الى المدرسة العربية وحتى نكون اكثر وضوحا فنقول المدرسة المصرية والتى اصبح لها اسلوبا خاصا وطابع مختلف عن مجريات الاسلوبين اللذان سلكهما المريخ فى خيار التدريب خلال موسمه الاخير والذى فقد فيه الفريق فرصة التواجد فى مقدمة تصنيف الاندية الافريقية على الرغم من انه كان قد اتى فى صدرها الموسم قبل الماضى وعلى هذا فالنقيس التراجع المصرى على صعيدى المنتخب والاندية فقد اخفق حسام البدرى نفسه فى الوصول الى نهائى البطولة الكبرى امام الفريق التونسى والذى عاد من بعيد لمرحلة الاربعة الكبار كما ان منتخب الفراعنة نفسه فقد فرصة التواجد فى مونديال جنوب افريقيا فى مواجهة احتضنتها قلعة المريخ الحمراء مما قد يضاف الى ان فرصة نجاح حسام البدرى فى مشواره مع المريخ قد تكون محاطة بحذر وترقب كبير قد يصيب كثير من مناصرى الصفقة من الاداريين والمتابعين والاعلاميين بالقلق الشديد
1291678452

لكنه بالمقابل كما اشرنا فاحتمالات النجاح متوفرة بقدر ليس بالقليل واولها ان امد العقد سيمتد الى عامين وهذا مافقده المريخ فى اغلب صفقاته التدريبية والتى كانت قد القت بظلالها على استقرار الفرقة الحمراء وقد يكون عامل اللغة احد العوامل المساعدة والتى قد تدعم مسيرة المصرى فى قيادة فريقه الجديد والذى ابدى تطلعاته امام الصحفيين فى اول ظهور له بانه ينوى ان يقدم عصارة جهده وفكره لجماهير المريخ وادارة الفريق التى احسنت استقباله وعلى الرغم من ان وعده بتحقيق حلم البطولة الخارجية جاء خجولا خلال المؤتمر الصحفى لكنه ابدى طموحا ورغبة صاحبتها ثقة فى مقدرات وامكانيات ناديه الجديد لكن كل هذا لايعفيه او يغفر للمجلس الذى جعله الخيار الاول لقيادة فريق تمكن اخر مدرب له من تحقيق بطولة الكاس والنيل من غريم النادى التقليدى بتكتيك وتكنيك لازالت اثاره باقية فى المقبرة الزرقاء

ولعل الهبوط المفاجئ لارض الكنانة يقودنا الى سؤال رئيسى مفاده هل سينال المريخ مراده عبر لجوئه الى المدرسة المصرية ؟ وبالتاكيد فان اغراض عشاق المريخ ومراد مجلسه لاتنحصر فى الظفر بالبطولات المحلية فحسب واقتلاع بطولة الممتاز من الهلال والاحتفاظ بكاس السودان فالشعب السوداني جله بات يتطلع الى التتويج بالبطولة الكبرى فى القارة السمراء وليس ذلك مستحيلا فمقومات تحقيق هذا الحلم متوفرة من رغبة وطموح وحلم وماينقص المريخ لجلب هذا اللقب اضحى اكثر وضوحا خاصة فى السنوات الاخيرة وتمثل فى الاخطاء الفنية العديدة والتى حدت كثيرا من امال وتطلعات جماهير المريخ وصاحبها التغيرات المتعددة فى الاجهزة الفنية وتنوع المدراس وعدم الاستقرار الفنى والذى اصبح هاجسا كبيرا فما الداعى لتغيير طاقم فنى انتشل الفريق من ازمة كانت ستلقى بظلالها طويلا على الكيان الاحمر ولما التراجع من المدرسة الالمانية التى اثبتت قدرتها على تاكيد وجود الاحمر مميزا فى ادغال القارة ومن يضمن استمرا ر المدرسة المصرية مع فريق كالمريخ وكيف يتعاقد مجلس ادارة بدأ يعد العدة للجمعية العمومية باعلانه رسميا لذلك فى لقاء جامع الم يكن بالامكان الاحتفاظ بذات الطاقم الالمانى حتي مارس بذات الكيفية التى تم الاتفاق معه لختام الموسم ؟هذه اسئلة مطروحة من ابسط مشجع مريخى يهمه مستقبل الكيان المريخى واذا كانت النظرة مادية باعتبار ان كروجر قد غالى فى التعاقد معه وفرض شروطه فذلك يعود الى قصر النظر فى الاتفاق معه على ختام الموسم فقط دونما توقع تتويجه على الاقل باحدى البطولتيين وهو فى ذلك محق ودلل بهذا الاشتراط على ذكائه سيما انه افلح فى استيعاب درس قمة الممتاز سريعا مماكان سيدعم فرص توفيقه فى اختيار تشكيلة تقود المريخ لموقعه الطليعى فى صدر تصنيف الفرق الافريقية.

وبعودة لملف حسام البدرى مع فريق القرن نجده متأرجحا بين التوفيق وعدمه ولانريد ان نشكك فى مقدرة البدرى كمدرب شاب طموح لكن عندما نقارن سجله مع فرقته المصرية نجد ان الوطنى مازدا قد تفوق عليه فى فترته مع المريخ رغم ماصاحبها من ضجة فمازدا قد ظلم كثيرا فى مسيرته مع الاحمر فى حين ان حسام البدرى لم يضف جديدا فى شكل الاهلى واكتفى بتطبيق استراتيجية البرتقالى جوزية اغلب الاحيان ورغم هذا فان مقومات نجاح البدرى مع المريخ متوفرة الى حد كبير

واذا كان المجلس الاحمر قد استبعد خيار استمرار كروجر فى قيادة الجهاز الفنى وملك المصرى البدرى دفة قيادة فريقه واجب عليه تحمل تبعات هذا الاختيار حتى ولو وصف ذلك باستبدال الخير بالذى هو ادنى وعليه توفير كافة معينات العمل لتوفير اكبر قدر من الاستقرار لمساعدة خياره علما بانه (اى المجلس ) فشل فى تقديم دعامات تسند اختيار المدرسة المصرية وتفضيلها على الالمانية خلال المؤتمر الذى اعلن فيه تولى البدرى قيادة تدريب المريخ ولم يقتنع الحضور بنقل تجربة الاهلى المصرى الى نادى المريخ السودانى للاختلافات الكبيرة بين القلعتيين

عموما طموح حسام البدرى وماصرح به للاجهزة الاعلامية فى اول ظهور له ينبئ بان لديه ماسيقوم به فى قلعة المريخ وحتى تحين ساعة الجد يبقى الامل قائما الى حين اشعار اخر!

بقلم : عصام الحاج
صحيفة قوون