عالمية

رموز المرشحين المستقلين تثير السخرية في انتخابات البرلمان المصري

إريال تلفزيون، هاتف، دش، بوتاجاز، سخان، رابطة عنق، شريط كاسيت، حقيبة، سمكة، إصبع موز، عنقود عنب، فنجان شاي، سلم، ميدالية مفاتيح، كتاب، مسطرة، مضرب تنس، جمل، هلال”.. ليس هذا إعلان لمتجر أدوات منزلية يعلن عن بضائعه، لكنها الرموز الانتخابية لمرشحي البرلمان المصري الذين يدخلون خلال الساعات المقبلة مرحلة الحسم ليوم الاقتراع المقرر الأحد 28 نوفمبر الجاري.

ومع دخول الانتخابات ساعات الحسم الأخيرة، كثّف المرشحون من وسائل دعايتهم على اختلاف أشكالها وأنماطها، وتصدر دعاية كل مرشح “الرمز” الذي يحدد هويته أمام الناخبين الذين يعاني نحو 35% منهم أمية القراءة، لذلك يشكل الرمز عاملاً فاصلاً في اختيار نائب المستقبل.

انتخبوا المرشح القفل أو الجردل الرموز الانتخابية حاضرة مع صور المرشحين الكم المكثف من لافتات الدعاية التي تغرق الشوارع المصرية هذه الأيام كثيراً ما يتوقف أمامها رجل الشارع لا ليتعرف إلى هوية ناخبه، بل ليتندر ويسخر من الرمز الذي يحمله، وبعضها أثار السخط في انتخابات سابقة مثل “القفل”، “الجردل”، واللذين تم حذفهما من قائمة الرموز الانتخابية كما قال بذلك معنيون لـ”العربية.نت” بعد اعتراضات شديدة من جانب المرشحين إثر شكاوى عديدة من جانبهم بأن هذه الرموز أساءت لهم وجعلتهم مادة للسخرية والتندر بين الناخبين، فكان بعضهم يردد: “انتخبوا المرشح القفل، أو الجردل”!

ويتساءل البعض عن المغزى من اختيار مثل هذه الرموز والرسالة التي يحاول المرشح إيصالها للناخب من خلال هذه الرموز، ولماذا تقتصر رموز محددة مثل الهلال والجمل على مرشحي الحزب الحاكم، بينما احتكرت بعض أحزاب المعارضة رموزاً أخرى كما هو الحال مع حزب الوفد وشعاره “النخلة”.. فيما يعرب كثير من المستقلين عن استيائهم البالغ من منحهم رموزاً قد لا تعبر عن هويتهم، ولا يكاد يعرفها الناخبون.

“الوطني” يستأثر برمزي الهلال والجملإلى ذلك، يؤكد الناشط الحقوقي سعيد عبدالحافظ أن استمرار استخدام تلك الرموز يعني أن الدولة لا تعترف بتطور فكر الناخبين ولا حالة الحراك السياسي التي يشهدها الشارع المصري، لذا اختار الحزب الحاكم لنفسه الرموز السهلة والجذابة مثل الهلال والجمل، وهما من أشهر الرموز الانتخابية التي يحفظها جميع المصريين على اختلاف انتماءاتهم.

وأضاف: “في الوقت الذي يدعي الحزب أنه يحارب استخدام الشعارات والرموز الدينية، نجده استأثر لنفسه برمز “الهلال” وهو رمز ديني في المقام الأول، وعلى الرغم من أن القانون ينص على أن الرمز الانتخابي يتم منحه بأولية الترشيح، نجد أن رمزي الهلال والجمل أصبحا تراثاً للحزب الوطني لا يمكن المنافسة عليه”.

ولفت إلى واقعة طريفة حدثت في انتخابات سابقة حينما خسر مرشح الحزب عن دائرة “الغنايم” وكان يحمل شعار “الجمل”، فقام مناصرو الفائز المستقل بترديد عبارات تشير إلى أن الناخبين “ذبحوا جمل الوطني”.

الأمية سبب استخدامها عنقود العنب حاضر في الانتخابات وتشير عواطف والي (عضوة اللجنة العليا بحزب الوفد) إلى أن الحزب اتخذ منذ زمن من “النخلة” رمزاً له دلالة على ما فيها من الخير والنماء، وكذلك رمز “الميزان” دلالة على العدل والمساواة.

وفي الاتجاه ذاته، أكد موسى مصطفى موسى (رئيس حزب الغد) أن رمزي حزبه هما الكأس” لمرشحي الفئات، و”الفنار” لمرشحي العمال، موضحاً أن أهم ما يميز مرشحي الحزب هو الخلفية البرتقالية المميزة.

وعن المغزى وراء هذه الرموز يؤكد أن هذه الرموز نشأت من خلال قانون مباشرة الحقوق السياسية رقم 73 لسنة 1956، الذي ألزمت مادته رقم 29 في فقرتها الثالثة اقتران اسم كل مرشح بلون أو رمز يحدد هويته أمام الناخبين.

وأوضح أن مسألة الرموز مستخدمة في كثير من دول العالم، وكان السبب الرئيس في استخدامها ارتفاع نسبة الأمية بين الناخبين، فتم اللجوء إليها حتى يتعرف كل ناخب إلى شخص من سينتخبه.

وأضاف: “اختيار رموز حزب الغد جاء بناء على المتبقي من الرموز، لكننا حرصنا على أن تكون منطقية وألا تكون مثيرة للسخرية كبعض الرموز التي كانت مستخدمة في فترات سابقة وتم إلغاؤها مثل “الجردل”!

اخترنا أفضل السيئ ساعة حائط استعملت كرمز انتخابي بينما يؤكد محمد رفعت (رئيس حزب الوفاق القومي) الذي اتخذ “ساعة اليد” رمزاً لمرشحيه الفئات و”ساعة الحائط” لمرشحيه عن العمال، أن الأمن رفض منح حزبه رموزاً محددة.. “لذا لم يكن أمامنا سوى هذه الرموز التي لا تعبر عن أهداف الحزب، بل فرضت علينا”.

لكن وحيد الأقصري (رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي) يؤكد أن مسألة اختيار الرموز حسمت منذ انتخابات عام 2005 مع الانتخابات الرئاسية، واستمرت بقانون 3 لسنة 2007، لافتاً إلى أن حزبه اختار رمز “الشمس” للفئات ليعير عن غد مشرق، و”الأسد” دلالة عن القوة!

وأكد أنه على الرغم من انتشار الوعي وارتفاع معدلات التعليم إلا أن الرمز مازال مهماً في العملية الانتخابية، “أمامنا سنوات طويلة حتى يمكن الاستغناء عنها”.

أما حسن ترك (رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي) الذي اتخذ رمز “مضرب تنس” للفئات و”ساعة حائط” للعمال، فيرى أن هذا هو اختيار المضطر، فقد عرض على الحزب رموز كثيرة مثيرة للسخرية، لذلك: “اخترنا أفضل السيئ”، وهذا هو حال الأحزاب الصغيرة في مصر”!

العربية نت