منى سلمان
البادي أظلم – 2
في الصباح غادر البيت باكرا ليستلم حصته من الخضر من المورّد، ليبيعها في دكانته في سوق الخضار .. في طريقه مرّ بدكان (السنجك) الذي حضر وفتح ابكر من المعتاد تشوقا لرؤية ردة فعل (أبو النور) على الموقف الحرج الذي وضعه فيه عندما فرض عليه اقامة (حولية ذكر) ودعا لها (أهل الطريقة) في الزاوية، ولكن لخيبته تجاهل (أبو النور) الموضوع ولم يتطرق إليه بل تعامل مع جاره وصديق عمره وكأن شيئا لم يحدث وهنا تيقن (السنجك) أن صاحبه قد (حقنا ليهو) وانه سوف ينتقم منه شر انتقام ..
لم يطل انتظار (السنجك) لهذا الانتقام، فقد كان (مختار أبو النور) يعلم أن صديقه يعاني من الهم في كيفية تدبير مصروفات زواج ابنته البكر وأول فرحته، وذلك لاقتراب مواعيد عقد قرانها على ابن أحد جيرانه، دون أن يتمكن من تدبير ولو – لوازم العزومة .. بعد حوالي الاسبوع من (الحوليّة) توجه (أبو النور) باكرا لمحطة الباصات السفرية، وهناك سأل عن موقف الباصات المتوجه لمنطقة أسرة (السنجك) في الشمالية ..
اختار أحد الشباب كان يهم بالصعود إلى البص وسأله:
يا اللخو بتعرف لي حلّة التميراب ؟!!
أجابه الشاب:
أيي دي حلتنا
فرح (أبو النور بالصدفة السعيدة) وسأل الشاب:
سمح بتعرف (علي السنجك) الخضري الفي السوق الكبير ؟
قال الشاب:
بالحيل أهلو معانا في الحلّة
هنا أخرج (مختار أبو النور) من جيب جلبابه خطاب وسلمه للشاب وهو يقول:
الجواب ده تبقى عليهو عشرة .. توديهو لي شيخ الحلة تقول ليهو السنجك قال ليك ادعو ليهو الحلة كلها .. كبير وصغير بدون فرز .. الجمعة الجاية علينا دي عقد بنيتو الكبيرة .. تتفضلوا معاهو وتشرفوهو !!
ثم انطلق وهو يتبسم من فرط السعادة وهو يحاول أن يتخيل وقع ذلك (الخاذوق) الذي ضربه على أم رأس صديقه
يوم الجمعة المشهود صلى (أبو النور) الجمعة في مسجد قريب من بيت صديقه (السنجك) ثم توجه لزيارته ليكون بالقرب من موقع الحدث .. قبل أن يصل لباب منزل (السنجك) توقف بالقرب منه لوري (سفنجة) ممتلئ حتى (اللساتك) بالركاب من الجنسين .. وقف (أبو النور) غير بعيد حتى نزل جميع من في اللوري وطرقوا على الباب ..
كان (أبو النور) ليدفع نصف عمره ليرى وقع المفاجأة على صديقه، عندما يستقبل أهل قريته في الشمال عن بكرة ابيهم دون سابق استعداد أو تخسب، ولكن توافق وصوله مع وصول اللوري وفرّ له تلك السانحة، فوقف متبسما يراقب صديقه اثناء تقازفه بين احضان اقرباءه، وملامح الخلعة الممزوجة بالحيرة وعدم فهمان الحاصل تلون وجهه، ولكنه فهم كل شئ في لحظة عندما انتهى من الترحيب بآخر الضيوف القادمين ليجد صديقه الدود يقف من خلفهم ..
مالم يعمل حسابه (مختار أبو النور) هو كرم أهل القرى في الشمال الذي لم يحوج (السنجك) للتلفت بحثا عن مخرج من محنته، فقد حمل اللوري بالاضافة لأهل القرية كم لا يستهان به من الخراف والبهائم وشوالات القمح والذرة والبلح والسمن ووو وغيرها من الخيرات .. ذبحت الذبايح وتم اكرام الضيوف بالطعام حتى اصابتهم التخمة، وحتى يكفّر (أبو النور) عن فعلته التي تسببت في تلتلة أهل (السنجك) دون ذنب، فقد توجه لمنزل أهل العريس وسألهم عن امكانية عقد القران في نفس اليوم للإستفادة من فرصة وجود الأهل، فكانت الموافقة وتم العقد بعيد المغرب كأحلى ما يكون ..
وفي الصباح الباكر وقبل أن يغادر البص بالأهل سلّموا (السنجك) كشف مساعدات .. كانت دعما حقيقا له في اكمال مراسم زواج ابنته بعد اكتمال الاستعدادات .. وسببا لان يتوب الصديقان من تدبير المقالب لبعضهم البعض .. فقد كبروا وعقلوا
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
يابت سلمان قصة جميلة جدا لكن الشايقي استفاد كثير جدا وكان ما يقصر مع صديقه الجعلي من قروش الكشف كان يشتري ليهو غنماية لبن تعويض
😎 سلام عليكم منى انت رائعة جدا الموضوع يحمل رسالة هامة الكرم لاهل الريف وياريت تكون المقالب خاتمته رائعة . لكن بالتاكيد لو ده حصل فى الزمن الحالى النتيجة خصام وجفاء لانالنفوس تغيرت . صديقنى توقعت عدد من الخواتم لكن اكدت ظنى فيك بانك عارفه رساتك دمتى طيبة بقدر روعتك احييك .
اختي الغاليه بت سلمان
والله حقيقة شوقتيني لاجازتي الفاتت… التي كانت ترافقني فيها علي الدوام العزيزه حكايات.
صراحه لا اود ان اعلق علي موضوع البادئ اظلم بقدر ما اني عايز اطرح تساؤلات
وين اختناالغاليه العزيزه فاطمه كرار.
وليه اهل منتدى النيلين ما استضافوها مثل جعفر عباس وانتي طبعا. برضو التساؤل موجه ليكم في ادارة المنتدى بالله عليكم توصلوها وتحاولو تنزلو مقالاته معاكم.
طبعا يا اخت منى بالامس بديت التعليقات علي مواضيعك من اسفل القائمه بدون ان انتبه يعني بديت من ناس غنم ابليس والجماعه ديل.
ع العموم حارجع واقرا بقية المواضيع كلها لاني آخر عهد لي بجريدة حكايات والله على ماقول شهيد اشتريته بمطار الخرطوم في يوم 31/5/2009 ومن ديك ماشفتها تاني ومستغرب ليه الصحف ا لسودانيه مابتطلع خارج الديار.
وامس لامن فتحت بالصدفه ولقيتك هنا صراحه حسيت بطعم فرحه اني لاقيت جزء من حكايات موجود امامي وعقبال البقيه من الكتاب الرائعين.
بالمناسبه حقو تسمو جريدة حكايات صحن ا لفول ا لسوداني عارفه ليه؟؟
والله مابسخر منها ولا حاجه .
بس السبب انو جريدة حكايات بقت زي صحن الفول متواجده في كل اسره عند كل صباح وجبة الافطار وكده وطبعا حنكون بالغنا لو سميناها تفاحة الصحافه ا لسودانيه
استاذي حسين خوجلي والله ماقصد شئ طبعا هنا بالعكس انا احد محبيك ومحبين ا سلوبك الجميل المنمق..
بس لو سمينا جريدة حكايات تفاحة الصحافة السودانيه حتكون قليله ومابطالعوها الا القليل..
منى سلماااااااان بالله عليك السلااااااااااام امانه امانه امانه للاخت الغاليه بت كرار
وقولي ليها زكـــرى إنســـان بتمنى يطالع كتاباتك هنا وغير كده بتمنى التقي بها ولو في حديث هاتفي او حديث مباشر عبر المسنجر اتمنى ذلك بالله عليك ماتهملي الرساله.
او ياريت تتطلعيني علي الE-MAIL حق الاخت فاطمه كرار.
واشكرك واشكرك واشكرك جزيل الشكر طبعا كتاباتك واسلوبك في سرد الوقائع باللغه السودانيه العاميه مش محتاج تعليق اكيد .
وحاتاااااااااابع معاك اكيد واكيد ان شاء الله وعندي مواضيع ياريت تتطرحيها بالانابه عني.
وكلها عن السودان واهل السودان وحياة السودانيين.
تعليقات انسان مل غربتو والغربة ملت وجوده وبعاودو الحنين اكيد واكيد طول السنين
بس ياترى هل سيحضننا وطننا الحبيب والخلافات تأبى ا ن تتفجر وتذداد
تسلمي الموضوع هادف لكم التقديرات بالجملة
الاخت الرئعه جداااااااااااااااااااااااا منى تمنيت انو اكتب ليك من زمن بعيد لكن الظروف مامكنتنى من ذلك لكنى
يوميا بطالعك فى حبيبتنا حكايات وصدقينى يابت سلمان التقول ساكنه معانا فى الحله ولا فى البيت عديييييييل
والمضحك سيد الاسم (حقى ما حقك) لمن يجيب الجريده من يجى داخل الليله صاحبتك متكلمه عن كذا وكذا يومك التكونى محجوبه الليله ياربى لعلها شديده
وطوالى نضرب الجريده نسال من خبرك
على العموم ده جزء ضئيل من احساسنا اتجاهك
وانشاالله التواصل يكون بينا