زهير السراج
يا بوليس
* هل يعقل أن يصل انغلاق الشرطة على نفسها الى هذا الحد؟ واذا كانت هذه هي الطريقة التي يتعامل بها مكتب استقبال الشرطة مع الصحفيين، فكيف يكون تعامله مع المواطنين العاديين؟، ثم أين يجد المواطن أرقام هواتف مكاتب الشرطة ان لم يكن بمكاتب الاستقبال؟! إن الامر ينبئ عن خلل كبير بوزارة الداخلية ورئاسة الشرطة وليس فقط في مكتب استقبال وزارة الداخلية الغربى!!
* في كل انحاء العالم تحرص كل الأجهزة والمؤسسات خاصة التي تتعامل مع الجمهور وعلى رأسها الشرطة على اتاحة معلومات متكاملة عبر كل الوسائل عن عناوينها البريدية والالكترونية وارقام هواتفها وكيفية الاتصال بها في الاحوال العادية والطارئة وذلك لفهمها العميق بأن الإلتصاق بالجمهور هو أحد أهم الوسائل للقيام بعملها على أكمل وجه، مما يستوجب أن يكون إتصال الجمهور بها سهلا وميسرا الى أبعد الحدود ومن ضمن ذلك الاتصال الهاتفي المباشر لانه الأسهل والأسرع والأوسع انتشارا والأكثر اختصارا للوقت والجهد والامكانيات!!
* وفي دول مثل أمريكا وكندا وبريطانيا ومعظم دول أوروبا، فان الاتصال برقم هاتف واحد فقط مثل (999 في الولايات المتحدة) يعنى ان يرن الجرس لدى ثلاث جهات في وقت واحد هي شرطة النجدة والمطافئ والاسعاف التابع لخدمة الطوارئ الطبية وذلك لضمان سرعة الوصول الى المتصل بواسطة الجهات الثلاث واختصار الوقت وتوسيع الفرصة للانقاذ وعمل اللازم وذلك بعد ان أثبتت التجارب ان الحاجة الى خدمات الشرطة والمطافئ والاسعاف الطبي قد تكون مطلوبة في وقت واحد في أغلب الاحيان في الحالات الطارئة وبالتالي تم ربط هذه الجهات الثلاث برقم هاتف واحد!!
* أما في بلادنا فان عليك أن تتصل بهاتفين او ثلاثة هواتف المرة تلو الاخرى للحصول على الخدمات الثلاث مما يعني ضياع الكثير من الوقت وتضييق فرصة الانقاذ، إن لم تكن الدوائر والهواتف مشغولة، كما أن عليك أن تذهب الى المكتب برجليك لقضاء حاجتك.. كما قال لي أحد الموظفين بمكتب الاستقبال الغربى بوزارة الداخلية والرئاسة العامة للشرطة.. العالم يتطور ونحن نتراجع بخطوات طويلة الى الوراء للأسف الشديد!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
6يناير 2010