كتاب بشأن المرأة يثير جدلا بالسعودية
أثار كتاب (المرأة المسلمة.. بين إنصاف الدين وفهم المغالين) لوزير التربية والتعليم السعودي الأسبق الدكتور محمد الرشيد، الجدل مجددا في السعودية بشأن قضية المرأة، لما تضمنه من مطالب وصفت بالجريئة. وقد تفاوتت أراء الباحثين والمتخصصين في تقييمهم محتوى الكتاب.
ويطالب الوزير السابق في كتابه بـ”ضرورة تعليم المرأة للذكور في مدارس البنين وتعليم المعلمين الرجال للطالبات في مدارسهن، وضرورة مزاولة المرأة لجميع المهن بلا استثناء”، كما ينتقد “سياسة عدم الاختلاط بين الرجال والنساء في البيوت”، واعتبر عدم قيادة المرأة السعودية السيارة نوعا من “الحجر الغير مشروع الذي يمارس على المرأة”.
حصان طروادة
وتعليقا على الآراء الواردة في الكتاب، قال الباحث المختص في دراسات المرأة الدكتور عدنان باحارث للجزيرة نت إن ما طرحه الوزير الرشيد في ملف المرأة السعودية” هو حصان طروادة للعودة والبروز إلى الواجهة السياسية من جديد، وهذا هو التكنيك المستخدم دائماً من أصحاب التيار الليبرالي”.
وأضاف الباحث باحارث أن “الآراء الجريئة” التي قال إن الكاتب أشاد بها تتوافق مع ما يريده الغرب من تغيير للخارطة الاجتماعية السعودية بخصوص ملف المرأة، ولم يستبعد أن تكون رسالة الدكتور الرشيد موجهة للخارج -الولايات المتحدة الأميركية- في محاولة لتحقيق ما سماه المشروع التغريبي بالسعودية.
أما منتج الفيلم التسجيلي (نفق صراع المرأة السعودية) الذي تطرق إلى تداخل المشروعين (ليبرالي وإسلامي) في ملف المرأة، فرأى أن كتاب الوزير الرشيد يعتبر “حالة تجاذب فكري يحاول الاستفادة من مرحلة تغيير سياسية تعيشها السعودية في بنيتها الاجتماعية وخاصة تجاه المرأة كحاضنة أساسية لأي نقلة قادمة”.
ويضيف أنور العسيري للجزيرة نت أن المرأة السعودية تحولت من مشروع للتغيير إلى وسيلة للصراع بين مشروعين متناقضين.
نساء سعوديات بجناح مخصص لهن في مهرجان عام 2008 (الفرنسية-أرشيف)
تشريعات وأنظمة
ومن جهته يعتبر الكاتب السعودي منصور النقيدان أن التشريعات والأنظمة المعمول بها حالياً وقفت حجر عثرة، وقال في هذا الصدد “إن القضاء والعادات والتقاليد والإجراءات الإدارية المستخدمة من ضمن مشكلات وعوائق ملف إصلاح المرأة الذي يقوده العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز منذ تسلمه مقاليد السلطة قبل خمس سنوات”.
وقال النقيدان إن هناك جهات كثيرة توظف الدين والفتوى ضد إصلاحات الملك عبد الله، مشيرا إلى ما سماها انتهاكات كبيرة تمارس بحق المرأة السعودية واعتبر ذلك “أزمة حقيقية”.
ولم يستبعد النقيدان وجود أطراف لم يسمها تحاول أن توظف ملف المرأة لصالح أجندتها الفكرية أو السياسية، مضيفا “أن قضية المرأة السعودية لا تزال مرهونة بالتغييرات الإقليمية التي تحدث في المنطقة وفي ظل الانفتاح الذي يشهده العالم وتنامي الوعي العالمي بحقوق المرأة”.
وأعرب المتحدث عن اعتقاده بأن ما سماه تعقد المجتمع السعودي واحتياجاته الحقيقية والأزمات الاجتماعية التي يرزح تحتها، سوف تساعد بشكل قسري في توسيع دائرة حراك المرأة وزيادة حصتها.
المصدر: الجزيرة