سياسية

الجيش الشعبي يضاعف قواته في أبيي (8) مرات

وصل الخرطوم أمس، السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي في زيارة تستغرق عدة أيام لمواصلة الحوار والمشاورات والاتصالات مع المسؤولين في الشمال والجنوب حول جملة القضايا المطروحة فيما يتصل بإنفاذ ما تبقى من اتفاقية السلام الشامل خاصة القضايا العالقة، التي من أبرزها قضية أبيي وترسيم الحدود.
ورجحت مصادر أن جون كيري يحمل مقترحات لتسريع الوصول لاتفاق حول القضايا العالقة بين الشريكين، ولم يستبعد المصدر أن يطرح كيري على الشريكين، تأجيل استفتاء أبيي إلى وقت لاحق مع ضرورة قيام استفتاء الجنوب في موعده. وفي السياق أبلغ مصدر بإدارية أبيي «الرأي العام» أمس، أن الجيش الشعبي ضَاعَف قواته داخل المنطقة لأكثر من ثمانية أضعاف بزي الشرطة، وأشار الى أن المنطقة كان بها حوالي «350» شرطياً، بيد أنه قال إن القوات الموجودة الآن تصل لحوالي «2500» شرطي، وأضاف المصدر أن تمركز تلك القوات ليس تمركزاً شرطياً، فَضْلاً عن أنهم مسلحون بأسلحة ليست لها علاقة بالشرطة.
إلى ذلك شَدد ابراهيم غندور الامين السياسي للمؤتمر الوطني على ضرورة لعب مصر والعرب دوراً في تشجيع الوحدة، بيد أنه أشار الى أن القاهرة تأخرت في لعب دور بشأن الوحدة، وقال لـموقع «إسلام أون لاين» أمس، إنها تعاملت مع القضية منذ البداية بصورة غير التي كان يأملها السودانيون، وأوضح أن جزءاً من تعامل مصر كان مباشراً مع الجنوب ولم يكن يمر عبر الخرطوم الأمر الذي أعطى شعوراً لحكومة الجنوب أن مصر راضية عما يجري وأنها تتعامل «حكومة مع حكومة»، وكان يمكن لمصر أن تلعب دوراً أكبر من خلال التنسيق الكامل مع الخرطوم وكان لديها الكثير من الكروت مثل الجنوبيين الذين يتعلّمون بمصر وبعضهم الآن في مراكز متقدمة جداً في الجنوب في مختلف المجالات.
ونَفى غندور ما تردد عن تأثر الاقتصاد بانفصال الجنوب، أو أن السودان سيعود لزمن التقشف الاقتصادي و(الكسرة) حَال وقوع الانفصال، وأكد غندور أن هناك عوائد أخرى من تصدير نفط الجنوب عبر الشمال، وزاد: إن تطوير الزراعة والتعدين لن يقل عائدها كثيراً عن نصيب الحكومة من بترول الجنوب لو انقطع عنها بفعل الانفصال.
من ناحيته طَمأن المؤتمر الوطني، الجنوبيين في الشمال بتأمينهم وحماية ممتلكاتهم حال الانفصال، وأكد على عدم تعرضهم للطرد أو القتل، ودعاهم لعدم الإلتفات للشائعات التي تطلقها دوائر داخل الحركة الشعبية.وقال د. مندور المهدي نائب رئيس الحزب بولاية الخرطوم، مخاطباً حشداً لأبناء الولايات الجنوبية بمنطقة «مانديلا» بمحلية جبل أولياء جنوب الخرطوم أمس، إن يوغندا وكينيا وبعض الدول تريد الانفصال لتحقيق مصالحها ونهب خيرات السودان. وأكد مندور فشل التنمية فى الجنوب، وقال: لا توجد تنمية ولا مدارس ولا جامعات، وأوضح أن المواطنين هناك يعانون البؤس، وزاد: إن أموال البترول تضيع هدراً، وقال (للجنوبيين) إذا اخترتم الوحدة فانّ التنمية سننقلها لكم كما فعلنا في الخرطوم، وزاد: (إذا كان على البترول البتتكلموا عنو دا) فانه سينضب سنة 2017م حسب الخبراء، وطالبهم بتحكيم العقل وعدم الجري وراء المشاعر، (ودعاهم للوضع في الاعتبار أبناءهم في المدارس)، وقال: (رتّبوا أموركم كويس قبل الهجرة واحسبوها صاح)، وندعوكم للتصويت للوحدة للحفاظ على أمنكم واستقراركم.
وفي السياق قال لوكا بيونق دينق، وزير شؤون مجلس الوزراء، ان بريطانيا ستدعم السودان بعدد من الخبراء للإسهام في ترسيم الحدود وإبْداء الرأي الفني حول المناطق المختلف عليها بين الشريكين. وقال عقب لقائه اندرو ميتشل المبعوث البريطاني للسودان انه بحث مع المبعوث تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وأوجه الدعم التي يمكن أن تقدمه بريطانيا للسودان خلال الفترة المقبلة.

الراي العام