زمجرة العواطف!
على غير موعد.. تندفع المشاعر اقتحاماً لبوابات العبور.. لا تلقي بالاً على من يحرسون البوابات أو من يتمترسون حولها.. لا يهمها شيء.. فالعواطف والمشاعر لا تعرف قوانين وأطر الواقع، وعندما تهدر في سيلها تجرف كل ما تعارف على أنه ثابت وأنه مؤسس على هياكل الأسمنت البشري.. فطبيعة زمجرة المشاعر تفوق مقاييس الواقع والإحتمال.. إذن لا شيء يبقى عند ثورتها إلا الدمار وأطلال ما كان قائماً من شعب وطرائق ومباني النفوس المعقدة.. ولا ضير أن كل ذلك الى زوال إن كانت الأرضيات في أصلها زائفة.. رجاءً لا تأتِ على (دبابات) الزمجرة وفورة العاطفة خوفاً عليك من أن ترى الدمار ماثلاً وتحس بالوحشة تلف المكان والزمان.. كما لا أرجوك أن تأتي على ركاب الفرسان تمتطي (هداوة) الأحاسيس عندما تصفو بعد كدر الأحداث، تعالي وان تنتقي (قناوة) الركائب وتشد الذرائع اقتداراً وجسارة.. فأنت بلا شك متوج مليك بعد أن انتخبتك الأحاسيس والنفس والروح تزكية واقتداراً.. حاول أن تجعل كباح الجماح رسناً تقود به الأمور الى نصابها الى تمام كمالها المحدد.. انفتح على شعاب قلبي الذي يهفو الى أن ينبض بدمائك الحارة وتفرح أذيناته وبطيناته وتعمل صماماته في تأمين الحياة جرياناً ذهاباً وعودة في دوائر المسارات صغيرها وكبيرها.. تعالي ومعك كل الامدادات والجيوش الواعية.. نقي المكان من التفلتات والأمراض المنحرفة.. صحح بدن الروح معنى ومادة.. فلا تكن مثالياً خالصاً فتذهب عنا التعايش الواقعي، ولا تكن (جلفاً) خالصاً لتسلينا رومانسية الإحساس.. عفواً قد تحتاج لزمجرة محدودة.. ولكنها تشتعل جذوة الرغبة في الاستمرار وحميمية الإلتقاء بعد وعثاء السفر وطول السير في الطريق الوعرة.
* آخر الكلام: هديء من روعك.. فلا تتعجل الزمجرة، فكلما كنت هادئاً.. جئت واثقاً من البقاء.. وتفجرت إنسانية وحناناً.. تعالي وكفى.
آخر لحظة الخميس 24/12/2009 العدد 1212
fadwamusa8@hotmail.com