منى سلمان
خوفي عليك يا أغلى غاية
تعودت أن أكظم (دهشتي) المستاءة، كلما سمحت لنا ظروف أول الشهر بدخول أحد المطاعم أو الكافتيريات السياحية، للتمتع بشيء من الفرجة والشم والتذوق، وذلك لأننا غالبا ما نصادف شلة من المراهقات وصغيرات السن – ربما حصلت كل واحدة فيهن على الاذن من أوليائها بالخروج للفسحة مع رفيقاتها ولكن بمجرد دخولهن للمحل يتوجهن نحو طاولة يحتلها الشباب (ناصلي البناطلين)، حيث يقوم جيل البطولات لـ (يفسح) مجالا لجيل التضحيات كي يشاركوهم المجلس، ثم ومع مرور الوقت يتسلل كل (زوج) منهم لينفصل بطاولة منفردة، أو قد يغادرا المكان بعد اشارة لباقي المجموعة تحمل معنى (نتلاقى بعدين) !
دهشتي لم تكن من المنطق الذي أقنع أولياء أؤلئك الصبيات الصغيرات بالسماح لهن بالخروج ليلا للفسحة، بينما لم نكن نعشم ونحن في نفس السن في عبور باب الشارع بعد مغيب الشمس إلا لشديدٍ قوي وبرفقة محرم أو رفقة مأمونة جدا .. دهشتي كانت من عبقرية (القعاد على الاضنين) الذي يمارسه أولياء (البنيّات)، بصورة حجبت عن أسماعهم خبارات ذئاب الكافتيريات والطرقات، ويتم صغار المايقوما الذين هم ضحايا غفلة الآباء عن تبعات مثل هكذا (فسحات) !
قبل أن (نتوهط) في مجلسنا وينتهي الخلاف على الكراسي بين العيال، تناهى لاسماعنا صوت مرتفع لشاب يقول بغضب:
انتي ساذجة وللا شنو؟ يادوبك نحنا بنتقابل لينا شهر .. أنا بعرف لي مية بت غيرك يعني حا أكون بحبّهم كلهم ؟ !!
ارتفاع الصوت وغرابة الكلمات التي رددت صداها الصالة، أجبرتني على مفارقة الاتكيت والالتفات للخلف لأرى من نطق بها ومن وجهت إليها .. أندهشت (تاني) عندما وجدت أن الشاب يوجه كلامه لصبية في (طاشراتها) صغيرة نحيلة دقيقة القوام فيها مسحة من جمال وبراءة الصغر، و(الادهش) أن شكلها يوحي بأنها (بت ناس) !
واصلنا الاستماع للحوار دون كثير إجتهاد، فالشاب لم يكن يأبه وربما تعمد أن يسمعه كل من حولهم، فتبينت من التفاصيل أن الصبية تتهمه بأنه يحب شابة أخرى كانت قد اتصلت به تلفونيا، بينما الشاب يدفع عن نفسه بأنه (لا يحب) صاحبة المكالمة ولا (غيرها)، وواهمة هي من تظن غير ذلك لأنهن جميهن مجرد صديقات، بل والأكثر ألماً أن الشاب أفهم الصبية بأنه (ما بتاع عرس)، ولو أراد الزواج لعرف كيف ومن سيختار !!
واصلت الإلتفات بين الفينة والفينة كـ (مروحة ترابيزة)، انتظارا لردة فعل الصبية وكيفية انتقامها لكرامتها المسفوحة على ساندوتشات البيرقر، ولكن لخيبتي اختارت أن (تعمل فيها مجنونة) فتضاحكت وهي تخبره بأنها إنما كانت (بتهزر) عشان تعرفوا حا يتصرف كيف !! تجاهلها الشاب وأمسك بالموبايل وبدأ محادثة (اقطع دراعي) إن لم تكن وهمية، عن القروش والبنك وتوريد دولارات والبيت العايز يشتريهو، فأمسكت الصبية هاتفها ولعلها اتصلت بشقيقتها لتسأل بصوت منخفض:
أمي لسه صاحية ؟ سمح عليك الله ما تخليها تعاين للساعة .. أنا راجعة بعد شوية !
تخريمة:
رفعت ليكم الضغط مش ؟ تعالوا ننزّلوا برائعة أبو عفان عن محبّين زمان:
كل من جهل الحقيقة سألني عن سرّك معايا
لكني خايف لو أدل الناس عليك يا أغلى غاية
كل واحد في خيالو بكرة يتخيل حكاية
وانتي ابعد ما تكوني عن الاقاويل والوشاية
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
الاستاذة منى تحية طيبة والله الواحد فينا ماعارف يعلق يقول شنو فى حق هؤلاء الشباب دى شماتة عدددددديل كده يعنى اولياء امورم يكون منتظرين منهم شنو ده اسمو الرماد كال حماد وانا اخت اللوم على الاباء والامهات يعنى ولدو او بنتو يجوا فى وقت متاخر ما يسألو كنت وين وجايى من وين وكنت مع منو انا بعتبروا ديووووووس واشكر لك على مثل هذه المواضيع الاجتماعية الهامة اذا كان فى ناس بتوعه بالشىء البحصل ده والله دى مسخرة وقلت ادب
سلام الله عليك الاستاذة الكريمة .
قلنا مادامت الاستاذة اليوم مركبة وش الجدية للاخر نحن كمان نركب واحد اخطر منو ..
صحيح ان الانفلات اكثر بكثير مما نتصوره وقصتك فعلا – وقد احسنت فعلا -بختامها باغنية عثمان حسين – ففعلا هي ترفع الضغط ولولا الاغنية لمتنا من الغيظ ..
االسبب الاساسي وهو ما اوافق فيه الجميع يعود للتربية الغير سليمة .. عدم الارواء االعاطفي لابنائنا وبناتنا يجعلهم ضحية لاول كلمة حنان ورقة من آخرين حتى ولو كانوا ذئابا بشرية ..
المسالة الثانية هي سلبيات ثورة التعليم العالي وعدم محاولة تلافيها .. نيفا وستون جامعة هل كلها تهتم بالتربية والتعليم .. الجواب قطعا .. لاننا نعتقد انه هنا يوجد تعليم عالي فقط بدون اي تربية .. والتعليم العالي نفسه لو تواجد بصورة جدية لاغنى هؤلاء الشباب عن هذه الصياعة ..
ويبدو ان المناهج هزيلة جدا لدرجة تترك لهؤلاء هذه المساحة من الوقت ليعبثوا فيها ..لانها لو دراسة حقيقية لما وجد الطالب متسعا من الوقت للتسكع فهو في هذه الحالة اما دراس او مذاكر …
هذه الجامعات غير انها تنتج خريجين ذوي مستو متدني فانها تخرب اخلاقياتهم بمنحهم هذا الكم من الفراغ ..
هؤلاء الشباب نتمنى ان يتم تجفيف الشر من منبعه في الجامعات ( شغل جيش يعني ) (درش )صاح في القاعات ومناهج متسعة لا تترك مجالا للتسكع وتطير النوم من اعين هؤلاء الطلاب وحتى يسطيعوا اعراب ( العفش داخل البص على مسؤلية صاحبه)
( النوم بجيب اللوم ناس الجيش قالو :confused: وحقا فهذه مقولة صحيحة ولهذا يتم( درش) طلاب مراكز التدريب في الجيش وحصرهم حتى لا يكثروا من التفكير الضار..
تحياتي العطرة للجميع
العزيزة منى
بعد التحية
صراحة زمان كنت من اشد المعارضين ليك، بس لما رجعت وقريت ليك بتمهل بناءً علي نصيحة المدام، لقيت فعلا انك منتهجة اسلوب رائع بندعو ليه من زمان بس بظل السؤال ما الحل لإصلاح الحال… ولو ما انصلحو بتاعين الكافتيريا ما بنصلحو اولادنا
سؤال البنطلون الناصل دا جاهز ولا تفصيل … عشان اقدم مسودتي لي نقابة حقوق الترزية
سلام
الأستاذة / منى لك منا التحية ، ما في مجال لينا في التعليق غير نقول يا حليل ناس اللحو اللسه بغنو في أنا ما سرقت أنا بس جيت أعاين وقالوا علي خاين خاين يعني حتى النظرة بتهموه فيها بالخيانة فما بال الطلعة وما أدراك ما التجكيس وباين عليهم ديل أولاد الستات البقولن أنحنا: أولاد عوااااااااايل و عندنا فايل ….
ربّونا فى الإمتداد و حبينا فى البلاط…. ولدونا فى الدايات و قرينا فى الراهبات….
.نحمدو ونشكروا ….. نحن نشتّت و خلق الله تلقّط ..
البنريدو بنولع ليه اللمبة.. و الما بنريدو بنحرش ليو الكلبة !!
ساكنين الخرطوم , محل الرئيس بنوم , والطيارة بتقوم , والجكس بِحوم …. أولادنا لابسين الجِنز وحالقين مارِنز..اولاد راستا ..وعشانا باسطة..وشٌغلنا واسطة .. ما بنتردّى , ونلبس الشدّة … لا بنركب الركشات ,
وبندخل غُرف الشَات.. وبنعرف الذوق ,ومستوانا فوق …. وبناكل المنقة وما بنعرف الزنقة ..و بنعرف الجكس , وما بنركب التكس..اسكيلنا عالي ,ومهرنا غالي..
ومناسبين ناس أمدرمان , العصيرهم رٌمّان , و شارعهم شيكان , و محطّتهم شقلبان !!
ومصاحبين ناس بحرى البيخلطوا فى الكوبرى ..كوبرى شمبات المكسّر بالجمبات ,بى تحت موية و بى فوق عربات !!!.. عصيرهم أناناس و ما بيضايقوا الناس!! غايتو عليكم حال يا العيال الله يحضرنا زمنكم يا ربي ديل بعدين بقولوا لأحفادهم شنو أنحنا كان زمنا جميل ما زيكم الآن زمن إتلخبطت فيه الكيمان .. الله يستر بس يا أستاذة …….
:lool: 😮
((لكرامتها المسفوحة على ساندوتشات البيرقر))
ها ها ها … فعلا شر المصيبة ما يضحك.
الاخت منى تحياتي الخاصة لك
انا زميل عمل قديم لك في وزارة المالية في التسعينات من القرن الماضي (كبرتك شديد) اشكرك جدا على هذا الابداع والمواضيع الرائعة ……وتحياتي الى فيصل اذا كان هنالك تواصل بينكم وكل الزملاء القدامى منهم سلوى نعمات بمكتب العهد والأمانات والتسويات نسيت اسم مكتبكم وعمك مهدي …… طارق