موش الحكومة بتعرف كل حاجة
* وصدقونى لقد صدقت التهمة في احد المرات من كثرة ما اتهمنى بها هذا الشخص في المحافل الخاصة والعامة (مع نظرة عتاب خاصة كلما التقى بى حتى صرت أخجل منه وأتحاشى اللقاء به) ثم في رسائله البريدية التي لا تنقطع، فوجدت نفسى مضطرا لاتخاذ قرار باعتزال الكتابة وكتبت مقالة بذلك حتى أبرئ نفسى من تهمة المشاركة في حملات التنفيس عن المواطنين واطالة عمر الحكومة، ولم اتراجع عن القرار إلا بعد الحب الكبير الذي احاطنى به آلاف القراء ومطالبتهم لى بالعودة، ولم يكن امامى خيار سوى الاستجابة لمطالبتهم الكريمة برغم ضياع فرصة ثمينة بنفخ المواطنين ثم طرشقتهم لاسقاط الحكومة التي لا ادري ان كانت سعيدة ام حزينة لقرارعودتي !!
* وبرغم إننى اعتذرت اعتذارا خاصا لذلك الشخص عن عودتي الاضطرارية للكتابة التي ستطيل عمر الانقاذ حسب وجهة نظره، ورغم كل المضايقات التي تعرضت لها من السلطة بكل صنوفها وانواعها، إلا أن ذلك لم يشفع لي وما زلت حتى هذ اللحظة النموذج المفضل لديه لاثبات نظرية المؤامرة التي تعشش في مخيلته، وما زالت نظرة العتاب تلاحقني كوني كنت من كبار المناضلين في الثانوي بمدرسة ام درمان الأهلية في نظره، برغم انني لم افعل شيئا يذكر سوى المشاركة ي المظاهرات مثل غيرى من ابناء دفعتى وتحرير صحيفة اجتماعية ساخرة، ثم انحرفت على كبر، وأرجو أن يعذرنى الزميل العزيز على هذا الانحراف باللجوء الى الكتابة اليومية والمشاركة رغم انفي في المؤامرة المكشوفة التي لا تخفي على ذكائه، فالحياة صعبة والمعايش جبارة وما تجود به على الصحيفة من حين الى آخرليس ملكا لى وانما هو حق العيال وأمهم والمحلية، ولا أظنه يستكثر عليهم بضعة دراهم تاتى بعد شهور طويلة يقضيها سيادتنا في الزوغان من الأطباق الطائرة في الداخل ومن المتربصين في الخارج !!
* وعلى ذكر المعارضين من القراء، فلقد علق أحد قرائي بموقع (الراكوبة الالكتروني) على إحدى مقالاتي عن المسيرة الاخيرة التي انتقدت فيها العنف الحكومي المفرط في مواجهة المشاركين ودعوت المعارضة الى التزام الحكمة في مواجهة هذا العنف واللجوء الى الحوار.. علق في المكان المخصص للتعليقات بجملة واحدة فقط وهى .. (اختشى يا ود السراج) .. ولا أدرى إن كانت دعوته الكريمة لأختشى على دمي بسبب انتقادي للحكومة ام دعوتي للمعارضة الى إلتزام الحكمة واللجوء الى الحوار؟! .. وأجد نفسي هنا التمس منه أن يزيل حيرتي بالاجابة على السؤال حتى أكون عند حسن ظنه مستقبلا بإذن الله، فحرام علي والله أن أنام وقارئي يغلي!!
* وقارئ آخر لم يعجبه مقالي عن تطور الأداء وحسن المعاملة في مكتبي الخدمة الوطنية والجوازات بجهاز شؤون المغتربين الذي جاء تحت عنوان .. (من العيلفون الى الزيزفون) قبل بضعة ايام، فكتب يقول في المكان المخصص للتعليق بموقع (النيلين الالكتروني) … (حبة حبة يا استاذ ولغاية ما الانتخابات تجي تكون بقيت مؤتمر وطني عدييل ولك التحية من جيوبي المتصحرة .. الإمضاء صحراوي)، والغريب أن الأخ صحراوي يقيم بالمملكة العربية السعودية حسب ما هو منشور في الموقع وبرغم ذلك يعاني من الفلس، ولكن أعده بأنني لن أنساه بإذن الله عندما يتذكرني المؤتمر الوطني بالصحف والكرامات التي يوزعها ذات اليمين وذات الشمال!!
* ذكرني هذا التعليق الطريف بجملة مماثلة قالها لي (عينك عينك) ذلك الشخص الذي ذكرته في اول الحديث عندما التقى بي في موقف المواصلات قبل ان تتكرم علي جامعة علوم التقانة مشكورة بعربة (بولو) بعد ذلك بسنوات كوني احد أعضاء هيئة التدريس والمؤسسين للجامعة (وكانت كلية في ذلك الوقت) .. قال لي بعد السلام وبدون مقدمات .. (شايفك ماشي كويس مع الجماعة ديل) .. فسألته ببراءة شديدة .. (الجماعة ديل منو؟)، فأجاب .. (عامل نفسك ما عارف يعني، ما ناس الانقاذ) .. ففهمت على الفور أنه يقصد مقالاتى الناقدة الساخرة في جريدة (الرأى العام) وكان رئيس تحريرها في ذلك الوقت في النصف الثانى من التسعينيات استاذنا الجليل عبدالله عبيد ونائبه استاذنا ادريس حسن الذي طلب مني كتابة استراحة اسبوعية للصفحة الأخيرة مقابل أجر زهيد، وكنت مفصولا في ذلك الوقت للصالح العام واعمل بالتدريس متعاونا مع كلية علوم التقانة واكتب من حين لآخر مقالات ساخرة كلما سنحت الفرصة !!
* قلت له .. (طيب اتهامك لى بالتعاون مع الانقاذ عرفناه .. ماشى كويس كيف يعني؟)، فقال لي .. (ماشي كويس يعني ماشي كويس) .. فقلت له .. (يعني كنتا بحبا (كنت أحبو) ثم تعلمت المشي؟!)، فلم يجد شيئا يفعله سوى أن يضحك ويشد على يدي ويغادر !!
* هؤلاء هم معارضو الانقاذ من القراء الذين لا تعجبهم كتاباتي ويعتبرونها دعما للانقاذ، أما المتطرفون في الجانب الآخر فان اتهاماتهم أكثر حدة وهى تبدأ بالعلمانية والشيوعية مرورا بالعمالة والخيانة وانتهاءً بالكفر والإلحاد، ولو كان بعد الكفر شيء لما ترددوا في إلصاقه بي وبالذين يطلقون نحوهم هذه الاتهامات الجائرة!!
* أحد هؤلاء وهو من منسوبي جهاز الأمن والمخابرات الوطني واعرفه جيدا ويعرفني بحكم تشريفي المستمر لمباني الجهاز(لزوم التكدير) كلما استدعى الأمر، ظل يردد هذه الاتهامات في حقي في غيابي، وفي احدى المرات ذكر له الاستاذ عروة بأنني أصوم وأؤم المصلين بالجريدة واحث الناس على الصلاة وتحدث له بما يعرفه عني، فكان تعليق ضابط الأمن للاستاذ عروة .. (والله انت ما عارف حاجة ساكت !!) وعندما حكى لي الاستاذ عروة فيما بعد، قلت له .. (والله انا برضو ما عارف حاجة ساكت) ثم أردفت .. (هو في حد بيعرف أحسن من الحكومة ؟!) على رأي الاخ عادل إمام !!
* واختم بحكاية (جحا وابنه وحماره) التي ما فتئ الأخ رئيس التحرير يرددها على مسامعنا كلما أحس بضيقنا من مثل هذه الحكايات، حيث يحكى ان جحا وابنه كانا مسافرين فركب جحا الحمار وترك ابنه يمشي على رجليه فقال بعض الناس عندما رأوهما .. (انظروا لهذا الرجل القوي يركب الحمار ويترك ابنه الصغير ماشيا)، فنزل جحا وركب ابنه وما هي إلا لحظات حتى قال آخرون (انظروا لهذا الابن العاق يركب ويترك أباه العجوز ماشيا) فركب الاثنان فقال عنهما الناس (انظروا لهذين الشخصين القاسيين يركبان معا على ظهر هذا الحمار المسكين) .. وتعرفون بالطبع نهاية القصة الطريفة بأن حمل جحا وابنه الحمار على ظهريهما ولم يسلما ايضا من سخرية واتهامات الناس .. وهذا هو حالنا في الصحافة .. نحمد الله الكريم عليه ونسأله العفو والصفح لنا ولكم.
صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
18ديسمبر ،2009
تعجبنا فيك يادكتور هذه الشفافية والصدق مع القراء .. وسواء كنت جحا أو ابنه أو الاثنين معا فنحن من أشد المعجبين بكتاباتك لاننا نجد فيها الكثير مما نفتقده عند الكثيرين ولانك تؤدي دور الصحفي الحقيقي وتتحمل عن الشعب الغلبان الكثير من العنت والمضايقات وأنت تحمل قضيتهم بكل الصدق والصبر الجميل .. نسأل الله أن يثقل بها ميزانك يوم لاينفع مال ولابنون الا من أتي الله بقلب سليم و .. دمت بصحة وعافية ..
انا ماعارف دايما بتحب تظهر نفسك فى كتاباتك وكانك المحجوب ولا الازهرى ولا احد الرعيل الاو من المناضلين وانك المنافح الاول عن قضايا المواطن .. ياخى من تواضع لله رفعه وخليك انت من نظرية الموامره والامن وانك دائما مطلوب وعيش واقعك والله كتاباتك لاتخدم انقاذ ولا معارضه انت بتخدم فى روحك ليس الا وبكره تعمل لينا لينا زى لبنى اول فرصه مخارجه تقول خرجته بى ملابس رجل امن الى فرنسا والدعاوى الكذابه ده وادعاء البطولات..
اكذب اكذب حتى يصدقك الناس دى مقولة الكيزان يا زهير وهم مصرين عليها لمدة 20سنة والناس البقولو ليك كدى هم الكيزان وتعبانين من كتاباتك شديد ودايرين يحرقوك عند القراء لكن الفاهمين عارفك كويس اكتب ولا تحيد عن رايك ابدا
لك الحب كله أخونا الدكتور زهير وأنت تكتب بكل شفافية وتنقل نبض الشارع وهموم محمد أحمد الغلبان، أعلم أخي الكريم أن محمد صلى الله عليه وسلم لم ينال رضى كل الناس بدليل محاربتهم له ومحاولات قتله ونفيه وتعذيبه وتكذيبه وتشريده وحتى بعد مماته ما نجي من ألسنة الناس وحتى يومنا هذا وحتى تقوم الساعة، أكتب أخي طالما ضميرك مستراح، وأكتب أخي حتى تكون لسان المظلوم الغلبان الذي يجيد الكلام ولا الكتابة، أكتب أخى طالما أنت في منبر يسمح لك بإيصال شكاوي المظلومين للرأي العام وجهات المسؤولة وأعلم ياحبيبنا لن ترضى عنك اليهود النصارى حتي تتبع ملتهم وهكذا خلق الناس بعضهم لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب بعضهم إن اعطيتهم شكور وبعضهم إن حاولت بكل ما اتيت من منعة أن ترضيهم زادوا عناد ونفور وصدود بل لعنوك ونعتوك بأقبح النعت، وأكتب اخي وأطلق ليراعك العنان ولا تلتفت وأعلم أنك لن ترضى كل العالمين
الاستاذ السراج والله لو كتبت فى الحوائط لبحثنا عن هذه الحوائط لنقرا مقالات
انت من القلائل فى هذا البلد الذين لايخشون فى الحق لوملة لائم ولاتقدر الانقاذ ان تشترى نوعك لكن تعرف من تشترى ومتى تشترى وبكم تشترى وانت سعرك غالى لاتقدر الانقاذ ان تدفعو لانو بى سعرك ده بتجيب خمسين واحد من نوع كمال حنفى