انتهاء حفر نفق لإنقاذ عمال تشيلي
بدأ رجال الإنقاذ في تشيلي اليوم تدعيم نفق انتهوا من حفره أمس لإنقاذ 33 من عمال المناجم محاصرين منذ أكثر من شهرين على عمق 625 مترا تحت الأرض. وقد توقعت الحكومة البدء بإجلاء العمال يوم الأربعاء المقبل في عملية إنقاذ معقدة وصعبة هي الأولى من نوعها.
وفي سبيل تعزيز الممر الذي يزيد عرضه قليلا عن عرض كتفي الرجل يقوم رجال الإنقاذ بتدعيم أول مائة متر منه بأنابيب فولاذية.
وقال وزير المناجم التشيلي لورانس ورانس غولبورن أمس -بعد الانتهاء من حفر النفق إلى المحاصرين- إن تجهيز الممر سيستغرق يوما ونصف اليوم تقريبا.
وبعدها سيحتاج الأمر وفق المسؤول التشيلي- إلى 48 ساعة إضافية لتثبيت معدات الإنقاذ على سطح المنجم، مع الاستعانة بالكبسولة المعدنية المتصلة برافعة والتي ستستخدم لإخراج العمال واحدا تلو الآخر، مرجحا إجلاء أول مجموعة من العمال الأربعاء القادم.
ويتوقع أن تستمر عملية الإجلاء يوما ونصف اليوم أو يومين، حيث تستغرق عملية رفع كل عامل ساعة أو أكثر بقليل.
وأشارت السلطات التشيلية إلى أنها ستتبع نموذجا نظريا في ترتيب إخراج العمال من المنجم، ويقضي بإخراج “الأكثر مهارة أولا”، وهم القادرون على مواجهة أي مشكلة قد تطرأ، ثم الأكثر ضعفا، وفي النهاية الأكثر قوة أي الأقدر على انتظار أطول فترة ممكنة.
وعرض التلفزيون التشيلي أمس على الهواء مباشرة صورا لعمال الإنقاذ وهم يقفزون فرحا مع وصول الحفار إلى السنتيمترات الأخيرة في النفق.
في حين قام المحاصرون بالاستعانة بالمتفجرات لتوسيع قاعدة المنجم المعدة لاستقبال المقصورة التي سترفعهم إلى سطح الأرض.
وقالت مراسلة الجزيرة ديمة الخطيب من أمام المنجم في سان خوزيه شمالي تشيلي إن المخاطر تتمثل بتدعيم الحكومة فقط لأول مائة متر من الممر، حيث تبرر الحكومة ذلك بتسريع عملية الإنقاذ.
وأشارت المراسلة إلى أن وزير المناجم التشيلي حاول التقليل من حجم المخاوف من ذلك بالقول إنه إذا لاحظ المنقذون أي خطر سيوقفون العملية ويبحثون عن سبيل آخر لخروج العمال.
العمال حوصروا جراء انهيار التربة على منجم شمالي تشيلي (الفرنسية)
تجهيزات طبية
وكان وزير الصحة التشيلي خيمي نمناليش أشار في وقت سابق إلى أن الفريق الطبي يعمل من جانبه ليكون جاهزا لاستقبال العمال اعتبارا من مساء الاثنين.
وسيتم فحص الحالة الصحية للعمال فور خروجهم إلى سطح المنجم وسينقلون بشكل عاجل إلى المستشفى إذا استلزم الأمر، كما سيخضعون في مرحلة لاحقة لفحوصات معمقة لمدة 48 ساعة بعد لقاء مقتضب مع عدد من الأقارب.
وأوضح وزير الصحة أن الفريق الطبي قام في السابق بتجربة على ما يمكن أن يكون عليه التعاطي مع عمال المنجم في حالات الإرهاق الجسدي تمهيدا لعملية الإنقاذ.
رقم قياسي
يشار إلى أن العمال الـ33 محاصرون منذ الخامس من أغسطس/آب الماضي جراء انهيار للتربة في منجم النحاس والذهب في صحراء أتاكاما في شمالي تشيلي، في رقعة لا تزيد عن مساحة غرفة جلوس عادية.
وتبين أن جميع العمال على قيد الحياة بعد 17 يوما بفضل مسبار للأعماق. وأصبحت قصة بقائهم على قيد الحياة بفضل تموين ومتابعة طبية من السطح، موضع اهتمام العالم.
وقد سبق أن تم تصوير العمال المحاصرين بواسطة كاميرات فيديو أنزلت عبر فتحات للتهوية تم حفرها لمساعدتهم على الصمود بعدما ظهر الجميع في حالة صحية جيدة رغم الحرارة الشديدة ومعاناة البعض من ارتفاع ضغط الدم.
يشار إلى أن المجموعة تضم 32 تشيليا وبوليفيا واحدا، وأكبرهم سنا يبلغ من العمر خمسة وستين عاما وأصغرهم فتى في التاسعة عشرة لم يتخرج بعد من المدرسة الثانوية. وقد أصبحوا نجوما بفضل رقمهم القياسي في البقاء أطول فترة يقضيها إنسان على هذا العمق تحت الأرض.
الجزيرة نت