حوارات ولقاءات

اسرائيل تسعى لايجاد موطئ قدم في الجنوب .. تعزيز الوحدة واجبنا تجاه السودان

الحديث عن دور الجامعة العربية في الوطن العربي بصورة عامة، وفي السودان بصفة خاصة تصاحبه انتقادات حادة ويتم وصفه بالضعيف، واحياناً بالخجول، ورغم تحرك الجامعة في نطاق محدود حسب امكانياتها، إلاّ ان د. صلاح حليمة مبعوث الجامعة العربية الى السودان يقدم دفوعات تبدو موضوعية بشأن دور الجامعة من السودان. ويطرح رد الجامعة حول موقفها من خياري الوحدة والانفصال، وقضية دارفور، والمحكمة الجنائية الدولية، في حوار مع الرأي العام
—-
*الكثيرون يقولون ان موقف الجامعة العربية من السودان يعتبر الأضعف مقارنة بنظيره الافريقي؟
– هناك حقيقة مهمة يجب أن أذكرها وهي أن الجامعة العربية تعمل بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي على جميع الاصعدة في القضايا المتعلقة بالسودان خاصة في دعم مبادرة قطر للسلام في دارفور، وكذلك الجامعة حريصة على ان يكون كل التحرك في اطار عربي افريقي، نحن نريد ان نتجنب التفرقة بين افريقيا والعرب. واؤكد ان العلاقات بين الجامعة والاتحاد الافريقي استراتيجية فيما يختص بالسودان.
* رغم هذا التنسيق الا ان موقف الجامعة من الجنائية كان غامضاً؟
– ليس هناك اي غموض في موقفنا من مسألة الجنائية، بل ان القرارات الصادرة من الجامعة تكاد تتماثل مع موقف الاتحاد الافريقي وهنالك تنسيق بيننا ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وموقفنا من الجنائية لا يقل عن موقف الاتحاد الافريقي والمؤتمر الاسلامي.
* ما هو هذا الموقف؟.
– موقفنا السياسي في الجامعة عدم التعامل مع الجنائية، لكون الامر فيه تسييس للقضية وازدواجية معايير، ولان رئيس الدولة منتخب من الشعب، ليس الجامعة العربية وحدها ولكن الرأي العام الدولي في اغلبه يؤيد موقف السودان.
* هل تتوقع ان يقدم مجلس الأمن بقرار تجاه السودان؟
– من الصعب ان يتجه مجلس الامن لاخذ قرار لأن المجلس ليس على قلب رجل واحد، وبالتالي يصعب عليه اتخاذ قرار بذات الاتجاه، والكفة داخله يصعب معها اتخاذ القرار.
* هنالك عدم وضوح في رؤية الجامعة بشأن الوحدة والانفصال؟
– نحن ندعم وحدة السودان ونعمل على تعزيزها، وكما تعرف فإنه سيتم في الفترة القليلة المقبلة عقد مؤتمر بالبحرين (جوبا2) يهدف لخلق بنية في الجنوب تعزز خيار الوحدة، وتدعم الحفاظ على العلاقات بين الشمال والجنوب. وهنالك لجنة للتنسيق بين البحرين والجامعة مع حكومة الجنوب لدعم المشروعات التي تعزز الوحدة.
*ولكن البعض يعتبر المشروعات بمثابة رشوة من أجل الوحدة؟
– ما يبذل من جهد لا يعتبر رشوة للوحدة، وانما هو واجب الدول العربية وجزء من مسؤولياتها تجاه السودان، والتزام بمفهوم العلاقات العربية الافريقية لكون العلاقة بينهما علاقة عضوية.
* هناك اعتقاد بأن الجامعة العربية تريد ان تستبق اسرائيل في رحلة البحث عن موطيء قدم في الجنوب؟
– ما فيش شك أن اسرائيل تسعى للوجود في الجنوب وفي أية منطقة، ونحن دخولنا للجنوب في اطار دعم عربي سياسي وتنموي للسودان، وبالنسبة لنا فإن مؤتمر (جوبا تو) هو مسألة مبدأ والتزام تجاه السودان.
* خلال التحضيرات لمؤتمر (جوبا تو) هل شعرتم بتجاوب حكومة الجنوب مع الدور العربي؟
– هنالك تجاوب كبير، وهناك تقدير لدور الجامعة العربية وللدور الذي تقوم به بعض الدول الاعضاء مثل مصر.
*البعض يقول إن مؤتمر البحرين سيغلب عليه الجانب الاستثماري، بمعنى ان المستثمرين سيختارون المشاريع سريعة العائد المادي؟
-اختيار المشاريع في الجنوب يتم بالتشاور داخل لجنة تضم ممثلين للدولة المضيفة (البحرين) والجامعة العربية ..المشاريع المطروحة ليست بغرض الربح وانما بغرض التنمية، وهذه المشاريع فيها مشاريع تعليمية وأخرى صحية.
* على ماذا يركز مؤتمر (جوبا2) في البحرين؟
– يركز المؤتمر على الحكومات ودعم الوحدة بين الشمال والجنوب.. ويسعى لإشراك كل الدول العربية والمؤسسات العربية لتكون هنالك تعهدات داعمة للسودان.
* بعيداً عن الجنوب.. كيف تنظر الى دور الجامعة في دارفور؟
– دور الجامعة العربية واضح في دارفور، ونحن أول من أرسل بعثة تقصي حقائق في دارفور في العام (2004م)، وأكدت التقارير وقتها عدم وجود ابادة جماعية وبعثنا (14) قافلة طبية أجرت ما يفوق الـ (600) عملية جراحية، ومعالجات لأكثر من (4) آلاف حالة مرضية، ونعتزم ارسال قوافل اخرى، وتدريب (90) قابلة، بالاضافة الى انشاء (3) قرى نموذجية، و(3) مستشفيات، ومنطقنا في دارفور عودة النازحين الى قراهم، كما ان للجامعة جهوداً على الصعيد الانساني والتنموي والسياسي والأمني.
* هل أنت راضٍ عن دور الجامعة في دارفور؟
– دور الجامعة نامٍ ومتنامي، ويجب ان نعمل على تحقيق آمال الناس.. أعتقد أن دورنا في المجال الانساني والتنموي والسياسي والأمني واضح وعليه شواهد هي الارقام التي ذكرتها لك.
* البعض يصف دور الجامعة في السودان اجمالاً بأنه خجول وأنها تأتي بعد الأحداث؟
– هذا ليس صحيحاً.. أضرب لك مثلاً بلجنة تقصي الحقائق في دارفور فقد كانت اول لجنة لتقصي الحقائق في الاقليم. أيضاً بشأن الجنائية قدمنا حزمة من الحلول للرئيس عمرالبشير، ثم إن المبادرات العربية الافريقية كانت من طرف الجامعة، ومؤتمر (جوبا1، وجوبا2) كان نتاج مبادرة من الجامعة.
* ذكرت أن السودان يحظى بمكانة عربية.. هل يعكس حجم الأموال المستثمرة فيه هذه المكانة؟
– اعتقد ذلك.. هنالك استثمارات متوقعة لشرق السودان عبر مؤتمر الكويت تقدر بحوالي (4) مليارات دولار وهذا مبلغ كبير، كما هو معروف فان الشرق فيه مجال استثمارات زراعية وثروة حيوانية، ولكن يجب ان تصاحبها صناعات تحويلية مرتبطة بالمنتجات الزراعية وهذا ما يجب ان نفعله في دارفور.
الرا ي العام