تباين بمواقف المؤتمر الوطني بالسودان
أحدث التباين الواضح بين قادة المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بخصوص وحدة السودان وانفصاله وموقفهم من الجنوبيين حال اختاروا الانفصال عن الشمال نوعا من القلق إزاء المرحلة المقبلة في البلاد.
كما فتح هذا التباين بابا للاحتمالات وللتكهن بوجود أدوار سياسية يتبادلها هؤلاء القادة أو انفراطا في عقد المنظومة الحاكمة.
ولم يذهب المحللون والمراقبون بعيدا في البحث عن أسباب خطوة المؤتمر الوطني، حيث عدوها نتيجة لما آل إليه الوضع بعد الشراكة التي حصلت بينه وبين الحركة الشعبية وفشل الاثنين في الاتفاق وجعل وحدة البلاد خيارا جاذبا.
وظهر التباين داخل الحزب الحاكم في تصريحات كبار المسؤولين، ففي الوقت الذي أعلن فيه وزير الإعلام كمال عبيد وهو قيادي في الحزب أن الجنوبيين لن يكونوا مواطنين في الشمال حال اختيارهم الانفصال، ومع تأكيد ذلك عبر رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر، خالفهما الرئيس عمر حسن البشير بتأكيده ضمان حقوق الجنوبيين الدستورية في الشمال.
انتصار معنوي
ووصفت الحركة الشعبية مواقف مسؤولي الحزب الحاكم بأنها مرتبكة ومنقسمة، وأعلنت عبر تصريحات لرئيسها احترامها وتأمينها لكل الشماليين بالجنوب، وهو ما عد انتصارا معنويا للحركة علي غريمها المؤتمر الوطني.
الناطق باسم الشعبية: مواقف المؤتمر مرتبكة ومنقسمة (الجزيرة-أرشيف)
واعتبر الناطق الرسمي باسم الحركة ين ماثيو أن التباين الحاصل بين قادة المؤتمر الوطني يعكس فشل إستراتيجية هذا الحزب ، مشيرا إلى ما سماه بالشللية التي قال إنها تتحكم في مؤسسات الحزب الحاكم.
وفي تعليقه على ربط قادة حزب المؤتمر الوطني إجراء الاستفتاء في أبيي بمعالجة جميع القضايا الخلافية وعدم أحقية المواطن الجنوبي بالتواجد في الشمال حال انفصال الإقليم، قال ين ماثيو إن “سياسات الحزب الحاكم بما تمثله من اعوجاج أوصلت البلاد لما هي عليه الآن”.
اختيار جنوبي
ويرى مسؤول الحركة الشعبية أن “العبرة ليست في انفصال الجنوب من عدمه، لأن الجنوب اختار أن يكون بعيدا عن سياسات لا تعرف مع الحوار والالتزام به مهما كانت نتائجه”. وتساءل ماثيو عن إمكانية بقاء السودان الشمالي موحدا بعد اختيار الجنوبيين الانفصال وتكوين دولتهم المستقلة.
أما مدير مركز الدراسات السودانية حيدر إبراهيم فلم يستبعد أن يكون تباين مواقف قادة المؤتمر الوطني جاء نتيجة لحالة ارتباك يعاني منها الحزب بسبب الخلافات غير المنتهية بينه وبين شريكته في الحكم الحركة الشعبية.
وقال إن قادة الحزب الحاكم يبدون غير قادرين على اتخاذ موقف واحد، “وبالتالي العمل على أن يكون ما يصدر حاملا صفة الوحدة بين مكونات الحزب المختلفة”.
صفقة كونفدرالية
وتوقع حيدر في تصريح للجزيرة نت ما عدها صفقة كونفدرالية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، “لأنه كلما كان هناك تشنج في المواقف بين الطرفين كان وراء ذلك صفقة مخفية على المتابع”.
تاج السر يقول إن الحرب أقرب من الاستفتاء(الجزيرة-أرشيف)
أما المحلل السياسي تاج السر مكي فلم يستبعد أن يكون في صفوف الطرفين من يسعى لنسف اتفاقية السلام بكاملها، “وبالتالي تظهر تناقضات قادة الحزبين بين تأييد الانفصال والدعوة للوحدة”.
وقال للجزيرة نت إن هناك مواقف مضطربة “ربما تنم عن تبادل أدوار “تشكل عنوان المرحلة المقبلة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أي بين حكومة الجنوب وحكومة الشمال”.
واعتبر أن “اضطراب المواقف أو تقسيم الأدوار يمثل جرس إنذار مبكر ربما تكون الحرب هي نهايته المحتملة”.
وأضاف أن الحرب أصبحت أقرب إلي الأذهان من إجراء الاستفتاء للجنوب أو لأبيي، مشيرا إلى أن ذلك “سيكون المهدد الأول للسودان كدولة أو دولتين”.
الجزيرة نت
ربنا يكون فى عوننا