فدوى موسى

من تحت الغطاء

[ALIGN=CENTER] من تحت الغطاء [/ALIGN] جاء الشتاء.. الكل يتحدث من تحت الغطاء .. الأوصال ترتجف.. رغم ذلك يهمسون بأنهم يحبون الشتاء.. فتداعيات الصيف الحار تجعلهم بجافونه ولا يمدون معه حبال الوصال والود.. يصعب عليهم التعجل عن نفض الغطاء والسعي بهمة لإنجاز نشاط الحياة.. إن جاء الصيف وارتفعت حرارته.. ارتفعت وتيرة عدم الاحتمال، وإن جاء الشتاء وازدادت معدلات البرد وهنت أجسامهم أمام أمراض الشتاء وتناثرت أوراق المناديل في الطرقات.. وعلا صوت الباعة المتجولين «الجلسرين.. الفازلين» وهما الأكثر طلباً في مثل هذه الأيام، وها هم يتأبطون ما يفرشون في آلية أقرب للفن عندما تلاحقهم السلطات المختصة ولا نقطة «جلسرين» تسقط على الأرض.. وهم يعرفون كيف يحمون بضائعهم صيفاً وشتاءً.. «فنايل البرد سويتراته» ترتفع أسعارها كلما انخفضت درجات الحرارة في طردية مستمرة.. «نساء البيوت» يعمدن الى إعداد الوجبات السخنة.. حتى ضيوفهم يفضلون الشاي على المشروبات الباردة.. بوار هو سوق المشروبات والعصائر.. وحار هو سوق المأكولات الدافئة السريعة.. حاجة (حليمة) صاحبة (حلة التقلية والكسرة) على ناحية الشارع المتفرع من المنطقة الصناعية تقول إنها تربح هذه الأيام كأكثر ما يكون «الله يزيد البرد ويفتح نفسهم للأكل».. وحقاً الحاجة للسعرات الحرارية تزداد.. ورجب «قطاع الطعمية» قرب فرن الإزدهار يعيش حالة من (البحبوحة) كما قال (يزداد إقبال المواطنين على الطعمية منذ الصباح الباكر.. فالطعمية حارة والعيش سخن من الفرن مباشرة).. وهناك في الجامعات تتفنن الشابات في إظهار موضة الشتاء التي يدرجنها من الأسود الماص للحرارة الى الأحمر القاني وألوان الحب والورد وغيرها.. وعلى الطرقات (ينكمش) المتشردون في ثياب رثة تكفل لهم (وساختها) التدفئة المطلوبة.. وأنا هنا أتدثر بالغطاء.. وفي هذا اليوم يرقد بالقرب مني أبناء أختي (أحمد وإيثار) اللذان يلبسان لبسات الشتاء الكاملة تحت الغطاء وبنيتي (ولاء) تنفض عنها الغطاء لأعيده عليها مرات ومرات.
آخرالكلام: تحت الغطاء تتدثر أشياء كثيرة .. كلما ازداد شتاء الأحداث انخفاضاً.
سياج – آخر لحظة السبت 12/12/2009 العدد 1200
fadwamusa8@hotmail.com