كرتي ينتقد الأميركيين والجنوبيين
وجه وزير الخارجية السوداني علي كرتي أمس انتقادات للمسؤولين الأميركيين عن الموضوع السوداني، قائلا إنهم لا يملكون الشجاعة لمواجهة منظمات أميركية تعادي حكومة بلاده، كما انتقد قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في جنوب السودان ورئيسها سلفاكير ميارديت.
واتهم كرتي -في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية- الحركة الشعبية بممارسة الإرهاب في الجنوب لمنع الجنوبيين من التصويت للوحدة مع الشمال، مؤكدا أن هناك “أيادي خفية تحركهم”.
وقال إن هناك مشكلتين في التفاوض مع سلفاكير وقادة الحركة الشعبية فهم أولا ليسوا مخلصين في التفاوض يقولون شيئا ثم ينكرونه، وثانيا: هناك جهات تحركهم.
وأضاف ردا على اتهام سلفاكير لحزب المؤتمر بأنه بعد خمس سنوات لم يجعل الوحدة جاذبة بقوله “هذا مثال آخر على عدم مصداقيتهم، وتلونهم” فحزب المؤتمر حسب قوله- جعل الوحدة جاذبة ببناء الطرق والمدارس والمستشفيات في الجنوب.
وأكد أنه خلال السنوات الخمس منذ التوقيع على الاتفاقية “صرفنا ثلاثة مليارات دولار في الجنوب، من أموالنا من نصيبنا من ثروة النفط، وليس من نصيبهم هم. ماذا يفعلون هم بنصيبهم من ثروة النفط؟”.
لا فرق
كما انتقد الوزير السوداني الاثنين المسؤولين الأميركيين عن الموضوع السوداني، وقال إنهم لا يملكون الشجاعة لمواجهة منظمات وجمعيات أميركية “ظلت معادية لحكومة الرئيس عمر البشير منذ البداية”.
وعن الفرق بين إدارتي الرئيس الأميركي السابق جورج بوش والرئيس الحالي باراك أوباما في التعامل مع الملف السوداني قال إنه لا يوجد فرق كبير في موضوع تعهدات المسؤولين الأميركيين، ثم عدم تنفيذ تعهداتهم.
وضرب لذلك مثلا في سنة 2007، بعد اتفاقية أبوجا لحل مشكلة دارفور، إذ قال “كنت شاهدا على اتصال تليفوني بين الرئيس البشير والرئيس الأميركي بوش، شكر فيه الرئيس البشير على تعاون السودان لحل مشكلة دارفور، ووعد بإعلان سياسة جديدة، وإعادة العلاقات الدبلوماسية، وتقديم مساعدات، وغير ذلك. وجاء مسؤولون أميركيون وذهبوا، ولم نسمع شيئا.
ثم جاء أوباما، وتكررت المسرحية نفسها -حسب قوله- “إذ كان يأتينا مندوب أوباما إلى السودان الجنرال سكوت غريشن ويستمع لنا كثيرا ونحن نتكلم. ويقول لنا: سأعود إلى واشنطن، وسأفعل كذا وكذا. ثم يعود مرة أخرى، ويكرر الشيء نفسه وأخيرا سمعنا أنهم سيعلنون سياسة جديدة”.
وعن قمة نيويورك عن السودان -التي اشترك فيها على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وحضرها الرئيس الأميركي باراك أوباما- قال إنها جاءت حسب توقعات حكومة السودان التي تلتزم بإجراء الاستفتاء وبنتائجه.
وعما إن كان الأميركيون مع الوحدة أم مع الانفصال أجاب بأنهم لم يخبروا السودان رسميا “ونحن لا نتوقع من الحكومة الأميركية أن تصدر بيانا تقول ذلك، وفي الوقت نفسه تقول إن الجنوبيين هم الذين سيقررون مصيرهم”.
الجزيرة نت