الطاهر ساتي
التنطع .. يهدر مالاً عاماً ..!!
* وكالة السودان للأنباء ذات الإسم المختصر في سونا .. من آثار مايو التي لم تكنسها حكومة السيدين إبان عملية كنس آثار مايو التى شغلت السيدين وآخرين في سنوات حكمهم الثلاث .. هى من آثار مايو الحميدة .. تأسست وفق رؤى علمية بحيث تؤدي دورها بمهنية .. في التقاط الأخبار ثم تحريرها فقط تنحصر مهمة سونا .. وعلى تلك المهمة شبت وشابت بامتياز ، واحتلت موقعا متقدما في قائمة وكالات الأنباء الآفروعربية .. وهكذا كانت إلا أنها تعرضت مؤخرا لأكبر غزو من قبل المتنطعين في عالم الإعلام .. لم يغزوها بالدراسات العلمية التي تساهم فى تطويرها ، ولم يغزوها بالكفاءات التي تساهم في توسيع مساحات انتشارها .. ولكن غزوها بالتنطع فقط لاغير .. تأمل هذا الفعل الذي جاء به محمد حاتم سليمان في سونا ، ثم جد للفعل وصفا آخر إن لم يكن تنطعا و.. كذلك إهدار للمال العام في زمان يتداوى فيه ناس الريف بالداء حيث شق عليهم سعر الدواء ..!!
* جادت عبقرية حاتم في وكالة السودان للأنباء بتأسيس شركة أسماها سونا سات .. لا لتؤدى مهام سونا ، التقاط الخبر وتحريره ، ولكن لتؤدي مهام التلفزيون القومي ، تصويراً وبثاً .. وقريحة حاتم جادت بتلك العبقرية بعد أن جاءت به السلطة من التلفزيون الى سونا .. أى فقده لمنصب مدير التلفزيون حدثه بتأسيس تلفزيون في سونا .. ربما ليصبح مديرا لسونا ثم مديراً لسونا سات – اسم الدلع لتلفزيون سونا – في آن واحد .. الأموال التى ضخها حاتم في شركة سونا سات تقدر بالمليارات .. أستوديوهات ، كاميرات ، أجهزة مونتاج ، الفريق العامل وووو…والنتيجة صفر .. بحيث عاد محمد حاتم الى التلفزيون مرة أخرى وحل محله عوض جادين ليلغي – بجرة قلم – كل الإهدار الجاثم على صدر المال العام ويسلم العاملين في سونا سات خطابات الفصل غير مأسوفٍ عليهم .. و أمامى الآن قائمة بأسماء ستة عشر مصور تلفزيونى ، عملوا في سونا سات لمدة تسعة أشهر فقط لاغير هى عمر الشركة ، بعقودات عمل تتراوح بين ألف وثلاثة ألف جنيه ، ولكن للأسف لم تلتزم الشركة – طوال تلك المدة – بما في العقد تجاه المصورين .. بل بعضهم لم يستلم راتبه منذ يوم تعيين محمد حاتم ( يناير 2007 ) والى يوم فصل عوض جادين ( أبريل 2008 ) .. وأفضلهم حظا استلم راتب شهرين فقط لاغير من جملة التسعة أشهر.. هؤلاء أيضا – كما الشعب السودانى – ضحايا المتنطعين .. أدخلهم حاتم – بالأمس – بمدخل التنطع الضار ، ويخرجهم عوض جادين – اليوم – بمخرج الفصل التعسفي بلارواتب ، ناهيك عن الحقوق الأخرى .. تخيل – عزيزي القارئ – 19 مصور تلفزيونى في وكالة تأسست لمهام غير مهام التلفزيون.. التلفزيون القومي المكلف بتلك المهام كالعيس في البيداء يأكلها الظمأ ، والأستوديوهات والكاميرات والمصورون وأجهزة المونتاج تتكدس في دهاليز سونا ومخازنها .. وهكذا دائماً محمد أحمد الأغبش يغطى بنود ( إهدار المال العام ) …!!
إليكم – الصحافة -الثلاثاء 22/7/ 2008م،العدد5421
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]