الإقبال يهدد استفتاء جنوب السودان
تناولت الصحافة السودانية الصادرة باللغتين العربية والإنجليزية إضافة لصحيفة القدس العربي اللندنية الاستعدادات لاستفتاء جنوب السودان بالتركيز على مسألة تسجيل الناخبين منتصف الشهر القادم التي قد تكون مصدر توتر إضافي لخلافات أخرى لم تحل، كما تطرقت لزيارة وفد من حزب المؤتمر الوطني الحاكم للولايات الجنوبية للتبشير بالوحدة، وسط تحذيرات من ظاهرة انتشار الأسلحة في البلاد مؤخرا.
ونشرت صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن اليوم خبرا منقولا عن إبراهيم خليل رئيس مفوضية الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان أعرب فيه عن أمله ببداية عملية تسجيل الناخبين بحلول منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
لكن المسؤول ربط الوفاء بموعد إجراء الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير/كانون الثاني 2011 بعدم حدوث “تأخير أو عقبات أو مجادلات” ولم تحدث كذلك “تدخلات من الأطراف المختلفة”، وأشار إلى أن المفوضية ستمضي الأسابيع القادمة في طبع استمارات التسجيل وتوظيف 10500 عامل ميداني لتنفيذ الفرز، وإكمال ميزانية المفوضية.
ويمكن أن تكون عملية التسجيل نفسها مصدر خلافات، حيث اتهم الجنوبيون الخرطوم بالتلاعب في تسجيل الناخبين في الانتخابات الوطنية في أبريل/نيسان الماضي.
ولم يتضح بعد كيف سيحدد المسؤولون الجنوبيين المؤهلين للتصويت في معسكرات اللاجئين الجنوبيين القائمة منذ أمد بعيد ولا كيف ستحدد مناطق التجمعات على امتداد الحدود بين الشمال والجنوب غير المحددة بشكل قاطع.
وتسود المخاوف من أن يكون السودان لم يترك لنفسه وقتا كافيا لتنظيم الاستفتاء الذي سيصوت فيه الجنوبيون بشأن ما إذا كانوا سيبقون ضمن السودان أم سينفصلون بموجب اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005.
وفي السياق حث نائب رئيس مفوضية الاستفتاء لجنوب السودان المواطنين على تسجيل أسمائهم للاقتراع ابتداء من الشهر المقبل، قائلا إن الاستفتاء سيمضي قدما حيث شكلت اللجان العليا في الولايات العشر الجنوبية.
وقلل تشان ريك مادوت في خبر نشره موقع سودان تربيون الناطق بالإنجليزية من باريس من المخاوف المتصلة بتأجيل الاستفتاء، قائلا إنه حتى الآن لم يتخذ قرار من شريكي الحكم حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بالتأجيل، وجدد دعوته للموطنين إلى عدم الاستماع لما وصفها برسائل غير رسمية.
ويشير موقع سودان تربيون إلى شكوك بإجراء عملية تسجيل الناخبين في موعدها في أكتوبر/تشرين الأول، ودلل على ذلك بالخلافات بين شريكي الحكم على قانون الاستفتاء، وعلى تشكيل اللجنة.
وعلاوة على ذلك فإن العديد من ترتيبات ما بعد الاستفتاء ما زال يتعين تسويتها ولاسيما ترسيم الحدود وتقاسم النفط والمواطنة والديون الوطنية والمياه.
لكن مادوت أشار إلى أن الخلافات بين الشريكين بشأن اتفاق السلام الشامل تم تجاوزها.
مسؤول جنوبي دعا الناخبين الذين لا يريدون التصويت إلى عدم تسجيل أسمائهم
(الفرنسية-أرشيف)
مخاوف الإقبال
ولفتت صحيفة ذي سيتيزن الإنجليزية الصادرة في الخرطوم الانتباه إلى تحذير رئيس برلمان جنوب السودان -ومقره جوبا- من أن نسبة 60% من إقبال الناخبين المنصوص عليها في قانون الاستفتاء للعام 2009 تعد “تهديدا كبيرا” لشرعية نتائج الاستفتاء.
وفي جلسة خاصة عقدها برلمان جنوب السودان للتوعية بقانون الاستفتاء قال رئيس البرلمان جيمس واني إيغا إن على أعضاء البرلمان إقناع ناخبيهم بالتوجه لصناديق الاقتراع بكثافة.
وحذر إيغا -وهو أيضا نائب رئيس الحركة الشعبية- من أن عدم الوصول إلى نسبة 60% من إقبال الناخبين المسجلين يعني “فألا سيئا”، لأنه “إذا فقدت نسبة 60% في الاستفتاء فهذا يعني أنك ستفقدها الأبد”.
وفي هذا الإطار ذكرت ذي سيتيزن أن الانتخابات العامة التي جرت في أبريل/نيسان الماضي أظهرت تجاوز أربع ولايات جنوبية لنسبة 60% من الناخبين المسجلين.
وبهذا الخصوص حذر رئيس برلمان الجنوب مما وصفها لعبة تتعلق بتسجيل الناخبين، وعدم حضورهم في وقت لاحق للتصويت، ودعا الناخبين الذين لا يريدون التصويت إلى عدم تسجيل أسمائهم.
من جانبه قال وزير الشؤون البرلمانية في حكومة جنوب السودان مايكل ماكوي لويس في مداخلة بشأن قانون الاستفتاء إن معظم المخاوف تتركز على مواقع التصويت الخارجية التي ليس لحكومة جنوب السودان الإشراف المباشر عليها، وطالب الجنوبيين خارج السودان الذي يودون التصويت بالمجيء إلى الجنوب للإدلاء بأصواتهم.
ترويج للوحدة
وبعيدا عن المخاوف من تعطيل الاستفتاء ركزت صحيفة الرأي العام السودانية والمركز السوداني للخدمات الصحفية في موقعه على الإنترنت على خبر اتفاق المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، على زيارات لوفود من المؤتمر الوطني إلى الولايات الجنوبية للتبشير بالوحدة تبدأ الأسبوع المقبل.
وقال مسؤول أمانة التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني حاج ماجد سوار إن هذه الوفود ستتقدّمها قيادات رفيعة على مستوى المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، وتهدف لتنوير وتبصير الناخب الجنوبي بأهمية التصويت للوحدة.
وأشار إلى أن اتفاقا وتنسيقا تم مع الحركة الشعبية يسمح بالعمل السياسي المكثف بالجنوب في الفترة المقبلة للتبشير بالوحدة.
وفي صحيفة الرأي العام حذر كاتب عامود من ظاهرة متنامية، وهي الكشف عن كميات من السلاح والذخيرة خارج أطرها القانونية في البلاد عموما وفي العاصمة الخرطوم خصوصا، مبديا خشيته من تأجيجها لنيران الحرب الأهلية في البلاد في المرحلة المقبلة.
وأشار الكاتب كمال حسن بخيت إلى أن السودان يواجه تحديات كبيرة وخطيرة ومفتوحة على كل الاحتمالات، وأن وجود السلاح المهرب ومن أسماهم بالخلايا النائمة يشكلون خطورة كبيرة.
الجزيرة نت