زهير السراج
صمت الحملان
* وعندما أقول يترك الباقي لأجهزة الاعلام، لا أقصد أن تتحول أجهزة اعلامنا الى مسخرة وتنهج نهج الاعلام المصري المهرج الذى أساء لمصر قبل أن يسيء لغيرها، ولكن أن تنتقل الى مواقع الاحداث التي كان المهرجون وارباع الفنانين المصريين يمارسون منها التهريج والكذب والافتراء على الشعب السوداني، وتنقل منها مشاهد حية ومباشرة وتجري اللقاءات المصورة .. إلخ حتى يكتشف العالم زيف وكذب الاعلام المصري .. ولكن للأسف الشديد كان اعلامنا نائما (نوم العوافي) عندما كان الاعلام المصري يسخر من السودان وشعبه وحكومته بل وحتى من رئيسه ورمز سيادته !!
* وأشك أن الاعلام الرسمي كان سيفعل شيئا حتى لو كان صاحيا، لانه مقيد بالخوف وانتظار التعليمات بالاضافة الى انه تربى على مواعيد عمل معينة لا يستطيع ان يتخلى عنها ولم يفهم بعد ان الاعلام الحقيقي لا ينام ولا يتوقف ولا يترك مكانه في القيادة للطيار الآلي الذي لا يعرف سوى الكبس على ذر المواد المسجلة والمبرمجة له سلفاً !!
* غير اننا كنا نتوقع ان تقوم بالمهمة تلفزيونات مثل الشروق والنيل الازرق وهارموني ولكن اتضح وبما لا يدع مجالا لتوجيه اللوم اليها فالضرب على الميت حرام – انها مبرمجة على عقلية المنوعات ، وفلسفة ( قليل من الكلام المموسق وقليل من الغناء يكفي) !!
* حتى مراسلي القنوات الفضائية الكبيرة (مثل الجزيرة والعربية) في الخرطوم وهم سودانيون أقحاح، كانوا نائمين في العسل عندما كان الاعلام المصري يسرح ويمرح ويسخر من شعبنا الطيب الكريم، بينما كانت المناسبة الكبيرة والحساسية الزائدة التي لازمتها تتطلب المتابعة الدقيقة من الألف الى الياء، خاصة وأن بلادنا كانت تستضيف الكثير من الشخصيات المهمة وآلاف المشجعين المتعصبين لبلديهما .. وكان يجب أن تكون هنالك كاميرا وميكروفون في كل مكان .. من المطار الى الاستاد مرورا بالشوارع وبالعكس !!
* وأكرر .. لم يكن مطلوبا مجاراة المهرجين في تهريجهم واساءاتهم ( كما كان يفعل اعلام الانقاذ في سنواتها الاولى)، ولكن نقل رسالة اعلامية رصينة وبليغة وشجاعة ومهذبة توضح الحقائق وتخرس الكذابين وتضع حدا للتهريج !!
* ولكن للأسف ظل اعلامنا صامتا صمت الحملان حتى وهي تجر الى منصات الذبح، بينما الشعب الكريم يهان على رؤوس الاشهاد ولا يجد من يدافع عنه، وأرجو ان يكون لنا ذلك درسا نتعلم منه !!
صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
2 ديسمبر ، 2009
ظاهرة الخوف باتت مسيطرة علي الكل وليس الاعلام فقط ومثال علي ذلك سمعنا قبال ايام في برنامج للفتوي الشرعية ان احد المواطنين يسأل الشيخ عن صحة لمس المصحف لغير المسلمين فاذا به يرد بتوجيه السؤال الي وزارة التربية والتعليم ضاربا بالحكم الشرعي عرض الحائط فاذا وصلنا الي هذا الدرك ماذا تتوقع من الاخرين؟
والله يكفينا انك عبرت عن الشعب السودانى الابى … ونتمنى ان يحذوا بقية الاعلاميين حذوك…….. ولا فض فوك….;) 😉 😉 😉 😉 😉 😉