[ALIGN=CENTER]التفاخر البغيض [/ALIGN]
هل يحق لنا أن نتفاخر بطرق غير لطيفة بما بسطه الله علينا من نعم ليست بالضرورة أن تكون هذه النعم بسطة الرزق أو المال في اليد.. فنعم الله علينا كثيرة، ابدأ بالصحة والعافية والتي إن حرمنا منها لحظة واحدة أحسسنا بكل الكون «ماسخ» خال من النكهة والطعم.. انتهاءً بقدرتنا على تسيير أمور يومنا العادي.. أي نعمة تضاهي الأمن في السرب وامتلاك قوت اليوم والمعافاة في البدن.. إنها كما وصفت بحيازة الدنيا بحذافيرها في السنة الخالدة.. نعم يجب ويحق لنا أن نجزل الشكر لله عليها، لا أن نتفاخر بتلك الطرق الممجوجة كما يفعل البعض، فقد حكوا عن ذلك الرجل الذي أعطاه الله بسطة في الجسم جعلته نموذجاً للبعبع الذي يخيف به الآباء أبناءهم الأكثر شقاوة.. ويلوذ به المتشاجرون عندما لا تجدي لغة الحكمة والحوار والنصح والمشورة.. يلوذون إليه «ليدق فلان» أو «يعطيه درساً في التصارع لم يعرف مثله من قبل».. فهو الفتوة والمصارع الجبار.. عندما يمشي في شارع فإن الأبواب تفتح على جنب لينظروا لضخامة هذا الرجل.. وهو يحس بذلك فيتفاخر «بمط» عضلاته ليعرف الجميع أنه قادر على طرحهم جميعاً صرعى.. ولكن هذه النعمة التي كان يتحجج بها عليهم أصيبت في مقتل.. فقد داهمته جملة من الأمراض المنهكة جداً جداً.. فصارت العضلات تصغر وتضمر رويداً رويداً.. وبدل علامات الفتوة بدأت تظهر علامات الضعف والوهن.. فللمرض سلطان قاهر.. وبعد أن كان الرجل يتفاخر بصحته وعافيته أصبح يسأل الناس الدعاء له بالشفاء من قائمة الأمراض التي تبناها جسمه الواهن.. وصار عندما يمر في الشوارع يتهامس عليه ذات الناس «بالله شوف.. الزول دا كان كيف وبقى كيف؟!».. «دنيا».. وأمثال هذا الفتوة الموجوع منها كثر. وهناك من يتطاول على الناس بماله أو سلطانه وسطوته وهناك من ينصر القوي على الضعيف من باب امتلاكه للأمر وما درى أن عين الرقيب الفاحصة لا تنام ولا تضعف.
آخر الكلام: إن كان لابد من التفاخر والإعتزاز.. فليكن من أجل الشكر والثناء لله.
سياج – آخر لحظة السبت 21/11/2009 العدد 1183
fadwamusa8@hotmail.com