زهير السراج
خموا وصروا
* فقر وجوع وقهر وأمراض وأوبئة تحصد أرواح الناس فى كل مكان ولا مسؤول حكومي واحد يهتز له جفن، ولكن عندما يكون الأمر متعلقا بالسلطة والثروة والانتخابات فإن الحكومة كلها من أصغر موظف فى محلية نائية إلى أكبر رأس، تهتز وتقشعر.. ولكن من يهتم بها.. فهاهو الشعب يضرب عن التسجيل للانتخابات، و(كما تدين تدان).. كما يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام!!
* أمس تحدثت بالهاتف مع السيد (روس ديزى) رئيس بعثة أطباء بلا حدود الهولندية بجنوب السودان والطبيب السوداني (موسيس جول مابير) مساعد المنسق الطبى.. بمناسبة التقرير الاخباري المختصر الذى نشرته المنظمة حول ارتفاع عدد الاصابات بمرض (الكلازار) القاتل بجنوب السودان مما يشير الى احتمال حدوث وباء يهدد أرواح الكثيرين فى الشهور القادمة، خاصة الأطفال، مما يستدعي التعامل مع هذا الأمر بجدية وسرعة من الحكومة الاتحادية وحكومة جنوب السودان والمنظمات غير الحكومية والجهات الأخرى، ومن المؤسف أن أذكر أن معظم المنظمات الانسانية العاملة فى جنوب السودان غير سودانية، ولا توجد منظمة شمالية واحدة تقدم خدماتها فى الجنوب، ثم لا نتورع عن رفع أصواتنا بالصراخ عندما يطالب نائب الرئيس سيلفا كير مواطني الجنوب بالتصويت للانفصال إذا لم يرغبوا فى العيش كمواطنين من الدرجة الثانية فى بلادهم!!
* يقول الدكتور (موسيس) إن إجمالي عدد الحالات التى قامت المنظمة بتشخيصها وعلاجها فى العام الماضى بلغت (110) حالة فقط، بينما بلغت الحالات التى شخصتها المنظمة منذ أول أكتوبر هذا العام أكثر من (130) فى بعض المناطق التي تمكنت من الوصول إليها بولاية أعالي النيل، فضلاً عن حوالي (621) حالة بولاية جنقلى، معظمهم من الأطفال، وحسب منظمة أطباء بلا حدود فإن هذه الأرقام ما هى إلا قمة جبل الجليد فقط، وأشير الى أن القضارف تشهد نفس الأوضاع والمعاناة!!
* المرض قاتل بنسبة (100%) إذا لم يحصل المريض على العلاج المناسب فى الوقت المناسب، ولكم ان تتخيلوا الحالة فى مناطق نائية تنعدم فيها الخدمات الطبية والأمن والمواصلات، بل حتى الطعام!!
* الناس فى الجنوب يقتلهم الجوع والمرض والغبن ولا يجدون من يقدم لهم العون سوى الأغراب.. بينما لا يقدم لهم الشمال شيئا سوى (التجاهل) عربونا للوحدة الجاذبة.. خموا وصروا. !!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ،12نوفمبر 2009
د. زهير
لك الشكر لتنبيه الحكومة والراي العام بهذا المرض الخطير. ولكن لا اتفق معك في مطالبة الشمال بتحمل كل مشاكل السودان والجنوب كان اولي ان تطالب اولا حكومة الجنوب التي تصرف مليارات الدولارات علي انشاء مصنع للبيرة في الوقت الذي يموت فيه الناس من الجوع. عدم الاتزان في مطالبة الجميع بتحمل المسؤلية قد يدفع بالموضوع ليكون سياسيا ذي غرض معين. ولك الشكر