منى سلمان
طردوني إيه ذنبي
قالت احدانا بأنها ستغيب بكرة فأيدتها ثانية وثالثة الى أن اتفقنا جميعا بأن (ندك بكرة) .. لم نكن ندري بأن هذا الاتفاق العفوي كان بمثابة إعلان للتمرد والاضراب عن الدراسة، لذلك لم يكن يخطر لنا (ولو في سابع حلمة) أن ندفع ثمن ذلك الغياب غاليا، فعندما عدنا للمدرسة بعد أن كمّلنا الانجقادة والنوم في البيت، حضرت نائبة المديرة للفصل و(ندهت) أسماء الغائبات واحدة .. واحدة، ثم قادتنا أمامها كالقطيع نحو المكتب وهناك أسمعتنا محاضرة قيّمة جدا عن (الاضرابات) و(العصيان المدني) وختمتها بـ (والله يا بنات سنة تانية ياهو الفضل) و….
غايتو مافي داعي للحليفة، لكن اليوم داك ست (فاطنة) بتكون جاتا قطيعة وما نامت إلا بعد مسّدوها، لكثرة ما صبت على أيدينا الصغيرة من شحطات بخرطوش الحمير الأسود ! حتى زميلتنا التي لم تشاركنا في الاضراب وإنما تغيبت لأنها كانت مريضة، لم تشفع لها رجفتها بسبب الحمى من الجلد، رغم محاولتنا الدفاع عنها وتوضيح أنها لم تحضر اجتماعنا .. لكن مين يسمع ؟
لم أحكي هذه الواقعة المهببة للتدليل على (كبت الحريات) ولا للمواصلة في نقتي عن دق الشفع، فقد استحقينا يومها العقاب (أقلو عشان ما نسويها لينا عادة) فنتفق على الغياب كلما خطر على بالنا ذلك، ولكن حكيت الواقعة لأصل لما بعدها .. قولوا لي شنو ؟
بعد إهترأت أيدينا بالضرب وتحولت إلى لون الفشفاش، فتحت الأستاذة باب المدرسة وطلبت منّا المغادرة فورا وأن لا نعود في اليوم التالي إلا في صحبة أولياء أمورنا .. لم تؤلمنا الدقة بقدر ما أرعبنا عار الطرد والعودة بولي الأمر، فقد ركبت يومها أقدامي ودقشت الظلط فلم أتوقف إلا في البيت (من ود نوباوي وحتى الثورة) ودموعي غالبة اللقّاط .. سمع (أبي) بملابسات الحادث الأليم من (أمي)، وفي اليوم التالي نزل معي ودخل لمقابلة المديرة وهو مكفهر الوجه، فقد تعود على أن يحضرني للمدرسة يوميا ويعيدني معه في نهاية اليوم .. لم يغضب لعقوبة الضرب ولكنه قال للمديرة بـ ما معناه:
بتي دي أنا بجيبا بالعربية وأنزّلا ليكم أمانة لغاية ما أجي نهاية اليوم وأستلمها منّكم .. كان المفروض تجلدوهم وبعدين يكمّلوا اليوم الدراسي مع أخواتهن وتقولوا ليهم بكرة ما تجوا لو ما جبتوا ولي أمركم .. إنما تطلّعي لي بتّي للشارع براها .. أفرض البيت هناك فاضي ما فيهو زول .. أفرضي أنا ما خليت ليها قروش مواصلات .. أفرضي ما بتعرف ترجع براها .. بنات صغار زي ديل تطلقوهن في الشوارع كيف ؟ ووو
تحول الحال فصارت المديرة هي من تحاول الاعتذار من (أبي) على القرار الذي لم يراعي تبعات إخراج طالبات في هذه السن الصغيرة بدون تدابير تأمن وصولهن سالمات لذويهن ..
للأسف مازالت هناك الكثير من المدارس تمارس تلك الطريقة الغير تربوية الخطرة مع طلابها، فتطلب منهم مغادرة المدرسة كعقوبة لعدم سداد المصاريف أو الشغب أو أي تصرف مخل للنظم المدرسية، ويتناسى أولئك التربويين أن هؤلاء الطلاب سيتعرضوا لاغراءات الشارع .. محلات (البلي ستيشن) للأولاد وذئاب الطرقات للبنات وغيرها من البلاوي .. ولكن الاغرب أن يصدر هذا التصرف من رياض أطفال !! فقد قامت مشرفة في أحدى رياض الاطفال الشهيرة بأدرمان، بطرد الأطفال واعادتهم لبيوتهم بحجة أن الترحيل قد تأخر بهم !! تخيلوا معي أن يعاقب أطفال دون سن الخامسة على تأخر أمهاتهم على اخراجهم للترحيل، أو يعاقبوا على تأخر السائق (في النوم) !! المؤلم أن فيهم من كان والديه في العمل ومنزلهم مغلق مما اضطر السائق للعودة بهم للروضة مرة ثانية .. شمس وسخانة وعطش وجهجهة تقع على أطفال لا يستطيعوا حتى التحكم في ما يخرج من السبيلين !! أين أنتم يا مسئولي رياض الاطفال من تلك الانتهاكات والتعذيب ؟!!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
والله اتلومو بالحيل ناس الروضة ديل
بس اولياء الامور المفترض يعاقبو المدرسات بتاعت الروضة ديل حتي ولو بطرق فردية لانه العقاب الرسمي امكن ياخد وقت او ممكن مايعاقبوهن اصلا:eek:
والقال ليكم منو الروضه دي مؤسسه حكوميه اغلب الروضات اهليه وهوووووووووي يا منيينه اهلنا زمان قال الجــــــــــــــاهل من تبتو والمـــــــــــــــــــطر من صبتو
عينك ما شافت شفع الخواجات ديل منظمين كيفن والله اخير مننا نحنا الكـــــــــبار ديل
وبركــــــــــــــــــــــــه ليك عجبتني ليك الجــــــــــــــــــلده يا منينه وحات الله تستاهلي عشان تباري لي تاني ناس قريعتي راحت ديل هههههههههه0
الاستاذة الكريمة :
تحية وامنيات طيبة:
لدينا مشكلة كبيرة استاذتنا الفاضلة في التعامل مع النشء والاطفال لا ادري ما سببها ولكن معظم السودانيين (( قادِّين) حنية و رعاية للطفولة .. اطفالنا ياتوا في نهاية سلم اولوياتنا .
شخص له من قوة القلب وقسوته ما يمكنه من طرد طفل في الخامسة بالله كيف يعرض نفسه للعمل في الرياض ؟؟ سميت رياض اطفال وليس سوق بصل او زريبة مواشي حتي ياتي كل من هب ودب ليعمل بها …
لكن عجبي كله اخوتي الكرام في شاننا نحن كشعب .. لا ادري من اين اكتسبنا القسوة هذه ..؟؟ حتى ادباءنا وفنانينا هم الاقل تاليفا للاطفال .. منذ نشيد دنيتنا الجميلة لم نسمع نشيدا يشد الطفل عندنا .. قريبا في مصر نسمع العجب من مؤلفات الاطفال نظما ولحنا واداءا .
من كبار المطربين ..
ايا ايا هو .. بابا فين .. سنوحي لتامرحسني _ وغيرها من الكثير والمثير من اغاني الاطفال .. البومات وكلبات وشرائط كاسيت ..
نحن في حوجة الى اعادة صياغة افرادنا في هذا المنحى فهو الابقى وهو الاجدى فليس لنا من حاضر لنعيشه كما نريد لانه قد فات الفوات ولكن لدينا فلزات اكبادنا فلنعدهم لغد مشرق فكلما قل الارواء العاطفي لاطفالنا تعقدت حياتهم وانعكس ذلك على سلوكهم في المستقبل ..
عذرا للتطويل ولكن ما على البال يحتم التطويل ..
عاطر التحايا والامنيات للاستاذة منى والاخوة المداومين على القراءة والمعلقين على السواء …
هذه ليست بمربية ولاتصلح للعمل فى حقل التعليم لان احساس المعلم تجاه تلاميذه
احساس الابوه حيث الحنان والرحمة والعطاء بلا مقابل , فيجب ابعادها