فدوى موسى

انتخبوا.. أبو الوزين!

[ALIGN=CENTER] انتخبوا.. أبو الوزين! [/ALIGN] قال له على هامش ذلك الاجتماع الكبير.. إنه لابد أن يحافظ على مصالحه الضخمة بدخول هذه الانتخابات الكبيرة.. وعليه أن يعينه على الفوز بأية وسيلة.. «أبو الوزين» رجل مال.. ينتفخ في جلباب فخم ويمشي بمركوب ضخم وينتفش ريشه في وسط اللمات والمناسبات، ويمكنك أن تكتبه بكل سهولة وبدون تردد في دفتر القطط السمان، والتي توالدت وتكاثرت في البلاد دون تميز نوعي.. مستشاره «عبده» يروي له خطة استراتيجية قرأها في دنيا واقع النفاق.. «فعبده» عند أبو الوزين مستشارية متكاملة.. أملى عليه بنود الخطة «حتة حتة» حسب استشارة «عبده» على أبو الوزين الرجوع إلى «البلد» يعني على أبو الوزين السكن لفترة مقدرة هناك ليضمن ولاء الناخبين.. فما كان منه إلا القيام بالتنفيذ العاجل.. أبو الوزين يمتلك داراً هناك.. فتحها وجعلها كالمنتدى.. وأشاع «عبده» بين الناس أن أبو الوزين جاء من أجل تنمية الدائرة ورفاهية حتى الحيوان بها.. جلس إلى مجموعة منهم لتنويرهم على أهمية المشاركة والادلاء بالأصوات.. أوكل لعبدو موضوع الشعارات والهتافات.. فوجد ضالته.. مئات الأفكار تدور في رأسه ورأس صديقه الذي يمتلك وكالة الشعارات والهتافات الخاصة.. «حلقوم للنعرة» والذي جلس يصنف الشعارات وأنواعها المختلفة حسب الزمن وحسب درجة الصوت والرنة وكفاءة الحلقوم.. والشعارات ذات المضامين الهادفة.. والأهم من ذلك الجيب وثقله.. ودرجوا على تصنيف آخر للشعارات حسب تعداد الهتيفة.. وعبده يقول «احنا دايرين شعارات لمن يهتفوا بيها يكون مفادها انو زولنا هو الأول والأفضل محلياً وقومياً واقليمياً وعالمياً.. لم تنجب حواء سواه لمن يسمع الهتافات» فكانت الشعارات الناطقة «صوتكم لمين.. لأبو الوزين» «سجل اسمك واختار أبو الوزين».. «أحفظ حقك وحق أبو الوزين».. «تعال بنفسك.. ومعاك آخرين».. وأبو الوزين يقضي أياماً في «البلد» يتشدق فيها بالإنجازات القادمة بعد فوزه وأمل الغلابة يتدغدغ على يديه كلما اقترح مشروعاً تنموياً.. من فرط ثقته في نفسه تتخيله يقطف ثمار المشروع الزراعي ليعطيه اليك الآن، أو تتخيل الفواكه التي أمامه من المشروع.. بل ترى المنشآت «رهاب رهاب» على أطراف «البلد» شامخات عاليات.. والعذارى في تلك الليلة لم يعدن يحلمن بالحبيب على ظهر الحمار، بل على آخر موديلات العربات الفاخرة، فالانفراجات الاقتصادية التي أدخلها «أبو الوزين» على خيالات وأحلام أهل البلد تحملهم على أكثر من ذلك من تهيؤات.. أبو الوزين يعرف حلم كل واحد منهم ويلعب على وتر هذا الحلم.. آخر الكلام: «تن.. ترن.. أبو الوزين».. «أبو الوزين أبو الفائزين».. «وأبوكم مين…»
سياج – آخر لحظة الاحد 25/10/2009 العدد 1155
fadwamusa8@hotmail.com

‫2 تعليقات

  1. لكِ التحية أختي الكريمة فدوى لقد أعدتي لنا ذكريات الأمس المغصوب حينما تدفق الناس وحدانا وجماعات نحو صناديق الاقتراع أمل في غدٍ أفضل ، ولكن للأسف قزفت لنا صناديق التصويت بأفراد ما صانوا الديمقراطية وصاروا يتخاصمون ويتلاومون ويتكايدون ويدفن كل واحد للثاني حتى أغرقوا زمن الحرية في يم الشمولية

  2. شكرا فدوى

    ما اكثر الوزين وابو الوزين في هذا البلد الحزين … صدقيني لو الشعب دة بعد الشافو كلو لو صوت لابو الوزين .. يستاهل ياكل طين … وما يشوف غير حمار العين … لانوا الحكاية بقت واضحة وكل زول عارف اي حاجة لا في دغدغة عواطف بتنفع ولا وعود خرافية بتغش ليها زول الا الداير يغش نفسو … بس ان شاء الوزين ما يجينا بالطريق الاخر .. الطريق الشاقي الترام … ونسمع البيان الاول …