زهير السراج

المظاليم

[ALIGN=CENTER]المظاليم!![/ALIGN] * مثلما ننتقد غيرنا فلابد أن ننتقد أنفسنا كلما دعت الضرورة، وإلا فإننا نكون مثل فاقد الشئ الذى لا يعطيه، وتستدعي الضرورة اليوم أن أتوجه بالنقد الى المؤسسات الصحفية الوطنية التى يعانى معظم العاملين بها اوضاعا فى غاية السوء بسبب ضعف أو تأخر المرتبات أو الاثنين معا، وما يترتب عن ذلك من احساس قاتل بعدم الاستقرار يجعل الصحافيين فى حالة بحث مستمر عن أوضاع أفضل وهو ما يفسر كثرة تنقلهم بين الصحف أو هجر مهنة الصحافة الى مهن واعمال أخرى خاصة تحت ظل الضغوط والمخاطر الكبيرة التى تحيط بالمهنة، أو لجوء بعضهم الى انماط من الكسب تتعارض مع عملهم الصحفى وتؤثرعليه سلبا، وهؤلاء قلة قليلة جدا لحسن الحظ!!
* هنالك أشكال وأنماط من المخاطر يتعرض لها الصحفيون بدون أن يعلم بها غيرهم مثل الاعتقالات والبلاغات والقضايا التى لا تجد حظها من النشر فى الصحف والتى تمثل قاعدة جبل الجيل مقارنة بما ينشر منها، بالاضافة الى الاساءات والتحذيرات والتهديدات بأنواعها المختلفة التي يواجهها الصحفيون أثناء عملهم سواء من مواطنين عاديين أم شخصيات أم جهات رسمية أم حتى من رؤسائهم وذلك بدون ان يجدوا من يدافع عنهم أو يحميهم، فيضطروا إلى السكوت وعدم الخوض فى بعض القضايا لحماية أنفسهم خاصة مع أوضاعهم المهنية والنفسية السيئة!!
* فى كثير من الأحيان فإن الناشر نفسه او رئيس التحرير هو من يحرم الصحفى أو الكاتب (بدرجة أقل) من نشر موضوع اجتهد في الحصول على معلومات كثيرة عنه ولكنه يفاجأ برئيس التحرير يمنع النشر إما بدافع الخوف على الصحيفة أو المصلحة ويحدث هذا بشكل خاص مع الجهات أو الشخصيات النافذة في الدولة أوالشركات الكبرى التي تمول الصحف بالاعلانات، ويمكن للقراء التكهن بسهولة بتلك الجهات والشخصيات بمتابعة ما تنشره الصحف من أخبار أو انتقادات!!
* قد تكون للصحف أعذارها ومبرراتها فى التعتيم على بعض المواد أو تأخير مرتبات العاملين وبعضها مقبول، ولكن لا يمكن لأحد أن يفهم أن تظل الصحيفة تصدر وتدفع إلتزامات المطابع والورق والبنوك وذلك على حساب الذين يبذلون الجهد الأكبر ويضحون براحتهم وصحتهم واستقرارهم بل وحياتهم بدون أن يحصلوا على مرتباتهم التى يعيشون عليها!!
* قد لا يصدق البعض أن معظم الصحفيين والعاملين فى الصحف الذين يضحون بكل شئ لتخفيف معاناة الآخرين واصلاح الحال هم أكثر الناس سوءا فى أحوالهم المادية والمعيشية والنفسية وقد تمر عليهم شهور طويلة بدون أن يقبضوا مرتباتهم بينما يطاردهم الدائنون فى كل مكان، وهو عيب فى جبين الصحف السودانية لا بد أن يزول!!
* هذه كلمة حق لا بد أن نقولها ولو على أنفسنا، ولا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فى زملائنا وأصدقائنا إن لم يسمعونا!!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى،22أكتوبر، 2009

‫2 تعليقات

  1. فليكن قدوتهم رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم الذي قال وهو خير القائلين ” اعط الاجير أجره قبل أن يجف عرقه ” هذه أصبحت ظاهرة في بعض القطاع الخاص تأخير المرتبات وعدم مراعاة للظروف الضاغطة التي يعاني منا الناس .. بعض الاحساس بالاخرين ياهداكم الله ..

  2. صـــدقـاُ لـكـلامــك أســـتاذ/ زهــيــر أنـا عـنـدي صـديـق صـحـفـي نـشـيط وشـاطـر جــداً إلا إنـي لاحـظـت عـلـيـه كـثـرة تـنـقـلاتـه مـن صـحـيـفـه لاخـري فســألـتـه عــن الـسـبـب فـكـانـت الاجـابـة تــأخــيــر الــرواتــب فـعـجـبـت كـثـيـراُ والـلـه !!!!!!!!!