زهير السراج

1 + 50

[ALIGN=CENTER]50 + 1[/ALIGN] * بأحلام العيش فى دولة مستقلة هم الذين يحكمونها ويديرونها ويشعرون فيها بتحقيق الذات، فإن إخوتنا فى جنوب الوطن سيصوتون لصالح الانفصال مهما حلمنا بغير ذلك ويجب أن نستعد لذلك، لأنها سنة الحياة وطبيعة البشر، ولقد مررنا بنفس التجربة خلال فترة الاستعمار، ومر بها غيرنا، فما من فرد أو شعب يرضى أن يعيش مسلوب الارادة إلا إذا كان بلا نخوة أو كرامة، ولقد خبرنا نخوة وكرامة أهلنا فى الجنوب من خلال معاشرتنا الطويلة لهم والحروب الطويلة التى خاضوها ضدنا من أجل تحقيق الذات وانتزاع الحق فى العيش الكريم وتقرير المصير!!
* معظمنا فى الشمال يتمنى لو يبقى الجنوب جزءا عزيزا من أرض الوطن، وأنا شخصيا لا أتخيل السودان بلا جنوب، ليس فقط من باب المصلحة التى تقتضى ان يظل الشمال والجنوب وطنا واحدا – وهى مصلحة مشروعة بشرط أن تتحقق باختيار وإرادة الجميع، لا بالقهر وحرق القرى والقوانين التعسفية – ولكن من باب العواطف المشتركة والعشرة الطويلة التى ربطتنى ولا تزال بكثيرين منهم!!
* ولكن لندع العواطف بعيدا ونسأل أنفسنا بتجرد ونكران ذات ونجيب بكل أمانة وشفافية ووضوح.. (ماذا فعلنا لنحقق آمال واحلام مواطنى الجنوب فى العيش الكريم ونزرع الاحساس فى نفوسهم بأنهم إخوة كرام لنا وجزء عزيز من الوطن؟!).
* صحيح ان الاستعمار البريطانى هو من بذر البذرة الاولى للخلاف والصراع بيننا وبين اخوتنا الجنوبيين، ولكن ماذا فعلنا نحن منذ ان خرج الاستعمار قبل أكثر من خمسين عاما لتذويب الخلافات ووضع الحلول الموضوعية للمشكلة وتخفيف أزمة الثقة الكبيرة بيننا، ورفع الغبن عنهم وزرع احساس الانتماء للوطن فى نفوسهم، بل ماذا فعلنا لننشر هذا الاحساس فى نفوسنا نحن والعمل من أجل رفعة وطننا وأنفسنا؟!
* لم نفعل شيئا ولم نفلح فى شئ غير الحروب والدمار والتكالب على السلطة وعزل الآخرين، فيئس الكثيرون وهاجروا وفضلوا رمضاء الغربة وفراق الأهل على نيران الوطن، بل ويسعى الملايين الآن الى الهروب ولو الى اسرائيل، فلماذا نستنكر سعى مواطنى الجنوب لتحقيق الذات والعيش الكريم، بينما لم نقابل تذمرهم وتمردهم سوى بالراجمات وحرق القرى ونقض العهود و(التهميش) وهى كلمة مخففة جدا لما عانوا منه فى بلادنا سواء بقصد أو بغير قصد!!
* مثلما قررنا مصيرنا بأنفسنا ونلنا حلمنا بالاستقلال الذى لم ولن نندم عليه برغم الضيم الذى نعيشه، فلنترك لهم الفرصة كاملة ليقرروا مصيرهم بأنفسهم بدون قيود أو شروط، وإذا كانت النسبة خمسين أو ستين فالقرار قرارهم والحياة حياتهم ونأمل أن تكون أفضل من حياتنا إذا قرروا الانفصال!!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 18 أكتوبر، 2009

‫3 تعليقات

  1. كم تمنينا أن يبقى السودان وطن واحد يسع الجميع وكم تمنينا أن تزول هذه الفجوة التي بيننا وأخواننا الجنوبيين وكم كنا نأمل في أن تعود الثقة بيننا وبينهم لكن من سياق الأحداث الجارية الآن والتي مهدنا لها نحن وكنا سبباً رئيسياً فيها بتكالبنا على السلطة ومكاوشتنا للإقتصاد وبطمعنا في أن نظل نمسك بمقاليد الأمور في البلاد سيتجزأ الوطن ويتملص منا العباد ، ووالمصيبة ياأخ زهير أن من أوصلوا هذه البلاد إلى ماهي عليه سيقبعون حكاماً علينا سواء أنفصل الجنوب أمل لم ينفصل

  2. نأمل في حال انفصل الجنوب – وهذا حقهم – أن نكون دولتين متكاملتين لا متحاربتين ونحن نقرأ تعاقد الجنوب المستمر لشراء الاسلحة المتطورة ولاندري لم ؟