[ALIGN=CENTER] رائحة العافية! [/ALIGN] العافية تاج في رؤوس الأصحاء لا يحس بهيبته إلاّ المرضى.. معنى لا تقدر قيمته إلاّ عندما تكون من زمرة هؤلاء المرضى.. شفاهم الله.. وحسب ما عرفنا أن المرض هو انحراف حالات الجسم عن الأوضاع الطبيعية.. وحالة المرض قلما يوجد إنسان متحرك على وجه البسيطة لا يذوقها.. «عم محمد» أحد الذين يعتقدون بالعلاجات البلدية في معركة الإنسان مع المرض دون اللجوء للأطباء، ظناً منه أنهم يزيدون «الخوف ويوهمون الزول» إيماناً منه بنظريات جده وأبيه اللذين كانا يتداويان بالعشب والنبت البلدي.. ودائماً ما كان يقول إن جده كان صحيح البدن ومعافى لأن «خضاره من مزرعته.. ولبنو من غنيماتو.. وسمنه من فرصتو و.. و..»، ورغم الجدل الذي يجده «عم محمد» في جفائه لعالم الأطباء حتى وسط أبنائه إلاّ أنه لا يغير فكرته عن عالم الطب والأطباء، ودائماً ما تجد المنضدة أمامه محاطة بالقرض واللالوب والحلبة والعسل والاعشاب المختلفة، ولا يخلو المنزل كله من هذه المكونات في شكل تحضيرها.. وحتى طعامه يأخذ مذاقات مختلفة في التتبيل والطعم والنكهة لارتباطها بالمواد المضافة من باب العلاج أكثر من إزكاء النكهات.. ورغم أن بمنزله من تخرج من كلية الطب إلاّ أن «العم محمد» لا يعطي نفسه فرصة للتفاوض حول الأمر البتة.. ولكن جاء اليوم الذي لم يكن لديه الخيار إلاّ الانصياع، حيث لم تجدِ في ذلك اليوم محتويات المنضدة العتيقة وكان لزاماً على أهله حمله صاغراً إلى المستشفى، حيث يستدعي مرضه إجراء علاج جراحي دقيق.. عم «محمد» في المستشفى حدث كبير لأهل داره وقبيلته.. الذين اصطفوا حول المستشفى في لوحة شفقة وحرص قوية تدلل على أن «العم محمد» له من النفوذ وسط أهله ما يكفي لتدافعهم بهذه الروح. آخر الكلام.. «عم محمد» على فراش المستشفى والأطباء حوله.. يطالب أولاده باحضار محتويات منضدته المعروفة بعد أن «شم ريحة العافية».
سياج – آخر لحظة الخميس 15/10/2009 العدد 1146
fadwamusa8@hotmail.com
امثال حاج محمد كثر في مجتمعنا ومما يزيدهم ان كثر عددا ونفيرا كثرة اخطاء الاطباء والحال المائل في مستشفياتنا التي الداخل اليها مفقود والخارج منها يتعافى بعد ان تخرج روحو .. وحاجة امينة ما عرفت العلاج من اصلو لا بلدي ولا غيرو بس اكلها كله من اللبن والسمن والروب والحبوب النباتية وما شافت في حياتها مرض ولا صداع … لكن يومها داك جاتها مرضة شديدة الزمتها السرير .. فاضطر عيالها اخدها للمستشفى بالخرطوم والما شفتها في حياتها وما ركبت في عربية فمشوارها داخل منطقتها وعلى رجليها فرايحة البزين بتغيير عليها … وفي الطريق وهي داخل العربة الدفار اخدت تستفرغ من رائحة الديزل .. وصلت للخرطوم ولما شافت خلق الله والبكاء لوداع قريب فارق الحياة ايقنت انها لن ترجع لبيتها تاني .. اطرقت التفكير لكي توصي اولادها فقالت لهم يا اولادي انا كان مت ما عافية منكم كان تاني شلتوني في عربية شيلوني في حافلة … استغرب اولادها في الامر فسألوها ليه يا والدة .. فقالت لهم عشان بطرش …