الطاهر ساتي

قانون الإنتخابات .. رد إيجابي …!!

[ALIGN=JUSTIFY]** رغم أن سماء الخرطوم كانت ملبدة بغيوم الغضب والحزن والتوجس التي أرسلتها رسالة أوكامبو نهار أمس ، إلا أن إرادة القوى الوطنية أرسلت سحب التفاؤل والأمل والبشارة إلى ذات السماء ليلة ذات الأمس .. وهنا تكمن قمة التحدي العملي على تجاوز الناس في بلدي لغابة الأشواك التي يزرعها الذين لا يريدون الخير للناس والبلد .. ولا أدري هل اختار أوكامبو يوم أمس بعفو الخاطر أم كان يعلم بالرصد والمتابعة بأن يوم أمس هو يوم التوقيع على قانون الإنتخابات ..؟.. لست أدري ، ولكن الغافل – تحت ظل النظام العالمي الجديد – هو من ظن بأن الأشياء هي الأشياء .. على كل ، إن إختاره بعفو الخاطر أو بالرصد والمتابعة ، فإن توقيع الرئيس البشيرعلى قانون الإنتخابات يصلح بأن يكون ردا إيجابيا على تقرير ذاك .. وحسنا احتفلت رئاسة الجمهورية – رئيسا ونائبا أول ونائبا ومساعدا – مع المجلس الوطني بمناسبة التوقيع والإعتماد ، وحسنا إنهم لوحوا به فرحين ، وهذا يؤكد بأن غد السودان – بإذن الله – يسع الجميع .. !!
** بمثل هذه الأفعال الإيجابية تستطيع الإرادة السودانية أن تهزم أية مؤامرة تستهدف أمن البلد واستقرار شعبه .. وبمثل تلك الردود العملية تستطيع القوى الوطنية – الحاكمة والمعارضة – أن تعبر بالبلد إلى بر الأمان وتخرجه من براثن الذين يتربصون به ويترصدون ثغوره ليتسربوا بها ليحيلوا نهارات شعبه إلى ليالٍ مظلماتٍ .. وهذا ليس إيمانا بنظرية المؤامرة ولكنه تحديق في مصيدتها التي قاب قوسين أو أدنى من أقدام القوى السياسية الحاكمة والمعارضة .. نأمل أن يحدق فيها وعى تلك القوى ، قبل أن تطأها بأقدامها وتقع فيها ثم تبكي وطنا وشعبا كانا عليهم أن يتنافسوا في حكمهما.. وبئس الساسة – في أي زمان ومكان – هم الذين يتسرب أوطانهم وشعوبهم من تحت غاياتهم الوطنية إلي أنياب الأطماع الأجنبية ، فى لحظة أنانية حزبية أو تعنت ذاتي .. والإرادة الوطنية في السودان لم توهن بعد ، بحيث تسلم البلد لمن يشاء ، هنالك مساحة أمل يجب أن يملأها العمل الوطني وليس الكيد الحزبي ، وما جاء بنا الى هذا النفق إلا ذاك الكيد ..وقانون الإنتخابات عمل وطني يملأ بعض تلك المساحة ..!!
** وعلى القوى الوطنية ، الحاكمة بالذات ، أن تكثر من مثل هذا العمل .. تكثر الأعمال وتقلل الأقوال .. التنفيذ المثالي لإتفاقية نيفاشا يقلل المخاطر ، وكذلك التنفيذ المثالي لإتفاقية أبوجا .. فالذي ينظر كبير مساعدى رئيس الجمهورية جالساً تحت شجر الغضب في دارفور لن تحدثه نفسه بأن يأتي بذات الطريق الذي جاء به مناوي .. على الحكومة أن تسأل نفسها – بصدق – لماذا مناوي هناك ..؟.. ثم تأتي بالإجابة ، عملا وليس حديثا .. فالوقت كما قلت للأعمال وليس للأقوال .. وكذلك على القوى الوطنية ، الحاكمة بالذات ، أن تمهد جادة الطريق إلى سلام دارفور عاجلا غير آجل ، وحسنا أشركت الحكومة – أول أمس – القوى المعارضة في البحث عن مقترح للحل الشامل ، رغم أن إشراكها جاء متأخرا الا انه جاء ، وهذا خير من ألا يجئ .. فالوقت أيضا ليس للتأنيب وفتح عمل الشيطان – وأمله – بالـ ( لو ) .. فعلى القوى السياسية المعارضة أن تساهم بأفكارها في البحث عن مقترح الحل الشامل ، وعلى الحكومة أن تلتزم بذاك المقترح لو جاء شاملا .. فالوقت للجدية أيضا وليس للمراوغة .. وكذلك على القوى الوطنية ، الحاكمة والمعارضة ، الترفع عن الصغائر الحزبية ثم الإرتقاء بأجندتها إلى غايات قواعدها العظمى .. وأسمى غاياتها هي أن يبقى وطنها سالما موحدا ، ومن ثم على حكمه يختلف الزعماء الوطنيون ، وليس ..( الأجانب ) …!!
إليكم – الصحافة -الاربعاء 16/7/ 2008م،العدد5415
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]