لبس الدهر ثوب حداد
* ربطتنى بالراحل العزيز علاقة وثيقة امتدت سنوات طويلة جعلتنى ألمس عن قرب صفاته النادرة وازداد كل يوما حبا واحتراما له، واحسد نفسى على علاقتى الخاصة به واحمد الله على الظروف التى جمعتنى به وهى زمالته وصداقته منذ سنوات الدراسة لعمى بروفيسور شاكر السراج الذى عرفنى عليه بشكل شخصى فى إحدى زيارات بروفيسور الهادى إليه وهما يتشابهان فى كل شئ تقريبا عدا المظهر الجسمانى، ثم قربتنى إليه علة البصر كونى كنت أحد المحظوظين برعايته الطبية، ثم مهنة الصحافة التى جعلته أحد قرائى وجعلتنى صديقا له افتخر كثيرا بصداقته !!
* لم يكن بروفيسور الهادى قارئا عاديا بل كان يجود بالنقد البناء والمقترحات الذكية والمعلومات الثرة خاصة فى مجال تخصصه بالاضافة الى مجالين مهمين جدا حظيا بكثير من وقته واهتمامه هما صحة البيئة والانتشار العشوائى لبعض المعاهد ومؤسسات العلم فى الأزقة والحواري الضيقة والأسواق المكتظة بالناس التي لا تصلح لتكون مكانا لتلقي العلم وكنا كثيرا ما نتناقش حول الموضوعين فاخرج على القراء بمقال هو في حقيقة الأمر من بنات أفكاره !!
* كما كان من هواة التصوير البارعين فيه والمحبين له ويضع على عيادته صورا لبعض الشخصيات العامة تتصدرها صورة شقيقه الراحل الشهيد الشفيع أحمد الشيخ رحمه الله، وكان كثيرا ما يركب عربته ويحمل كاميرته يلتقط الصور ثم يدعو أصدقاءه لمشاهدتها، واذكر أنه اتصل بى ذات مرة وطلب مني الحضور إليه، وعندما ذهبت في الموعد الذي اتفقنا عليه فوجئت به يأخذني في جولة تصوير في الخرطوم استمرت ساعتين رأيت فيها من المناظر مما لا يخطر على بال أحد، ثم دعاني فيما بعد لمشاهدة الصور!!
* لقد فقدنا انسانا عظيما لا يعوض ولكن هكذا أرادت مشيئة الله ولا نقول ولا نفعل إلا ما يرضي الله .. اللهم اغفر له وارحمه وانزله منزل صدق بين النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، والهمنا وأبناءه وأسرته واصدقاءه وتلاميذه ومرضاه الصبر وحسن العزاء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 25 سبتمبر، 2009
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الروض الاعلي مع الصديقين الاوفياء الذين أعطوا ومابخلوا وارحمه رحمة تتسع لما بين السماء والارض وألهم اله وأبنائه وأصدقائه الكثر الصبر وحسن العزاء ..انا لله وانا اليه راجعون ..:lool:
دكتور زهير .. سلامات
كل عام وانت ومن معك بالف خير …