حمص خطف هدف المباراة الوحيد وسط دهشة الجميع .. الهلال يخسر الذهاب ويصعب مهمة الاياب

فجر الاسماعيلي المصري مفاجاة من العيار الثقيل بفوزه امس علي الهلال بهدف دون مقابل سجله محمد حمص في شوط اللعب الاول في اللقاء الذي استضافه استاد الهلال بام درمان ضمن جولة الذهاب بالدور الثاني لبطولة الاندية الافريقية الابطال وذلك في وقت انتظرت

فيه جماهير الهلال انتصارا عريضا يسهل مهمة الفريق قبل لقاء الاياب المقام مطلع مايو المقبل بمدينة الاسماعيلية المصرية.

وجرت احداث اللقاء وسط حضور جماهيري هائل ضاقت به جنبات الاستاد حيث حضرت الجماهير الهلالية منذ وقت مبكر واحتلت مواقعها بالمدرجات تحمل الاعلام والطبول وتهتف باسم الفريق ولاعبيه كما حضرت اعداد كبيرة من افراد الجالية المصرية لتشجيع ومؤازرة فريق الاسماعيلي .

واستهل الهلال اللقاء بهجمات سريعة في محاولة لتسجيل هدف مبكر يريح الاعصاب مستفيدا من سرعة اللاعب الزيمبابوي سادومبا وحصل الفريق علي اول ركلة ركنية في الدقيقة الاولي من عمر المباراة لم تنفذ بالشكل المطلوب .

واستمرت المحاولات الهلالية في الدقائق العشرة الاولي من عمر الشوط الاول الذي شهد تراجعا من فريق الاسماعيلي وتخوفا واضحا من الهلال خاصة وان الاجواء التي كانت سائدة في الاستاد خلال الدقائق الاولي كانت تثير الرعب في نفوس اللاعبين المصريين لكن سرعان ما تخلص الفريق المصري من هذه الحالة وبدا يناور ويغازل بعد ان تراجع الهلال وفقد السيطرة علي منطقة المناورة وبناء الهجمات.

وتباعدت خطوط الهلال مع مرور زمن الشوط الاول ولم ينظم الفريق هجماته بالشكل المطلوب او علي نحو ما حدث في المباراة الافريقية السابقة امام افريكا سبورت العاجي حيث كانت المسافة بعيدة بين ثنائي الهجوم سادومبا وكاريكا وخط الوسط ونزل الزيمبابوي كثيرا لمنطقة الوسط للحصول علي الكرة وبناء الهجمات وكانت حركته ايجابية طوال زمن المباراة وليس في الجزء الاول من شوط اللعب الاول فقد كان شعلة من النشاط يتحرك في كل المساحات ويطارد الكرة اينما كانت ويسبب ازعاجا لخط الدفاع المصري الذي يقف من خلفه الحارس الكبير عصام الحضري.

ومع مرور زمن الشوط الاول سعي الاسماعيلي للتسجيل وتحرك بشكل جيد في منطقة الوسط وعلي طرفي الملعب عن طريق احمد سمير فرج وفي بعض الاحيان عن طريق عبد الله الشحات وكانت تمريرات محمد حمص تشكل خطورة كبيرة علي مرمي الهلال ونجح المعز محجوب في الذود عن مرماه اكثر من مرة خاصة في حالة الانفراد الاولي لمحمد محسن ابو جريشة والثانية للاعب نفسه ونجح حارس الهلال في ابعاد الخطر عن مرماه بصعوبة بالغة.

واستمر الضغط المصري علي المرمي الهلالي في الجزء الثاني من شوط المباراة الاول بينما كانت اجنحة الهلال مقصوصة تماما الا من بعض المحاولات للاعب التاج الذي صعد الي المناطق الامامية اكثر من مرة لكن ارسال الكرة لم يكن مضبوطا وكثيرا ما كانت تصل كراته المعكوسة الي يد الحضري بسهولة وبالمقابل لم يكن احمد الفاضل في مستوي الحدث وتعرض الهلال في جانبه الي العديد من الحالات الخطرة .
وساهمت حركة عمر بخيت وعلاء الدين يوسف في وسط الملعب في تنشيط العاب الهلال لفترات متباعدة من عمر الشوط الاول الا انها لم ترق للمستوي المطلوب مع السيطرة المطلقة للفريق المصري علي منطقة المناورة وبناء الهجمات وشعر الجمهور للحظة ان فريق الاسماعيلي يلعب بهدوء وثقة اكثر من الهلال صاحب الارض .

وفي الدقائق الاخيرة من عمر الشوط الاول وجد الهلال فرصة ذهبية للتسجيل من مخالفة علي راس منطقة الجزاء تصدي لتنفيذها هيثم مصطفي وضاعت فرصة التسجيل وبعد ثواني معدودة انتقلت الحالة لمنطقة جزاء الهلال عندما خرج المعز من مرماه لابعاد الخطر وتم احتساب مخالفة نفذها احمد سمير فرج ببراعة وابعدها المعز والقائم لتجد محمد حمص المتابع ليحولها الي الشباك هدفا مباغتا للاسماعيلي اصاب المدرجات بالاحباط لينتهي شوط المباراة الاول بتقدم الاسماعيلي علي الهلال بهدف دون مقابل.

وفي الشوط الثاني لم يجر البرازيلي كامبوس تعديلات لتحسين الصورة لكنه امر اللاعبين بالتحرك الي الخطوط الامامية والبحث عن هدف التعديل ومن ثم هدف الفوز وفي الوقت نفسه كان الاسماعيلي يبحث عن هدف التعزيز لكن بطريقة ذكية فقد كان يلعب مدافعا عن مرماه ثم ينتقل بسرعة الي الحالة الهجومية عند استلام الكرة وشكلت الهجمات المرتدة التي يبنيها محمد حمص من الوسط خطورة كبيرة علي مرمي المعز محجوب حيث كاد الدراويش ان يصلوا الي شباك الهلال في اكثر من مرة لولا براعة الحارس وخط الدفاع وارتفعت صافرات الاستهجان في المدرجات مطالبة بالتغيير والتعديل فقد كان الزمن يمر سريعا والهلال يقدم واحدة من اسوأ مباراته الافريقية واضطر كامبوس الي سحب المدافع المالي باري ديمبا بعد تعرضه للاصابة واعاد علاء الدين يوسف الي منطقة الدفاع ودفع بالكنغولي امبيلي الي الخطوط الامامية ليعزز الهجوم مع ساودمبا وكاريكا.

ثم تبديلا اخر بدخول احمد عادل بديلا لكاريكا ولم تتحسن الصورة بل كان الاسماعيلي يكتسب الثقة مع مرور الوقت ويناور الهلال بالهجمات المرتدة السريعة ويدافع بطريقة ذكية وبهدوء شديد وكان الحارس عصام الحضري علامة مميزة في المباراة لثقته العالية في نفسه وقدراته وبراعته في التصدي للهجمات والكرات العالية المرسلة بدون تركيز من لاعبي الهلال ونجح في انقاذ الاسماعيلي من هدف مؤكد من انفراد كامل لكاريكا الذي سدد في يدي الحارس ثم هجمة اخري قادها امبيلي وتعرض للعرقلة داخل منطقة الجزاء وتغاضي الحكم عن احتساب ضربة جزاء صحيحة كانت كفيلة بتعديل النتيجة علي اقل تقدير ولم تفلح محاولات مهند الطاهر البديل الذي نزل في الدقائق الاخيرة من عمر المباراة لخطف هدف التعادل فقد سدد اكثر من كرة قوية تصدي لها خط الدفاع المصري والحارس العملاق عصام الحضري.

ومضت الدقائق سريعة علي لاعبي الهلال حتي اعلن الحكم جيروم عن نهاية المباراة بفوز الاسماعيلي علي الهلال بهدف دون مقابل وهي نتيجة لم تكن في الحسبان ولا حتي من اكثر المتشائمين كان يتوقعها فقد كانت كل الدلائل تشير الي فوز كبير للهلال يسهل من مهمته في لقاء الاياب لكن جاءت النتيجة عكس التوقعات تماما ليسافر الي الاسماعيلية بحمل ثقيل ومهمة صعبة للغاية فقد بات مطالبا بالفوز علي منافسه في معقل الدراويش .

علي صعيد متصل خرجت جماهير الهلال عقب المباراة غير راضية عن العرض والنتيجة مطالبة بالتعديل والتغيير قبل ان تغادر البعثة الي ارض الكنانة.

صحيفة قوون