قير تور

حتى يفهم أبناء أبيي

[ALIGN=JUSTIFY]هناك رسالتان مهمتان فهمتهما من خلال قضيتين واقعيتين سمعتهما الايام الماضية . وقبل ان تبرد النيران المشتعلة ، وقت كتابة هذه الكلمات ، في منازل المواطنين الذين غادوا طالبين الأمان في الغابات ، عليّ سردهما أدناه.
القصة الأولى يعرفها أبناء أبيي جيداً ، خاصة الجيل الذي كان يصطاد ويرعى الأغنام ويرعى الأبقار ويمشون في الغابات . فحواها أن الشخص لا بد من وجود كلب له يدربه على الصيد وتتبع الضحايا . كلاب الصيد هذه تتمتع بخاصية الإخلاص والتفاني وهي تقاتل الحيوانات التي تقابلها . في كثير من الأحيان تستطيع الكلاب إحضار أسيادها إلى مكان ضحاياها بالإرشاد وتنال نصيبها من الصيد والحماية . من أجل ذلك فليس سهلاً على الشخص ترك كلبه يموت أمامه سواء هاجمه حيوان متوحش أو إنسان مثلك. إلا أن الثابت أن الكلب عندما يقتله حيوان مفترس يستطيع الإنسان الحصول على جرو آخر يتم تدريبه لخلافة السابق.
القصة الثانية يعرفها جيداً كل هؤلاء الساكنون المناطق المليئةبالبعوض . عندما تمتليء غرفتك بالبعوض فليس مطلوباً من شخص غير ساكن الغرفة طرد البعوض وإلا فعليك تحملها .
هاتان القصتان أعلاهما أهديهما لكل أبناء منطقتي في أبيي أينما كانوا ، وخاصة هؤلاء الموجودين في أبيي.
وأما سبب إهدائي القصتين أعلاه لأبناء أبيي خاصة فيعود إلى سوء حظنا نحن الذين لم نعش حياة آبائنا فنعرف الكثير من تلك الحياة . ورغم ذلك نظل نتمسك بالتعامل بالعاطفة . ليتنا ندرك جيداً من نحن وماذا نريد ، وهذان السؤالان يترتب للإجابة عليهما أن الهدف الذي نريد الوصول إليه لن يحققه لنا شخص آخر إن لم يكن مؤمناً بأنك تعاني ما يعانيه … وتبحث عما يعانيه . وأما ماذا نريد فهذا يتوقف على طلب البحث وليس أمنية ما نريد.
وإن كانت هناك تساؤلات فهي تتعلق هل ان انون مثيانق في نهاية ستينيات القرن الماضي وهو يحمل مدفعه ليموت في ظروف غامضة لا نعرف نهايتها حتى الآن .. هل كانت دماؤه مثل دماء الآخرين الذي يذكر أصحابها اليوم ..
أم أن بقت اوقيك .. وقبله أجاك كيراجاك وبول أقون ولو يواويه ومقيك دينق جوج .. هؤلاء ذهبوا ولن يعودوا إلينا .. أخطأوا التقدير ؟
هل كان الأمير مكواج ابيم يقصد نفسه فقط أم جيله في سنوات الحرب الماضية عندما كان يشير بأصابعه كل مرة يواجه فيه تهديداً بالموت فيقول لمهدديه ساخراً “إننا لسنا أفضل ، ولسنا أغلى روحاً .. ممن ادخلتموه تل الغابة ولم يعودوا إلينا .. وأما الغابة المقصودة فهي غابة السنط جنوب أبيي تلك المشهورة بـ(بابنج شول ملوال” ..
هل جاء زمان أصبح لنا ارواح أغلى ودماء أفضل مما عند هؤلاء الذين سبقونا ولذا علينا الحرص عليها ؟.[/ALIGN] لويل كودو – السوداني-العدد رقم 902 – 2008-05-18

‫2 تعليقات

  1. أخى قير والله لم أفهم المقال جيدا ولا عيب بى إن لم أفهمه ولكن دعنى أعلق بالطريقة التى أرتئيها كون الأمر يهمنى ، أنا من أبناء المنطقه من قبائل المسيريه وليس من أبيي تحديدا ولكن تقربنى أبيي الأبيه ، وماحز فى نفسى جد كون كل ما يكتب ويقال أستطيع بديهيا تشخيصه بين الغث والثمين ولا يستطيع أحد طمس ما بداخلى من صوره عن منطقه ولدت فيها وترعرعت فيها وجبت الأمصار فيها ، الحقيقة منطقة أبيي ما كان لها أن تكون ما عليه الأن لولا أن هنالك أجنده وطنيه ربطت بها وهى بهذا الفهم تدفع ضريبه سياسيه وضعتها الجغرافيه فيها دون أن يكون لها نفسها علاقه لا سياسيه ولا إجتماعيه ولا ماديه بتلك الضريبه ، حين كنت طفلا كنا نلعب نحن أبناء المنطقه القريبة من أبيي ورفاقى فى الملعب من أبناء الدينكا ( أنواك) كثر كان الكبار بمثل حالنا خليط من كل القبائل فى أى مجلس ليس هنالك مساحه حتى للتفكير من يكون هذا وذاك ، ولا حتى مجرد الشعور بأن هنالك عنصر غريب عن الأرض التى عشقناها وألفناها وتغنينا لها فى كل رقصاتنا الشعبيه ، الكبار أيضا كانوا يتحدثون فى مجالسهم أن هنالك حروب قبليه قامت بين القبيلتين الكبيرتين وهما المسيريه والدينكا ولكن لا تعدوا كونها كارثه يتجاوزها الناس بإتباع العرف القوى الذى نقدسه كونه إرث الأجداد ، والغريب فى تلك المجالس من يتحدثون إلينا هم فى الواقع أكابر القوم من كلا القبيلتين وبعضهم قد فقد عزيز لديه والبعض شارك بنفسه فى تلك المعارك ، ولكن حين يأخذ الحديث ذاك المنوال الكل يسخر ويندم وينعل وتظل سفينة الموده والمحبه والعيش المشترك هى القاسم بين الناس ، وحتى حين ظهور الحركه الشعبيه فى الجنوب وإشتراك العديد من أبناء المنطقه فى صفوفها كان ذلك لم يقود الناس للتزمر من قبيله بعينها ولا الحط من قدرها كونها جزء من النسيج الإجتماعى للمنطقه ، هل يستطيع أى فرد من تلك القبائل الإفصاح بأن قبيلته ليس بها فتاة من أحدى فتيات قبائل المنطقه ، أنا أتصور أن أمر أبيي أشبه بلعبة أطفال الكل يدوسها برجليه وعند نهاية اللعبه الكل يقاتل لأجل حملها لبيته ، لن يستطيع أى عاقل مثقف كان أم دون ذلك أن يقول أبيي تخص قبيله بعينها ، ولن تستطيع السياسه فك شفرة أبيي ، الحل داخل أبيي قبائلها رجالها زراعها رعاتها مثقفوها وجهلائها ، لماذا لا يستفتاء أهل أبيي فى مصيرهم !!!!!!