قير تور

الحرب الأخطر قادمة (3-3)

[ALIGN=JUSTIFY]إذن مسألة إثارة مصدر صنع الأسلحة في إيران لم تكن سوى محاولة قياس النبض ورد الفعل وهذا الموضوع كان في مايو، وهي مسألة واضحة جداً لأن علاقة السودان بإيران لا تلقى القبول من بعض الدول العربية المجاورة للسودان فتارة بسبب (الشيعة) وتارة لاسباب سياسية أخرى أدى بعضها إلى قطع العلاقات الدبلوماسية من قبل. وفي شهر يونيو المنصرم خرجت صحف من نفس الدولة العربية بتقارير تشير إلى وجود صحفيين سودانيين في إيران ذهبوا إلى هناك لأغراض التدريب قالت تلك الصحف بأن ذلك عمل شيعي منظم بالسودان. وتلك الدولة أيضاً في هذا الشهر صدرت صحفها بمقالات تهاجم السودان وليست حكومة السودان. وللمزيد من المعلومات حول هذا الأمر عليكم مراجعة صحيفة الأحداث الصادرة يوم الخميس 10 يوليو 2008 م الصفحة الأخيرة.
إذن فعلينا الإنتباه جيداً سواء كنا في الجنوب او الشمال، مسلمون وغيرهم، ما يجري حولنا بدول الجوار وفي داخلنا لا يخرج كونه أننا جزء من كيان كبير وهو العالم الذي نعيش فيه.وعلينا إدراك مسألة الحرب التي تدور في أرضنا لا تنتهي آثارها عندنا فقط. ولذا فهناك طريقتان لحسم مسالة عدم إتفاقنا وسيكون أمر إختيار الأفضلية لغيرنا وليس نحن. واما من نقصدهم بغيرنا فهم كل من يحقق له اي الطريقتين مصلحته، وتلك الطريقتين مترادفتان: فإما فشلنا في الحفاظ على ما بين ايدينا حالياً من إتفاق سلام وفي تلك الحالة سيعود القتال في السودان أشرس من المرة الأولى حتى أننا خاصة الذين يظنون أنفسهم في مأمن الآن سننادي أنفسنا ونطالب بتحقيق العدالة التي ذبحناها. واتوقع الا يتم ذلك في فترة تقل عن ثلاثين عاماً قادمة لا قدر الله وقامت الحرب. وأما الطريقة الثانية فهي تلك التسريبات والتقارير الصحافية التي نستهين بها في الوقت الراهن فما هي سوى دعاية سوداء تمارس ضد السودان بقصد زرع فتنة دينية بين السنة الذين سيكون لهم أنصار بعيدين جغرافياً عنا واياديهم موجودة بالداخل معنا من جهة وشيعة يصرون على رايهم ولهم من يساندهم معنوياً ومادياً سواء كانت مباشرة او غير مباشرة وهنا سنرى أن الأمر فلتت السيطرة عليه من يدنا.
وأسوأ السيناريهات سير الإثنتين معاً: نشوء حروب جهوية وإثنية في السودان يصاحبه في الوقت نفسه نجاح فكرة نزاع بين طائفتين إسلاميتين. لكن هذا السيناريو في الوقت الراهن بعيد جداً إن لم تكن مستحيلاً خلال هذا العقد… لكن لن يكون كذلك في الثلاثة عقود القادمة فالتدابير الدولية خاصة تلك التي تهدف إلى إحداث شرخ في دولة لا تعتمد مدى نجاحها على السرعة…. البطء الفعال أفضل من السريع المثير الذي يلفت النظر مما يخلق رد الفعل السريع فكما يقول الفيزيائيون بان لكل فعل رد فعل مساوٍ له المقدار ومضاد له في الإتجاه فهذه القاعدة يعتمد عليه رجال الدراسات الإستراتيجية في تحقيق اهدافهم.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 957- 2008-07-13