أب تكو الموثقاتي
* وجاءت الذكرى على خلفية مأساة ( الخريجة) التى طالبتها وزارة التعليم العالى أن تتخلى عن إحدى درجتيها الاكاديميتين لتوثيق الاخرى بغرض الدراسة فوق الجامعية بالخارج .. وهى القصة التى حكيتها لكم هنا قبل يومين ولا بأس من إعادتها مرة بل مرات ومرات الى ان يصلنا رد من الوزارة أو تتراجع عن قرارها الغريب !!
* والقصة باختصار شديد ..انه وبعد أن يئست إحدى الخريجات من العثور على عمل مناسب بعد رحلة بحث استمرت سنوات، فكرت فى مواصلة الدراسة بالخارج، فأعادت استخراج شهادة (درجة) المختبرات الطبية التى حصلت عليها من كلية علوم التقانة (جامعة حاليا) لتحمل اسم جامعة بدلا عن كلية حتى ترفع من نسبة حصولها على فرصة الدراسة بالخارج، ثم ذهبت لتوثيقها بوزارة التعليم العالى !!
* عندما أدخل الموظف اسمها فى جهاز الكمبيوتر اكتشف انها حاصلة على درجة أخرى من المعهد العالى للدراسات المصرفية، وهنا بدأت( الملهاة) أو( المأساة) والشد والجذب والاسئلة والتحقيقات .. كيف حدث ذلك، ولماذا حدث ذلك، ومن الذى سمح لك بذلك .. (وكل الذوالك التى فى هذه الدنيا) فأجابته بأنها فعلت ذلك بمجهودها وكدها واجتهادها وحر مال أسرتها وأن كلتا المؤسستين اللتين حصلت منهما على درجتيها خاصتان ولم تأخذ فرصة أحد .. إلا أنه لم يفهم، وحكم عليها بأن تتخلى فورا عن إحدى الشهادتين لتوثيق الأخرى، فحاولت بكل المنطق الذى عندها ان تثنيه عن رأيه إلا أنه أصرعلى موقفه الغريب وقراره الجائر، فجاءت لتحكى لنا قصتها وتحيرنا معها وقد حيرتنا بالفعل!!
* والعبد الفقير الى الله مستعد أن يخسر كل ما لديه من مال (على قلته) ليفهم سبب هذا القرار الغريب، ومالذى يفيد الوزارة الآن ان تتخلى الخريجة المغلوبة على اجتهادها ووقتها عن إحدى درجتيها اللتين حصلت عليهما قبل بضعة اعوام فى سبيل توثيق الاخرى، أم أنه تسلط والسلام ؟!
* وبالمناسبة .. حكاية توثيق الشهادات فى وزارة التعليم العالى دى حكاية بايخة جدا الغرض منها تحصيل فلوس فقط، فكل المؤسسات التعليمية فى الدول الكبرى لا تشترط وجود (التوثيق الرسمى) على الشهادات والدرجات العلمية الذى لا يعنى بالنسبة لها أى شئ، وتلك قصة أخرى سأحكيها لكم غداً باذن الله !!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 6 سبتمبر، 2009
اخى د. زهير هنيئا لك وانت تمارس دور الصحفى الحقيقى ….. وصدقنى لا اقرا سوى مقالاتك التى تمثل لنا بعض الامل ولكن فى بعض الاحيان لا يتم تجديدها فى يوم الجمعة فى موقع السودانى ولك ودى وتقديرى…