تحقيقات وتقارير

انسحاب عرمان مفاجأة السودان

احتمالات متعددة وآراء متفاوتة طرحها كثير من المراقبين السياسيين بشأن قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان -الشريك بحكومة الوحدة الوطنية والحزب الحاكم بجنوب السودان- بسحب مرشحها لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان وجميع مرشحيها في ولايات دارفور، تاركة المجال للقوى الأخرى للتنافس على رئاسة السودان.

وتباينت الآراء بين متهم للحركة بالتخلي عن حلفائها، وما بين مشكك بها وسائق لعدد من المبررات لها بل واعتبارها متناسقة مع اتفاق السلام الشامل الذي يفرض الشراكة بين حزبين لا ثالث لهما للتقرير بشأن السودان.

غير أن آخرين لم يستبعدوا تعرض الحركة الشعبية لضغوط خارجية لم تصمد أمامها أو تتخذ ما يمكن أن يحفظ علاقاتها بحلفائها من قوى المعارضة.

وقالوا إن الحركة اتخذت خطوة استباقية لفرض واقع جديد على كافة القوى السياسية الأخرى وتركها للتصادم فيما بينها.

مبررات متفاوتة
ورغم محاولة الحركة إيجاد مبررات لموقفها بالإشارة إلى أزمة دارفور وضرورة إجراء الانتخابات بكامل الإٌقليم، فإن قوى سياسية أخرى اعتبرت ذلك خروجا والتفافا على إجماع كان سيدفع بقضايا البلاد نحو الانفراج.

وأشاروا إلى وجود دور للمبعوث الأميركي إلى السودان سكوت غريشن في تخلي الحركة الشعبية عن تحالفاتها والاتجاه نحو ما يرونه تحقيقا لرغبة المؤتمر الوطني للانفراد بالشمال على أن يترك لها الانفراد بالجنوب.

فقد اعتبر حزب المؤتمر الشعبي الخطوة بأنها غير مبررة “ولا تجد تفسيرا سوى أنها قراءة غير صحيحة لواقع ستفقد معه الحركة كثيرا من النقاط التي كانت قد أحرزتها من قبل”.

ولم يستبعد أن تكون الخطوة في إطار ما سماه بالضغط الدولي الذي يسعى لتقسيم السودان إلى دويلات متعددة.

قرار مؤجل
وقال أمين الدائرة السياسية بالحزب كمال عمر إن تحالف المعارضة كان قد أجل اتخاذ قراره بشأن الانتخابات بطلب من الحركة الشعبية احتراما لمواثيق بينه وبينها، مشيرا إلى ضرورة التكيف مع الأوضاع الجديدة وقراءة الأوضاع وفق معطياتها الماثلة.

واعتبر عمر في حديثه للجزيرة نت أن الحركة الشعبية خسرت كثيرا دون أن تكسب”، وكان الأجدر بها إخطار القوى السياسية برغبتها في التخلي عن تحالفاتها والامتثال لرغبة بعيدة عن الأهداف الجماعية.

وقال إن مسؤولي الحركة “مهما حاولوا إيجاد المبرر لما أقدموا عليه فإنه سيكون بعيدا عن الحقيقة التي تكشف صدق شكوك البعض في مواقف الحركة”.

استنكار واستهجان
أما الحزب الشيوعي ورغم استهجانه للخطوة فإنه اعتبر أن من السابق لأوانه اتخاذ قرار مضاد لها.

وقال الناطق الرسمي باسمه يوسف حسين في تعليق للجزيرة نت إن قوى المعارضة ربما اتخذت قرارا جماعيا على ضوء خطوة الحركة، مشيرا إلى أن ذلك سيكون وفق رؤية قومية بعيدا عن ردود الأفعال.

لكن الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية ين ماثيو رفض تبرير موقف حزبه من التخلي عن إجماع قوى تحالف جوبا (أحزاب المعارضة) واتخاذه خطوة منفردة.

لكنه أكد في حديث للجزيرة نت “أن الحركة ستجتمع مع أحزاب المعارضة لتوضيح أسباب قرارها”، رافضا الإجابة على تساؤلات انطلقت بعيد إعلان القرار بتعرض الحركة لضغوط خارجية مما أدى لتملصها من تحالف قوى المعارضة الذي كانت تمثل أحد أضلاعه الرئيسية.

الجزيرة نت