هاجر عبر السودان : زعيم لمجموعات هجرة يهود إثيوبيا “مستاء” من إسرائيل
كشف اليهودي الإثيوبي عامرام إمباي أنه جنّد نفسه منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره، لتهجير يهود بلاده إلى إسرائيل عبر الحدود السودانية، ونفى إمباي الذي يستوطن الدولة العبرية حالياً أن يكون الموساد قد كلفه بهذه المهام، مشيراً إلى أنه لاقى في سبيل عمله الذي وصفه بالتطوعي، ألواناً من العذاب على أيدي السلطات الإثيوبية التي اعتقلته حينما قاد المجموعة الأولى، التي تألفت من 300 يهودي إثيوبي، كانوا يشرعون في الهجرة إلى إسرائيل.
ولم يتوان إمباي عن أداء ما اعتبره واجباً قومياً يخدم وجود “إسرائيل” في منطقة الشرق الأوسط، فرغم ما تعرض له – على حد قوله – من “ويلات ومآسٍ في السجون الإثيوبية” على خلفية ضلوعه في تهجير يهود بلاده غير الشرعي لإسرائيل إلا انه لم ييأس، وكان فشله في المحاولة الأولى دافعاً للنجاح في مرات أُخر، بلغت في مجملها ثلاث عمليات، الأولى ضمت 300، بينما بلغ قوام الثانية 190 شخصاً، وشملت العملية الثالثة 80 يهودياً إثيوبياً، كان إمباي أحدهم بحسب الملحق الأسبوعي لصحيفة “معاريف” العبرية.
وتعمد عامرام امباي إثارة تعرضه للتعذيب والاعتقال في إثيوبيا بعد هذه السنين الطوال في محاولة منه للحصول على لقب “أسير صهيون”، لاسيما أن هذا اللقب ينطوي على مميزات مادية ومعنوية يحصل عليها صاحبه في إسرائيل، ويُمنح لليهودي الذي يعتقل في دولة أجنبية على خلفية محاولاته “التطوعية” الرامية إلى تهجير يهود تلك الدولة إلى إسرائيل، غير أن امباي وبعد هجرته لما يصفها بأرض الميعاد فوجئ برفض الجهات المعنية في إسرائيل لطلبه، ما اضطره إلى رفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا في تل أبيب، وكان الحكم برفض قبول دعوته، وجاء في حيثيات الحكم: “أنه لا يوجد ما يثبت أن نشاط امباي في تهجير يهود إثيوبيا إلى إسرائيل كان تطوعياً، الأمر الذي يؤكد انه كان مجنداً من قبل الموساد لأداء هذه المهام، ويحول ذلك دون حصوله على لقب أسير صهيون”.
كان الحكم صادماً، إلا أن امباي لم ييأس، ويقول إن “تحمله للتعذيب” في السجون الإثيوبية وهو في سنّ الصبا كان أقل وطأة وضراوة من معاناته في الوقوف أمام دور القضاء الإسرائيلية للحصول على ما يعتبره حقاً لا ينبغي التنازل عنه أو التفريط فيه، وبدأ في تنفس الصعداء عندما نصحه أصدقاؤه بتقديم دعوى قضائية أخرى، من خلال مكتب المساعدات القضائية في تل أبيب، وبعد هذه الخطوة قررت قاضية المحكمة العليا في إسرائيل “دوريت بينيش” إعادة النظر في الدعوى.
وفي حديثه مع “معاريف” عاد إمباي بذاكرته إلى الوراء، راصداً سيرته الذاتية من بدايتها وقال: “كان مسقط رأسي في إحدى القرى المتاخمة لمدينة جوندر الإثيوبية، التي تقع على بُعد 300 كيلومتر من الحدود السودانية، وحتى الـ16 من عمري كنت أقيم مع والدى في قرية “سكلت”، وهى قرية متواضعة تقع في شمال غرب إثيوبيا، ومرة تلو الأخرى كان والدي ووالدتي يصطحباني معهما إلى جولة تسوقية في الأسواق السودانية حتى أصبح هذا البلد محبباً إلى قلبي من الطفولة.
ويتابع: “تلقيت دراستي في إحدى المدارس الدينية اليهودية بمدينة جوندر، وتعلمت فيها قواعد اللغة العبرية، وطيلة أيام الدراسة كنت أقيم مع جدتي، وسرعان ما أعود إلى والدي ووالدتي في قرية سكلت لقضاء أيام العطلة، تعلمت من جدتي “تسييحوت” مبادئ وأسس الصهيونية، لاسيما أنها هاجرت إلى إسرائيل للمرة الأولى نهاية خمسينات القرن الماضي”.
الجدة.. والأيدلوجية الصهيونية
وسرعان ما عادت الجدة “تسييحوت” إلى إثيوبيا لتربية حفيدها، ومن خلال قصصها تعرف امباي إلى دولة إسرائيل للمرة الأولى في حياته، وسمع عن اليهود الذين هاجروا إليها من شتى بقاع العالم، وتشرّب مبادئ الإيدلوجيات الصهيونية، حتى صار منذ نعومة أظفاره صهيونياً متشدداً، وما لبثت الجدة أن عادت إلى إسرائيل مجدداً، بعدما تخطى حفيدها الثانية عشرة من عمره، فاضطر الطفل الصغير إلى العودة للإقامة مع والديه، متوقفاً عن دراسته التي لم تنته بعد، وبعد عام سافر إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهناك أقام مع عمه، الذي عمل معه في استوديو للتصوير الفوتوغرافي، وعن طريق هذا العمل احتك بعدد ليس بالقليل من الطلبة، وبكوادر قيادية في الجيش الإثيوبي، وبشباب من الطائفة اليهودية في المدينة، وخلال تلك الفترة نمت لديه رغبة الهجرة إلى إسرائيل، وكانت الرسائل والأموال التي بعثت بها جدته إليه من إسرائيل حافزاً على خروج هذه الفكرة إلى أرض الواقع.
وعن ذلك يقول امباي: “نشأت على فكرة الهجرة إلى إسرائيل، وتحدثت عن ذلك مع كبير من الطلبة اليهود في إثيوبيا، وعن إمكانية الهرب من إثيوبيا عن طريق السودان، كان عمري في حينه لم يتجاوز الـ15، غير أن شخصيتي كانت قوية وأفكاري استقلالية، كنت أتابع ما يجري على الساحة الدولية من خلال مطالعة الصحف اليومية، ودارت أحاديث مستفيضة بيني وبين عدد ليس بالقليل من الشباب اليهودي وغير اليهودي، الذين تطاردهم فكرة الهجرة إلى الولايات المتحدة وكندا، وغيرهما من دول العالم، ولم يكن حديثي مع تلك الشريحة أقل من اتصالاتي وصداقاتي بأساتذة يهود، زادوا من معرفتي بدولة إسرائيل، وحلم وجودها في منطقة الشرق الأوسط، وحينئذ باغتُ أصدقائي من الطلبة بمعرفتي الحاذقة بالدروب والطرق المؤدية من مدينة جوندر الإثيوبية إلى حدود السودان، وباستطاعتي المساعدة في قيادة مجموعة من اليهود إلى الحدود السودانية، كخطوة أولى للهجرة من هناك إلى إسرائيل، إلا أن هذه الفكرة لم تخرج إلى حيز التنفيذ في حينه”.
4 مسارات سرية للهجرة
في الـ16 من عمره عاد إمباي بمفرده من أديس أبابا إلى مدينة جوندر، فربطته علاقات وطيدة بعدد من النشطين اليهود، وعرض عليهم المساعدة في فكرة هجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل عن طريق السودان، كان ذلك عام 1978، عندما تمكن إمباي من الوصول إلى هؤلاء النشطين عن طريق شباب يهود ينتمون إلى عائلاتهم، واقترح على الجميع أربع مسارات سرية لدخول الحدود السودانية، كما تطوع للقيام بدور مرشد الطريق، وأضاف امباي: “لم يكلفني أحد بهذه المهام، فلم أكن مجنداً من قبل الموساد الإسرائيلي، ففعلت ذلك من تلقاء نفسي، ولم أنس كيف كنت أجتمع مع هؤلاء النشطين، بمرافقة عدد ليس بالقليل من الطلبة في منزل استأجرناه خصيصاً لهذا الغرض، وحددنا المسار الذي سنسير فيه للهجرة من إثيوبيا إلى إسرائيل، كما حددنا خلال هذه اللقاءات السرية، المجموعات المزمع الشروع في تهجيرها عبر الحدود السودانية”.
وبعيداً عن تفاصيل ما تعرض له امباي، والمجموعة المرافقة له المكونة من 300 يهودي، من متاعب في الطريق الصحراوي المؤدي لحدود السودان، لاسيما أن الرحلة كانت تستغرق 5 أيام سيراً على الأقدام، وكانت الحركة مقتصرة على ساعات الليل فقط، نجحت أجهزة الأمن الإثيوبية في رصد حركتهم، وعلمت من خلال التحقيقات مع المجموعة أن امباي هو القائد والمحرض على هجرتهم غير الشرعية من إثيوبيا إلى إسرائيل عن طريق الحدود السودانية، وعلى خلفية هذه المعلومات لاقى إمباي العديد من ألوان العذاب والتنكيل في السجون الإثيوبية، ووصل الحال إلى فقدانه البصر في عينه اليمنى تحت تأثير التعذيب، وصدر قرار باعتقاله لفترة عام ونصف.
بعد إطلاق سراحه ورفع الإقامة الجبرية التي فُرضت عليه في أعقاب اعتقاله، لم يتراجع امباي عن مهمته، وعن ذلك يقول: “كنت آنذاك في الـ19 من عمري، ولم أتراجع عن نشاطي، ولكن بصورة أكثر إصراراً، فاشتريت مسدساً لاستخدامه ضد قوات الأمن الإثيوبية إذا اعترضت طريقي وطريق المجموعة التي أقودها للهجرة إلى إسرائيل، أسرتي توسلت لي لأتراجع عن هدفي، إلا أنها سأمت من الفشل في إبعادي عنه، وقلت لأبي إن هذا الهدف أقوى مني، وبعد أسبوعين من رفع الإقامة الجبرية عني قُدت مجموعة من الشباب اليهود تضم 300 شخص، ونصحتُهم باصطحاب قطيع من البقر والماعز، لبيعه في الطريق وتقديم الرشاوى لحرس الحدود السوداني والإثيوبي حال اعتراض طريقهم، وفي نهاية المطاف نجحت في المهمة، ولم ألبث أن أكررها مجدداً، حينما اصطحبت مجموعة أخرى تتألف من 190 شخصاً، ثم مجموعة ثالثة تضم 80 شخصاً، كنت واحداً منهم، حيث حققت معهم الحلم بالهجرة إلى إسرائيل عام 1985”.
ومنذ هذا التاريخ بدأت قصة إمباي مع السلطات الإسرائيلية، التي رفضت منحه لقب “أسير صهيون”، على خلفية التعذيب الذي يزعم التعرض له في السجون الإثيوبية، ويقول امباي في نهاية حديثه للصحيفة العبرية: “رأت الأجهزة المعنية في تل أبيب أن امباي الحبشي قام بدوره، ولم تعد هناك فائدة منه، فلا ينبغي التعاطي مع مطالبه، إلا أن محكمة العدل العليا الإسرائيلية جددت أملي ووعدت بإعادة النظر في الدعوى القضائية التي رفعتها بدعم من مكتب المساعدات القضائية في تل أبيب للحصول على حقي.
ويعيش عامرام إمباي في حجرة بسيطة، بمنطقة رحوفوت الإسرائيلية، بعد أن انفصل عن زوجته، التي أنجب منها ابنته الوحيدة، البالغة من العمر حالياً 17 عاماً، وتقيم الأخيرة مع والدها، إلا أنها سأمت بحسب والدها من القصص التي يرويها عن حياته في المعتقل الإثيوبي، ودوره في تهجير عدد ليس بالقليل من يهود إثيوبيا إلى إسرائيل، ولكن الأب الذي لا يرى سوى بعين واحدة، يرفض الاستسلام أمام مماطلة الدوائر الحكومية الإسرائيلية في منحه لقب “أسير صهيون”.
هذا ما فعله الاصيوبيين فى بلادهم…….
كم تتوقع ان يكون موجود منهم فى السودان الان .وهم عيون لاسرائيل……..
هذا اللقاء دق ناقوس الخطر من هولاء الاحباش اللذين ملاوا السودان……..
لصحوا فانتم مكشوفون و ما حدث فى الشرق بضرب القافله اللتى ما زالت المعلومات محجوبه ودفنت كما دفن من كان عليها……..:crazy:
هو كان قايل هو رايح الجنة روح في ستين انت سبب بلاء المنطقة لكن معك حق لان البلد لا يوج وجيع عليها ويتشابكون في الكرسي اللهم اكفنا شرك وشر من يقف معك روح بلاش يهود بلا عفن