الطاهر ساتي
( خليك من قذافي ، إنت شن قولك ..؟)
** ثم نأتي إلي شرح المصير المرتقب للجنوب ، بعيدا عن تحليل الزعيم الليبي .. الوحدة والانفصال ، أحدهما مفتاح حل جذري لمشكل السودان في الجنوب ، أوهكذا يجب أن ننظر بعقولنا لهذا المصير المرتقب .. فالتقوقع في محطة التوجس من الانفصال ليس بتصرف منطقي ، وكذلك النوم على عسل الوحدة ليس بنوم ذي عافية ..والعاقل جدا هو من يحمل في رحلة الخمسمائة يوم القادمة الوحدة والانفصال زادا للرحلة والراحلة ، مع ترويض عقله وقلبه على أن يجب ان يكون أحدهما هو المفتاح المطلوب لحل الأزمة حلا نهائيا ..هكذا يجب التفكير في هذا الأمر ..وليكن حال الكل في رحلة المصير المرتقب كمن يتأهب للسفر من منطقة باردة إلي أخرى ساخنة ، أوالعكس.. وفى سفر كهذا يتوجس المرء من مغبة الإصابة بأمراض تلك المنطقة التي هو ذاهب إليها ، ولهذا يتحسب لوقاية نفسه بالمضاد الوقائي الذي يبعد عنه الأمراض أو يخفف وطأتها .. والمضاد الوقائي هو الذي يجب أن يحمله ساسة بلادى ومثقفوها وهم قاب قوسين أو أدنى من مصير الجنوب .. نعم، فلنحلم ونتمنى بأن تكون الوحدة هى المصير ، ولكن مانيل المطالب بالأماني والأحلام فقط ، ولهذا يجب أن يترقب كل عاقل مصيرا آخر مضادا للوحدة تماما اسمه الانفصال ، وهذا بحاجة إلي مضادات سياسية وقائية تقي البلاد والعباد من آثاره …!!
** وليس من الحكمة أن يتواصل التناول السياسي أو الإعلامي لاحتمال الانفصال بأساليب أهل الرياضة قبل كل هلال مريخ ..أو كما يفعل الطيب مصطفى وباقان أموم ، أحدهما يهرج به يوميا والآخر يبتز به بين الحين والآخر ..فالانفصال – لو حدث – لن يكون بمثابة نتيجة حرب انتهت و(خلاص )..بل قد يكون هذا الانفصال بداية لحرب أخرى أشرس من حرب الربع قرن .. ولهذا يجب التحلي بطرائق تفكير رشيدة في المرحلة القادمة في شأن تقرير المصير ..ويجب وضع سيناريو لكل ما هو مرتقب ، انفصالا كان أو وحدة ، ثم وضع المضاد السياسي الوقائي الراشد لكل ما هو مرتقب ..وحين يظل الجمع السياسي قابعا ونائما فى محطتي التوجس والأماني لن يجد التفكير السليم – الذي يخلق المضاد السياسي الوقائي الراشد – طريقا إلي عقولهم ..فالعقول المهرجة لاتفكر منطقيا ولاتعرف معنى التفكير المنطقي ، وكذلك العقول الحالمة بأحلام اليقظة لاتفكر سليما ولاتعرف قيمة التفكير السليم ..والبلد اليوم بحاجة ماسة إلي نوع من التفكير المنطقي والسليم حين نضع مصير الجنوب المرتقب على مائدة النقاش ، ويجب أن نبعد النقاش فى موضوع خطير كهذا عن التهريج والابتزاز ، وبدلا عن هذا وذاك يجب أن يواجه كل سوداني نفسه بأسئلة شجاعة لاتعرف لغة العواطف : ماذا لو قرر المواطن الجنوبي لجنوبه الانفصال ..؟..ما هي الآثار السالبة لقرار كهذا ..؟.. وماهو المطلوب سياسيا لتفادي عواقب تلك الآثار ..؟.. والبحث عن الإجابات هو التفكير السليم للمرحلة القادمة .. فلنحلم بالوحدة ، وكذلك فلنغضب من حديث القذافي ، ولكن كل هذا لايعني بأية حال من الأحوال أن ندفن رؤوسنا ونتخلى عن التفكير السليم للمرحلة القادمة ، أي البحث عن إجابات تلك الأسئلة ، حتى لانتفاجأ بالمصير المر كما أمطار هذا الخريف …!!
إليكم – الصحافة الاحد 30/08/2009 العدد 5812
tahersati@hotmail.com
الاخ الطاهر سلامات
يسلم يراعك الذي كتب وتسلم يدك التي خطت … وينصر دينك مرة رابعة …واضف لاسئلتكم ايضا … ماذا ان صوت اهل الجنوب للوحدة وعدم الانفصال ؟؟؟ وما هي الاثار المترتبة على ذلك ؟؟ وكيف نواجهها ؟ وماذا ان كان هنالك اخوة من الجنوب لايريدون لا الوحدة مع الشمال بصورتها السابقة (الحالية) ولا الانفصال ….كونفدرالية مثلا …؟؟ ماذا لو رفض الجنوبيون بالشمال العودة للجنوب بعد اعلان الانفصال ؟ وما مصير الشماليين بالجنوب بعد الانفصال ؟ دعاة الوحدة لايعرفون استحقاقاتها لتكون حقيقة ومستدامة ودعاة الانفصال لا يملكون خيلا يركبونه لانفصالهم ولا خيالا يسبر لهم التبعات … مشكلة السودان لن تحلهاالوحدة ولا الانفصال .. هي اكبر من ذلك بكثير .. ودمتم …