بين القبول والرفض .. الفحص قبل الزواج
يرفض الأدوية ويثور لاتفه الاسباب .. أطفاله يتحركون بصمت خشية ان يصدر منهم اي صوت وزوجته تدعو الله طوال الوقت ان تمر الساعات دون اية مشاكل معه كل ذلك بسبب حالته النفسية التي يعاني منها والتي تجعله يثور لمجرد سماعه صوتاً في البيت ما جعل الجميع يعيشون في حالة قلق خوفاً من انفجار غضب والدهم الذي قد يهشم كل ما يقع بين يديه أو أمامه.
بدأت أم محمد حديثها قائلة اكتشفت حالة زوجي بعد فترة قصيرة من الزواج انه كان يستخدم أدوية تساعده في التغلب على حالته النفسية والعصبية، وتضيف للأسف لم يخبرني احد من اهله عن مشكلته رغم علمهم بذلك حيث بدأت ألاحظ بعد فترة من الزواج تقلبات مزاجه وعصبيته الزائدة وحديثه الهامس مع نفسه فلجأت الى احدى شقيقاته التي اخبرتني بوضعه النفسي وهي تعتذر عن عدم اخباري بذلك منذ البداية لاعتقادها ان مشكلته انتهت بعد العلاج الذي تلقاه.
لذلك فهي تطالب بضرورة ادراج الفحوصات النفسية للمقبلين على الزواج منعاً لحدوث المشاكل الاسرية التي ينتج عنها الطلاق والعنف الذي يصل حد القتل احياناً. فهل يمكن اجراء مثل هذا الفحص للمتقدمين الى الزواج؟ هذا ما نجيب عليه في هذه الحصيلة من الآراء:
تحكي أمنية عبدالفتاح عن تجربتها التي لم تستمر لاكثر من «3» اسابيع مع شاب مصاب بحالة نفسية أشبه ما تكون بالوسواس تطالب أمنية بإلزام المتقدمين ذكوراً واناثاً للفحص النفسي لكي لا يتعرض اي شخص للتضليل والخداع، وتقول ان خطيبها السابق كان يعيش حالة من الغربة الاجتماعية والعائلية حيث يعتقد ان الجميع يتحدث عنه بسوء اضافة الى مزاجه المتقلب الذي يصعب معه التكهن بما سيكون ولا تنكر انها تتعاطف معه لكنها فضلت عدم الإستمرار بعد ان شعرت ان أهله اخفوا الكثير عن حالته النفسية التي تمنعه حتى من الإستمرار في وظيفة تضمن لهما قوت يومهما في المستقبل.
وتضيف لاحظت في البداية شكه في وضوئه وصلاته اضافة الى نظراته المريبة لاي شخص حتى لو كان من افراد عائلته لاعتقاده ان الجميع يتحدث عنه بالسوء مما جعلني أقرر عدم الاستمرار معه في وسط مطالبة من أهلي باعطائه فرصة لكني لا أحبذ ان اكون حقل تجارب له.
بينما تعتبر خالدة عبدالعظيم ان الالزام باجراء الفحوصات النفسة قبل الزواج امر مهين مؤكدة ان الفحص الطبي هو الأهم رغم ان فئة كبيرة من المجتمع لاتزال ترفضه متسائلة: كيف سيتقبل المجتمع اضافة فحوصات نفسية ستعمل على تعقيد الاجراءات مما يسهم في رفع نسبة العنوسة والعزوبة؟
محمد احمد علي خاطب منذ «6» شهور يرى ان إجراء الفحوصات التي من شأنها اكتشاف اي امراض نفسية لا تقل أهمية عن اجراء الفحوصات الخاصة بالأمراض الوراثية والمعدية قبل الزواج خصوصاً ان اي شخص لا يرغب ان تقع ابنته أوشقيقته أو احدى قريباته مع شخص مريض نفسياً أو مدمن مخدرات ولا اتوقع من المجتمع رفض مثل هذا الاجراء لتأكدي ان المجتمع حريص على كل ما يمكن ان يرتقي بالاسرة والابناء مشدداً على ضرورة السؤال عن الشخص المتقدم للزواج بشكل دقيق لمعرفة سلوكياته والتأكد من تمام صحته النفسية التي قد تلقى بظلالها على الاسرة فيما بعد، مضيفاً أما انا فمتأكد من صحة خطيبتي العقلية لكن لا امانع في عمل الفحوصات حتى في فترة الخطوبة التي تسبق الزواج.
وقال أحمد عبدالمحسن من الضروري ان يكون الزوجان على دراية كاملة بالحالة النفسية وماضي كل منهما لانهما شريكان في الحياة المقبلة وذلك حتى لا يتفاجأ احدهما بأمور قد لا يستطيع ان يتأقلم معها في المستقبل مع العلم باني غير متزوج وسأجري الفحوصات كلها ان وجدت بنت الحلال.
أما نادية أحمد حسن فترى ان الحالة النفسية تلعب دوراً مهماً في الحياة المستقبلية ودائما في مجتمعاتنا نبقيها طي الكتمان خصوصاً ان الكثيرين من المقبلين على الزواج لا يستثمرون فترة الخطوبة بالمصارحة التي قد تختصر الكثير من العناء في المستقبل مما يؤدي الى هدم الحياة الزوجية وتضيف: مخطوبة أكثر من سنة اقترحت على خطيبي فكرة اجراء فحوصات نفسية حقيقية لم يتقبل الفكرة في البداية ولكن بعد الحاح مني قبل بالفكرة وذهبنا وعملنا الفحص النفسي، إمتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم «تخيروا لنطفكم».
أما هادية محمد فتقول هنالك الكثير من المشاكل التي يعاني منها الازواج كالرهاب وانفصام الشخصية والاكتئاب والتي تلعب دوراً كبيراً في استمرار الحياة الزوجية خاصة ان بعض الامراض النفسية يصعب معرفتها وملاحظتها إلا بعد العشرة الطويلة وذلك لان اصحابها يتصرفون بصورة طبيعية وعادية جداً وهنالك بعض الامراض يكون علاجها الزواج.
تستنكر سارة عبدالله الخضوع لفحص نفسي وتقول قد تتسرب نتائج الفحص ويتضرر اصحابها لاسيما المرأة ربما يعزف عنها الخطاب اذا علموا ان زواجها لم يتم بغض النظر عن نوع المرض وتنشأ عن ذلك مشاكل كثيرة مما يجعل حياة الناس قلقة ومكتئبة وبائسة اذا تم اعلام الشخص بان من يريد الارتباط به مصاب بمرض نفسي والتكلفة المادية التي يتعذر على البعض الالتزام بها.
ولمعرفة رأي الشرع في مسألة الفحص النفسي للمقبلين على الزواج يقول الشيخ حاتم عبدالعزيز: يجوز لاولي الأمر اصدار قانون يلزم كل المتقدمين للزواج باجراء الفحص النفسي بحيث لا يتم الزواج إلا بعد إعطاء شهادة صحة تثبت سلامة العقل، ولابد من تشجيع الناس ونشر الوعي بالوسائل المختلفة للتأكيد على أهمية الاختيار بصورة سليمة.
الدكتور عبدالباقي الخضر قال من الضروري ان تكون بداية تكوين الاسرة على أسس سليمة تضمن استمرارها وسط جو صحي سليم وذلك من خلال اجراء الفحوصات النفسية والطبية للتأكد من خلو الزوجين من الامراض الوراثية المعدية وايجاد بنود جديدة تتضمن الكشف عن الإدمان والأمراض النفسية لكي يكون كلا الزوجين على دراية كاملة بشريك حياته حتى لا يتفاجأ أحدهما فيما بعد مما يؤدي الى انفصال يخلف وراءه ابناء تائهين وذلك بعد ظاهرة العنف الاسري الذي وصل بعضها الى حد القتل والتعذيب خاصة ان معظم القضايا تم ارجاعها الى اسباب محددة أبرزها الأمراض النفسية التي تمتد جذورها في معظم الأحيان إلى إدمان المخدرات وتعاطيها، فبالتالي لابد من إجراء الفحص النفسي بالنسبة للمقبلين على الزواج لتجنب العقبات فيما بعد ولبناء حياة سليمة.
الخرطوم: آلاء القاضي
صحيفة الراي العام
ربك كريم
الصراحه والصدق بين اهل الزوجين والزوج والزوجة هي التي تقوم عليها الاسره السليمه حتى ولو كان هناك مرض نفسي ودام في صدق وقبول فالتمضي الحياه