زهير السراج

وحلو الخرطوم عومها

[ALIGN=CENTER]وحلو الخرطوم عومها[/ALIGN] * لمطربنا الراحل العبقرى ابراهيم الكاشف أغنية جميلة عنوانها (الجمعة فى شمبات)، يصف فيها الشاعر المبدع الذى كتبها – ولا أدرى هل هو عتيق ام عبيد – رحلة فى شمبات، ويتفنن فيها أيما تفنن (إن صح التعبير) ناقلا صورة ولا أروع عن الطبيعة الخلابة وهى تحتضن بحنو وعطف الذين اسعدهم الحظ فى ذلك اليوم الذى كان (جمعة) بالارتحال إلى شمبات من أجل الترفيه والتسرية عن النفس!!

* تذكرت هذه القصيدة وانا أتجول فى الخرطوم يوم أمس (عفواً – وأنا أعوم فى الخرطوم) مع الزميل المبدع عباس محمد ابراهيم من خلال تحقيقه الجميل فى الزميلة (الصحافة) الغراء عن أحوال الخرطوم الغارقة فى مياه الامطار!!

* لا أدرى لماذا؟ .. ربما لأن الاخ عباس كتب التحقيق بطريقة أدبية جميلة وتحدث فى بدايته عن الطقس الجميل الذى تسببت فيه الامطار قبل ان يدخل فى (الغريق) ويتحدث عن الغرق وسوء التصريف والتصرف، وكأنه يريد التخفيف عن قرائه من هول الفظائع التى سيحدثهم عنها لاحقا مثل تلك المرأة المسكينة (لها الرحمة) التى جرفتها مياه الامطار لتموت غرقا فى بئر سايفون .. (ايه حكاية الموت فى السايفونات الطالعة فى البلد اليومين ديل؟!) !!

* وربما لأن فى القصيدة بيتاً – لا أستحضره الآن بشكل جيد – عن جدوال مياه تحف بأصحاب الرحلة من كل جانب، وهنالك فرق كبير بالطبع بين خرير الماء فى جداول تحف بالخلان والاحباب، وخيران (يخر) فيها الماء بالطين ويموت فيها الناس بالغرق!!

* وربما لأن تلك الرحلة الجميلة فى شمبات كانت يوم (جمعة)، وصادف ذلك قراءتى لتحقيق عباس الذى أهاج شجونى وانا أتهيأ لكتابة مقال الجمعة، مع الفارق بين ما سأكتبه من كلام غث لا يؤخر ولا يقدم ولا يحرك ساكناً فى مسؤول وبين ما أثرى به وجداننا من غناء جميل مطربنا الكبيروشاعرنا المبدع، بالاضافة الى مكانة شمبات الجميلة فى كل القلوب، وهى تعنى بالنسبة لى الشئ الكثير فقد أمضيت فيها أحلى أيام عمرى وانا طالب بكلية الطب البيطرى بشمبات وعايشت فيها أجواء مشابهة لتلك الاجواء التى وصفتها القصيدة وليس تحقيق عباس، استمتعت فيها برفقة العديد من الاصدقاء من بينهم المطرب الجميل (الشيخ شمبات) الذى كنا نهرب من جحيم الدراسة الى غنائه الجميل وسط الطبيعة الساحرة والجداول الرقراقة والخيرات التى لا تنقطع (الخيرات بالتاء موش بالنون) !!

* المهم .. تذكرت تلك الأغنية الرائعة وأنا (أعوم فى الخرطوم) فأخذت أردد بعض مقاطعها وعندما وصلت الى البيت الذى يقول فيه الشاعر (حلاة الجمعة يومها وحلو شمبات مقيلا) وجدت نفسى لا شعوريا أقول .. (حلاة الجمعة يومها وحلو الخرطوم عومها) مع الاعتذار للشاعر المبدع (عبيد أو عتيق) وللمطرب الراحل ابراهيم الكاشف ، رحمهم الله جميعا، ولأهل شمبات الجميلة، وللخرطوم التى كلما أنعم الله عليها بهطول الامطار كان مصيرها الغرق من سوء التصريف والتصرف، وعلى رأى الاخ عادل إمام الذى يكثر صديقنا صلاح عووضة من الاستشهاد به .. (متعويييدة دااايما)!!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 29 أغسطس، 2009

تعليق واحد

  1. الاخوة في شمال الوادي يعتبرون الخرطوم أجمل من القاهرة بهدوئها وخضرتها ونيلها ويستغرب البعض منهم كيف يترك السوادانيون هذا الهدوء ليقضوا اجازاتهم في ذلك الضجيج .. الخرطوم لو وجدت الحادبين علي نظافتها وتجميلها ومعينات التصريف والذي يأتي الخريف كل عام ليشوه الطرق المسفلتة وتضيع ملايين الجنيهات في اعادة ترميم الشوارع التي بنيت بمواصفات الجهل والاخفاق لكانت الخرطوم من أجمل مدن العالم ولكن اه فهاهي الخرطوم وكل السودان يعوم علي عومهم ..