داليا الياس

خطوات تنظيم

[JUSTIFY]من بين جميع الكيانات والمؤسسات الحكومية الخدمية ذات العلاقة المباشرة بالمواطن، أرفع اليوم القبعة احتراما لقبيلة الشرطة السودانية الموحدة.. كونها نجحت في تقديم النموذج الأمثل لما يجب أن تكون عليه المؤسسات على صعيد المباني والمعاني والكوادر البشرية والمعينات والأدوات.

لقد قفزت الشرطة قفزة نوعية كبرى في السنوات الأخيرة لا تنكرها العين إلا من رمد.. ودونكم الأبراج السكنية الشامخة و(القشلاقات) الحديثة ودار الشرطة الفخيم ومستشفيات الشرطة المنتشرة في جميع الولايات وحتى الأقسام والإدارات والنوافذ الخدمية التي أصبحت على مستوى طيب من الأناقة والنظافة والسرعة والتعامل الطيب.

بل إن تلك النهضة تمددت حتى طالت السجون وملحقاتها وأساليب العقاب فيها.

ثم ها هو ذا المدير العام لقوات الشرطة السودانية سعادة الفريق أول هاشم عثمان حسين المعروف بوقاره وهدوئه وحكمته يعلن العام 2015 عاما للتطوير في جميع الوحدات والإدارات وعلى مستوى بيئة العمل.. ولعمري إن ذلك التطوير قد بدأ منذ زمن طويل وشمل المخصصات والمستحقات والتدريب والتأهيل.. بحيث أصبح رجل الشرطة يتمتع بحظ وافر من التوازن النفسي والاجتماعي بعد أن توفر له السكن الملائم الذي يطمئن فيه على أبنائه بعد أن توفرت لهم خدمات التعليم والترفيه والعلاج وحتى العلوم القرآنية في مكان واحد وبأحدث الوسائل وأفضلها.

وقد حدثني أحد الضباط الذين تسنى لهم الانتقال من أطراف الخرطوم للإقامة في واحدة من مجمعات الشرطة السكنية الراقية بأن تغييرا إيجابيا كبيرا قد طرأ على أبنائه وشكّل تفكيرهم وتطلعاتهم وسلوكهم حتى أن (مشيتهم في الواطة اتغيرت!!).

كل هذا لأن الخطة التي وضعها ذلك المدير القدير استهدفت رجل الشرطة أولا.. ووضعت في حسبانها ترقية سلوكه وتوفير حياة كريمة له حتى يتمكن من خدمة الشعب كأفضل ما يكون.

مستصحبة في ذات الوقت معينات العمل.. وتقف غرفة اتصالات شرطة مرور ولاية الخرطوم التي افتتحت مؤخرا تحت الرقم (777) وحدها كشاهد على النهضة الشاملة التي انتظمت تلك المؤسسة.. ولكم أن تلاحظوا الفرق بين ما كان عليه عدد الدوريات والنجدات وسيارات العمليات وما أصبح عليه الآن.. وكيف أن الشرطة أصبحت متواجدة في كل مكان وتقدم خدماتها بمختلف الوسائل في ظل أرقامها المتاحة للاتصال السريع (999).

إن الحديث عن ملفات الإنجاز الشرطي يطول.. ولا يزال في مخططاتهم الكثير.. ويحسب لهم أنهم يعملون في صمت.. وينجزون ما بدأوه في سرعة فائقة دون تلكؤ ليفاجئونا دائما بكل جديد في وقت قصير.. كل هذا وأكثر نتيجة للكياسة والسيطرة التي يبسطها المدير العام على المؤسسة.. والتوافق والانسجام الذي يحكم علاقته بمساعديه وقادته.. وقبل كل ذلك العمل الرسالي الذي يؤمن به رجال الشرطة رغم التعب والرهق والظلم الذي يناوشهم أحيانا من أولئك الذين يتعمدون ألا يروا من الأكواب إلا نصفها الفارغ.. شفاهم الله.

تلويح:

هذا مع خالص التقدير والامتنان لتلك المؤسسة التي أراقبها عن كثب ولكل رجالها بمختلف الرتب.. ومع تحية الإسلام.. والتحية العسكرية.
[/JUSTIFY]