عصر الماء والزيت
* لا يمكنك أن تدعوني لمشاركتك في عمل ثم تتعامل معي بغموض شديد، ولا يعقل أن تطالبني بتقديم تنازلات بينما تستأثر أنت بكل شئ !! هذا أمر غير مقبول، لا في السياسة ولا في التجارة ولا حتى في الحب أو العلاقات الانسانية الاخرى!! لا بد أن يكون هنالك أخذ وعطاء .. هذا شرط لا بد أن يتوفر لأي عمل ناجح أو علاقة ناجحة، ومن حق الحكومة أن تعتب أو تغضب على الادارة الامريكية إذا عجزت عن إدراك أهمية هذا الشرط !!
* لا بد ان يكون حل أزمة دارفور شاملا كاملا، يحقق كامل الرضا لاهل دارفور ولكافة أهل السودان، ويضع في الوقت نفسه حدا لأزمة المحكمة الجنائية الدولية التي ستظل عقبة كأداء في طريق حل مشكلة دارفورأو أية مشكلة أخرى، وبالتالي لا بد أن تكون جزءا أساسياً من استراتيجية الحل!
* تحقيق هذا الهدف ليس صعباً، ولكنه يحتاج الى شجاعة كبيرة تتجاوز الاطر والافكار والمؤسسات التقليدية التي تتحكم في اتخاذ القرار هنا وهناك !!
* هنا .. لا بد ان نتعامل مع أزمة دارفور باعتبارها قضية داخلية بحتة بدون أن نربطها بأي قضايا خارجية كعلاقاتنا مع الولايات المتحدة أو المحكمة الجنائية، مهما كانت لدينا قناعة بأن أسباب الازمة خارجية، وأن الحل بات مستحيلا بدون الاستعانة بالأاخرين، ولكن من قال أن الحل الداخلي يعني إلغاء الآخرين أو الاستهانة بالاسباب الخارجية؟! يستطيع السياسي الذكي ان يضع الاثنين في إناء واحد بدون أن يخلطهما كما ( الزيت والماء)!!
* وهناك .. لا بد أن يفهم العالم أن تحقيق العدالة لأهل دارفور يكمن في الارث السوداني والدارفوري على وجه الخصوص في حل المشاكل والازمات، وليس في لاهاي، ويقع علينا نحن ــ بأفعالنا الجادة وسياستنا الذكية ــ عبء نشر هذا الفهم !!
* الانجازات الاستثنائية التي يخلدها التاريخ تحتاج الى شجاعة استثنائية وذكاء استثنائي، ولقد حان الوقت لينعم أهل دارفور والسودان بمثل هذه الانجازات !!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 26 أغسطس، 2009
دكتور زهير سلام وتحية
نعم اتفق معكم ان مشكلة داررفور بل وكل مشاكل السودان من الممكن ان تحل من الداخل … وليس هذا كما قلت انت الغاء او تجاهل للدور الخارجي الذي اثر ولايزال على السودان …. ولكن …الحلول الداخلية تحتاج الي قرارات استثنائية ومواقف حرة اهمها ان تتم مصالحة حقيقية بين الحكومة والشعب السوداني … وذلك بالانحياز للشعب ضد كل الفاسدين .. والعمل على اسرتداد الاموال المنهوبة … وكشف كل شيء له … صدقني ان صبر هذا الشعب على الحال التي هو عليها نابع من قناعاته بان الذي سيأتي بعد الانقاذ لن يكون بافضل منها بل سيكون الاسوأ … فليس له من امل ينتظره سوى تلك القرارات الاستثنائية … في هذا الزمن الاستثنائي ….نريدها مصالحة حقيقية مع هذا الشعب جادة مستمرة غير مرتبطة لا بالانتخابات ولا بغيره وسترون روح الشعب السوداني الحقيقية .. عملا وحبا ونظافة في القلب و اليد واللسان خدمة لهذا الوطن العملاق ….