ممتاز.. تفسير الماء بالماء
وكأنني روحاني أو مشعوذ، كنت استحضر رائحة بخور الأعواد المُضمخة بأخاليطٍ من العطور والتوابل المبهمة والنفّاذة، بينما تجري عيناي على أسطر الخبر، وبغتة ومن بين تلافيف دخان البخور ذاك تشكل بيت الشعر أعلاه، وكأنني رأيت ابن الذروي – وهو يخرج من بين تضاعيف (تلك الرائحة) – ويقرأه عليّ مباشرة.
كل تلك المشاعر الغامضة كانت بسبب ذاك التصريح الذي أدلى به ممتاز الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم (ضمن خبر) نشرته صحف أمس، والذي اعتبر فيه أن الخلافات لم تعصف بآلية الحوار المُسماة (7+7)، لكنها عصفت بـ(7) المعارضة.
ممتاز.. أليس هذا بالضبط و(تماماً) ضربا من تفسير الماء بعد الجهد بالماء.؟ فآلية الحوار الأربعشرية، مكونة من سبعة أحزاب من الموالاة ومثلها من المعارضة، فإذا انعصفت إحدى السبعتين، فإن هذا ستكون نتيجته الرياضية وخلاصته الحتمية – بلا جدل أو شك – وربما يرقى إلى اليقين التام، بأن آلية الحوار قد شُيِّعتْ إلى مثواها الأخير، لأنه لا فائدة في أن تتحاور أحزاب الموالاة مع بعضها البعض– إذ أنها (Already) متفقة ومتوافقة.
غير بعيدٍ عن ذلك، يقال في كرة القدم إنك – ومهما بلغت ليقاتك البدنية والذهنية كمالها وتمامها- لكنك إذا لعبت ضمن فريق متدني (اللياقتين)، فسوف تبدو مثله تماماً.
لربما هذا ما يجعل لياقتنا الصحفية في كثير من الأوقات مُتدنية جداً، خاصة عندما (نُباري) اجتماعات ومؤتمرات السياسيين، الذين يتسم جلهم – أو حتى كلهم – بفقدان اللياقة والمنطق، ثم ننشر تصريحاتهم وأخبارهم، لنكتشف – أحياناً قبل النشر (ونكابر)، ومرات بعد النشر و(نحزن) ذلك الكم من التناقضات (المُمتِعة).
لو كنت (ممتازاً) لاعتذرت عن الـ(خسران) المبين الذي أصابه تصريحي لعلوم الرياضيات، المنطق، الكلام والخطابة، وربما أوغلت في ترف الاعتذار أكثر، وقبّلت رأس ( ابن الذروي).
[/JUSTIFY]
