احمد دندش
الجمال هدية (قابلة للكسر).!
ونحن نظل نكتشف تلكم (الإشراقات) يومياً من خلال شاشات الفضائيات التي تقدم لنا في اليوم الواحد أكثر من (إشراقة), وأكثر من موقف يدعو للضحك والسخرية معاً، ولا أظن أن كثيرين سيمنعون أنفسهم من الضحك, عندما يشاهدون مذيعة وهي تتحدث أكثر من ضيوفها في الحلقة، أو تلك التي تسأل شاعراً مشهوراً يوم تكريمه (عن اسمه)، أو هاتيك التي تقول وبمنتهى (اللزاجة): (ونتمنى لهم حياة سعيدة حافلة (بالرفاه والبنين).!…معقولة بـ(الرفاه) عديل كدا يابتنا.
مشكلة الكثير من القنوات الفضائية, هي اعتمادها مؤخراً على استيعاب مذيعاتها عبر عنصر (الجمال) فقط، دون الانتباه لأي تفاصيل أخرى، وهي الكارثة التي أصابت مهنة (المذيعات) تحديداً بالضعف وساهمت في عدم مقدرتهن على التطور، بجانب إغفال المذيعات أنفسهن, بعدم اكتساب الثقافة اللازمة, وإدمان بعضهن المستمر للسقوط في (المطبات) اللغوية بسبب ضعف الثقافة والاطلاع و(المكابرة) في أحايين كثيرة، ويجب على بعض المذيعات أن يفهمن ماهو الدور الذي يجب أن يلعبنه، وذلك حتى يستطعن التجويد في عملهن والتنقل بسلاسة لأعلى الدرجات العملية.
نعم…نحن نعاني حالياً من مشكلة كبيرة في العثور على مذيعة (بريمو), وبمواصفات خاصة, تُجمع عليها كل الآراء، وهذا الحديث لايعني على الإطلاق أن كل المذيعات الموجودات في الساحة مجرد (تمومة جرتق)، نعترف أن هنالك مذيعات مثقفات جداً, وواعيات بالرسالة التي يقدمنها, ولكن المشكلة في أن عددهن لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، بينما تنتشر (مدعيات) الموهبة، و(عاشقات) الكاميرات، (والغريب جداً في الموضوع أنهن يجدن المساحة الكاملة)، بينما تعاني المذيعة الموهوبة من التجاهل وتضييق الخناق عليها وكأننا بتنا نعشق الفشل, واعتياد سماع ضحكات الآخرين علينا.
جدعة:
القناة الفضائية التي تستوعب المذيعة لـ(حسن وجهها) فقط، غير جديرة إطلاقاً بالمشاهدة, ولا بالمتابعة, أو الاهتمام، والمذيعة التي تقتنع بأن (وجهها) هو المانح الأساس لوظيفتها, والسبب الوحيد لتمسك القناة بها, تحتاج لأن تبحث عن مهنة أخرى، فـ(الثبات) من مقومات نجاح أي عمل إبداعي، ولا أظن أن (الجمال) يندرج تحت قائمة (الثوابت).
شربكة أخيرة:
الجمال هدية قابلة لـ(الكسر).
أوفيد[/JUSTIFY]