جعفر عباس
درْش دَرَش المريض
قال الدكتور أمري لله.. نديك حقنة بنج ثالثة.. وقد كان.. بالمناسبة هناك أمر كنت أجهله عن البنج المستخدم في عمليات الأسنان، فقد خضعت ذات مرة لعلاج عصب في ضرس لي تالف في مستوصف في العاصمة السعودية الرياض، وكالعادة كنت ارتعد من الخوف حتى قبل الجلوس على كرسي الإعدام، ولكن الطبيب طمأنني بأنني لن أحس بأي ألم أثناء «قتل العصب».. قلت له إنني أعرف ان قتل العصب تحت التخدير مؤلم مثل قطع الأذن بدون بنج، ولكنه قال: اصبر وشوف.. وحقنني بالبنج وصبرت وشفت… والله غفوت فترة قصيرة (يعني رحت في نومة خفيفة) وهو يقوم بالتنقيب عن النفط في ضرسي، لأنني لم أحس بأي ألم رغم أنه كان يدخل أشياء تشبه المسامير في تجويف ضرسي التالف و«يسوط» فيه كمن يطبخ الثريد. سألته: لماذا لم أحس بالألم، بينما أكاد أبكي أثناء عمليات حشو الضرس حتى بعد ثلاث حقن من البنج، فشرح لي ان بنج عن بنج «يفرِق»، بمعنى أن هناك (بنج) عالي التكلفة وقوي المفعول وهناك بنج من فصيلة خطب السياسيين العرب مفعوله وقتي ويستخدمه الكثير من أطباء الأسنان من باب ضغط المصروفات! بنج ياباني وبنج تايواني.
نعود الى الدكتور مصطفى الذي ما ان صرخ س بعد حقنة البنج الثالثة، وطفش كل المرضى، حتى……………. حاول ان تخمن ماذا فعل؟.. وجه لكمة للمريض الذي ما ان سقط أرضا حتى انهال عليه الدكتور بالشلوت، «وفين يوجعك»، وضربه في أجزاء جسمه التي لم يحقنها بأي بنج، وهو يصيح: عايز تخرب بيتي يا ال…، صرفت عليك بنج ينوم فيل، وانت تعيط وتبكي زي النسوان وتطفش الزبائبن؟ وخرج س من العيادة وضرسه أسوأ حالا وأضلاعه مكسورة وعضلات صدره وبطنه مهتكة… وأبشركم بأن عيادة مصطفى مغلقة لأنه في المخفر بتهمة تسبيب الأذى الجسيم.[/JUSTIFY]