منى سلمان

منى سلمان : يا المخضوب بنانك .. قول لي وين عطفك وينو حنانك

للنساء حكمة وغاية من وضع الحناء فـ في ثقافة الحبوبات (الحنة حنينة)، والانقطاع عن وضعها في احزان الاهل والاقارب في عرفهن ترابط ومؤازرة .. حكت لي قريبة حبيبة راجعتها في اصرارها على الحداد بمجافاة الطيب والزينة حزنا على احد الاقرباء فافتتني بانها (ولا حادة ولا حاجة) فهي تمس الطيب وترتدي المزركش من الثياب، وعندما اشرت الى اطرافها البيضاء من غير سوء التي تعلن حدادا غير موارب اجابتني مستنكرة السؤال:
دايراني اخت الحنة في خالي ؟؟
ثم تفضلت بالشرح ان وضع الحنة يعني قطع المحنة مع بنات خالها وزوجته !!
في طفولتنا البعيدة – قبل بلوغنا لسن دخول المدرسة – اذكر ان هوشة اصابت نسوة الحي عندنا بما فيهن أمي ودفعتهن لرفعنا في العناقريب – نحن فتيات الحلة الصغيرات دون سن الخامسة – وتليس ايدينا واقدامنا الصغيرة بالحنة دون وجود ما يستدعي ذلك من مناسبة ختان او زواج في نطاق الاقربين تستدعي المجاملة بـ (الحنة الجماعية)، والتي شاب طقوسها الكثير من الهمس المتوتر على العكس من المعتاد من مصاحبة طقوس وضع الحنة من بهجة وانس وونسات ..
يومها فهمنا من الهمس الذي يدور حولنا وربما فهمناها متأخرا بعد ان كبرنا حبّة .. اتضح لنا ان حبوبة في الحي تحسب من الصالحات افتت لهن بأنها رأت في منامها فوهة كبيرة أو حسب قولها (شرمة) في الافق، وكان هناك من يحمل الفتيات الصغيرات ويضعهن على تلك الفوهة ليسدها بها وسمعت هاتفا يوجهها بأن تضع الحنة للصغيرات حتى لا تسد بهم الشرمة !!! طبعا لغاية هسي ما فاهمة كنهة الشرمة التي كنا سنكون لبنات سد قدّها، وهل هو قد شملة بت كنيش التلاتية وقدها رباعي أم هي كناية عن الدنيا أم قدود .. المهم ان تلك الرؤيا الغريبة اتاحت لنا القشرة بسواد الحناء دون سؤء !
غني عن القول انني كتبت من قبل عن عمتي الحبيبة (زينب) ونصائحها الحكيمة التي تبدو للوهلة الأولى غريبة حتى تتضح عبقريتها .. كانت تنصح من تتأخر في الزواج وتكاد تلحقها سهام البورة بأن تسعى ليها جداد تتونس بيهو، ففي رعاية الكتاكيت تزجية لوقت الفراغ العريض وتفريغ لشحنة المحنة والعاطفة المكبوتة حتى يأذن الله لها بعريس (ينشّف حنانا) ..
كذلك تنصح المتزوجات الحردانات أو المهملات – بكسر الهاء – لزينتهن أو المهملات – بفتح الهاء – من ازواجهن بوضع الحناء !! تقول ان للحنة مقدرة على اسعاد القلوب وشفاء للنكد والاحزان .. وتؤكد ان من تضع الحنة تنشرح بعد الغمة وتقوم في ظلمات الفجر من نومها وترفع يديها تتأملها وترفع قدميها لتتفقد سواد حنتها .. شالت وللا لأ ؟ وقد ارتاح منها البال وانشرح الخاطر .. قطع شك ان الكثير من المتزوجات قد مررن بتلك اللحظات الغريبة !!
كل تلك الخواطر الحناوية مرت بخاطري بعد متابعتي لاحدي حلقات (دنيانا) على قناة الـ بي بي سي الاخبارية والذي تقدمه الاعلامية المتميزة (ندى) .. فقد كانت تستضيف ضمن المشاركات في الحلقة ناشطة اجتماعية سودانية كانت (مقمعة اصابعها) فسألتها (ندى) عن عادة وضع الحناء للسودانيات وهي تشير لضيفتها المخضبة البنان .. ادهشتني اجابة الناشطة التي افادت – بغير تردد – ان الكثير من المستنيرات السودانيات صارن يحاربن عادة وضع الحنة وما فيها من تكريس الوقت من اجل اسعاد الزوج (الما بستحق) .. البين قوسين دا الفهمتو أنا من سياق الكلام وليس نصه حرفيا – لامانة النقل – المهم اني (اندهشتا) من هذا الفهم الغريب لسببين
أولا تكريس المرأة من وقتها (الثمين) للعناية بنفسها وزينتها من اجل ارضاء زوجها وملي عينه ومنعها من الطيران تؤجر عليه باذن الله وقد حض الرسول صلوات الله وسلامه عليه النساء على حسن التبعّل
ثانيا .. النسوان ذاااااتن الله خلاهن ما قاعدات يتحنن للرجال .. بتحنن لي راحة البال وخوفا من النبيشة وشيل الحال ..
مخرج
حبيبتي الناشطة .. النسوان ديل للاسف بيتحنن وبقشرن لـ عيون بعضهن البعض وليس من اجل عيون الرجال .. وطبعا التعميم بيظلم ناس !!

تعليق واحد

  1. تكون الناشطة حاقدة علي النسوان المحننات …. بعدين هي ناشطة عشان شنو و لي شنو و لي منو   عشان تحقر الرجال ولا تهتم بي قضاياهم 
    المرأة تتجمل لي الرجل و الرجل يقابل ذلك بالعرفان   بما تستحق و زيادة